د. عصام الروبى أستاذ التفسير بالأزهر الشريف
د. عصام الروبى أستاذ التفسير بالأزهر الشريف


قصة آية

حافظ محمدي

الأربعاء، 05 أبريل 2023 - 09:40 م

فى هذا الباب والذى يحمل عنوان «قصة آية» نقدم لك عزيزى القارئ فى كل يوم من أيام شهر رمضان المبارك شرحا بسيطا لآية أو أكثر من آيات كتاب الله كان لها قصة وسبب.

الخشوع عند سماع القرآن والإنصات له وعدم اللغو فى حد ذاته عبادة مصداقا لقوله تعالي: « أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنْ الْحَقِّ « 16 سورة الحديد)، يوضح ذلك د. عصام الروبى أستاذ التفسير بالأزهر الشريف حيث يقول: الخشوع أثناء سماع وتلاوة القرآن يعنى تحرك القلب وعدم تجمده وانفعاله بما يسمع ويقرأ ليعرف مراد الله منه بخلاف هؤلاء الذين لا يحرك القرآن لهم ساكنًا، وقد جاء فى سبب نزول هذه الآيات ما رواه مسلم فى صحيحه عن ابن مسعود رضى الله عنهما قال: «ما كان بين إسلامنا وبين أن عاتبنا الله بهذه الآية إلا أربع سنين «، وقال ابن عباس رضى الله عنه: « إنَّ الله استبطأ المؤمنين، فعاتبهم على رأس ثلاث عشرة سنة من نزول القرآن»، وقيل: نزلت فى المنافقين بعد الهجرة بسنة، ورُوى أنَّ المِزاح والضحك كثُر فى أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم لمّا ترفهوا بالمدينة، فنزلت هذه الآية، ومعناها: ألم يَحِنْ للذين صدَّقوا الله ورسوله أن تلين قلوبهم عند الذكر والموعظة وسماع القرآن، فتفهمه وتنقاد له، وتسمع له وتُطيعه.


ويستفاد من هذا أن الخشوع هو روح العبادة وبدونه تصير العبادات مجرد طقوس يؤديها المسلم بلا روح وتثقل عليه وربما يمل منها، بخلاف من يؤديها بقلبه وجوارحه ويتفكر فيها ويفهم مراد الله، فهؤلاء أصحاب القلوب اللينة، بخلاف من قست قلوبهم وبعدت عن الحق وصار علمها بالحق مجرد معارف تتراكم يحملها لغيره ولا يستفيد منها وإن كانوا علماء.  جعلنا الله من الخاشعين الذاكرين العاملين بكتاب الله.. اللهم آمين.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة