الخميس، 06 أبريل 2023 - 06:55 م

الرئيس الأمريكى ترامب لا يحاكم لأنه أقام علاقةً مع ممثلة أفلام إباحية ومع عارضة بلاى بوى، وإنما يحاكم لاتهامه بانتهاكَ القوانين الانتخابية وتزوير السجلات التجارية والغش الضريبى عندما منح  بواسطة محاميه ٣١٠ آلاف دولار لكل من ممثلة الأفلام الإباحية وعارضة البلاى  بوى حتى تلتزما الصمت حول علاقته السرية بهما، وأيضاً موظف سابق لدى شركة له زعم أن لديه معلومات عن ولد سرى لترامب خارج إطار الزواج! 

وهكذا.. كانت الاتهامات الموجهة للرئيس الأمريكى السابق تحمل مفاجأة.. فهى لا تقتصر على اتهامه سياسيا بانتهاك قوانين الانتخابات فقط، وإنما تتهمه أيضا بالغش الضريبى!..

وهنا تكمن المفاجأة أن هذا الغش الضريبى لم يكن تخفيضا فى الأرباح أو إخفاء لدخل بغرض التهرب من دفع ضرائب مستحقة عليه أو على محاميه، وإنما المبالغة فى أرباح محاميه بمبلغ  ٣١٠ آلاف دولار، هى كل قيمة المبالغ التى تم دفعها لممثلة الأفلام الإباحية وعارضة البلاى بوى والموظف السابق لديه، لأنه كما يقول بيان الادعاء فى القضية، تم تسجيل هذا المبلغ كدخل لمحامى ترامب أو أتعاب قانونية، وبالتالى تم تسديد ضرائب لولاية نيويورك أكثر مما ينبغى ويتوجب عليه لتغطية هذا المبلغ !..

أى أن الغش الضريبى المتهم به الرئيس الأمريكى السابق  ناجم عن مساعدة محاميه على دفع ضرائب أكثر من المستحقة عليه، حينما اعتبر المبالغ التى دفعها لشراء صمت الثلاثة أتعابا قانونية.. وبذلك أفرخ الاتهام السياسى الموجه لترامب وهو التلاعب فى قوانين الانتخابات الأمريكية، اتهام مالى آخر له وهو التلاعب  فى السجلات والغش الضريبى! 

لقد تعرض ترامب من قبل طوال حملته الانتخابية التى خاضها لاتهامات بالغش الضريبى، واتهمته منافسته هيلارى كلينتون بأنه يتهرب من دفع الضرائب المستحقة على شركاته، ولكن لم يتم إثبات ذلك ضده، وظل ترامب طوال الحملة الانتخابية يرفض الإعلان والإفصاح عما دفعه من الضرائب.. والآن وبعد  انقضاء نحو ست سنوات من  انقضاء تلك الحملة الانتخابية يتعرض ترامب مجددا لذات الاتهام بالغش الضريبى، ولكن بشكل مختلف هذه المرة.. الغش لدفع ضرائب أكثر وليس لدفع ضرائب أقل!.. وهكذا تحقق لخصوم الرئيس الأمريكى السابق ما كانوا يصبون إليه من قبل وهو الإساءة  إلى سمعته الضريبية للنيل منه سياسيا!