الجمعة، 31 مارس 2023 - 08:42 م

صاحبة العتبات الطيبة، سيدة الزهد نفيسة العلم

ما من عابر سبيل على مقامها فى قلب القاهرة القديمة إلا وقد سعد قلبه.. ومامن مشتاق إلا زار وطاب وملأ عينيه من روعة بناء مسجدها الشامخ فى ميدانها النابض بالحياة.

 هنا الونس

هنا مشهد السيدة نفيسة الصغرى إبنة الحسن بن زيد بن الحسن بن على بن أبى طالب..

وقد ولدت فى مكة قبل أن تنتقل وعمرها خمس سنوات إلى جوار مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم فى المدينة المنورة تتلقى من أهل البيت علوم الحديث وفصول الفقه.

فسميت.. نفيسة نفيسة العلم.

فى ليلة القدر فى شهر رمضان سنة 193 هجريا وصلت السيدة نفيسة إلى مصر فخرج أهلها يستقبلونها بالبهجة والأناشيد.. فأقامت بها حتى وفاتها فى شهر رمضان سنة 208 هجريا.

 وبين القدوم والإقامة..

عاشت السيدة نفيسة فى مصر وبين أهلها داعية لها ولهم.. جابرة للخواطر.. زاهدة كما لا يحتمل أحد.. باكية من تقصيرها.. لا تنام ليلها أبدا.. لا ينقطع القرآن عن لسانها لحظة..

وقد أحبها أهل مصر وكانت لهم بُشرى..

وأصروا على بقاء السيدة نفيسة فى مصر وألا ترحل عنها أبدا..

منحت علمها لمن زار عتبات بيتها.. فى محبة لله صافية بلا حدود.

ولما أحست باقتراب أجلها..

نُقل عن ضيوفها ورفقاء رحلتها أنها قد حفرت قبرها فى صٌرة بيتها بنفسها.. وأنها كانت تُصلى فى القبر وتختم القرآن فيه.. حتى جاء الأجل. فدفنت هنا.. فى ليلة مباركة من ليالى شهر رمضان الكريم، فبكاها المصريون.. وساد الحزن والصمت الأرجاء فى وداع سيدة أنار علمها القلوب والعقول.

وأجمع المؤرخون على أن مشهد السيدة نفيسة القائم فى حى درب السباع فى طريق أهل البيت.. هو مقامها الحقيقى دون اختلاف.

فى زمن آخر بعد سنين.. شُيد على قبرها مقام، ثم أقيم للمقام قُبة.. ثم نُقش على ضريحها: عرش الحقائق مهبط الأسرار.. قبر النفيسة بنت ذى الأنوار.

ودام فى مصر علمها.. وروائح عتبتها، زينة للزائر والعابر والمُقيم.