خالد محمود
خالد محمود


خالد محمود يكتب: توليفة درامية كاملة الأركان

أخبار النجوم

الأربعاء، 12 أبريل 2023 - 11:50 م

بقلم: خالد محمود

أثبت مسلسل “جعفر العمدة “ أنه حصان رابح في دراما رمضان هذا العام، بعناصره الفنية الجاذبة جماهيريا، وما أكثرها في هذا العمل، منها “الأداء، الصورة، السيناريو، الحوار”، وكلها مفردات ثرية ذابت في عالمها الدرامي الخاص الذي رسمه بذكاء وبواقعية خاصة، تسربت لوجدان مشاهديها، كاتب القصة والمخرج محمد سامي، الذي بدى مؤمنا بأفكاره ومنهجه وتوليفته التي مهدت له طريق النجاح، قدم سامي توليفة درامية كاملة الأركان، صراع “يستوي على نار هادئة”، سواء قدم بنعومة كما الصراع النفسي بين زوجات “جعفر”، أو بشراسة كالذي ظهر في المنافسة على كبير الحي، صورة فنية محبوكة عبر سيناريو تدرج بسلاسة في التنقل بين أحداث متصاعدة قوامها الأساسي بطلها “جعفر العمدة”، أو محمد رمضان، بحظوة قبوله الجماهيري الكبير في الشارع المصري، وأدرك رمضان كيف يعزف على أوتار شخصية لها ملامحها المتجددة تغوص في منطقة وسط بين الخير والشر المبني على منطق “أخذ الحق حرفة”، بين رومانسية ظهرت في مواقف عدة في تعامله مع زوجاته الأربعة “زينة، إيمان العاصي، مي كساب، منة فضالي”، وجبروت مقبول يجعله ينال ما يريد من منافسيه، عرف كيف يكون كبير العائلة بحضور طاغي وفلسفة، كما مهد الطريق للعناصر المحيطة به لتبدع في أدوارها متخليا عن البطل الأوحد، وفي مقدمتهم هالة صدقي في دور أمه “الحاجة صفصف”، التي جسدتها بحالة صدق كبير، كذلك الفنان أحمد فهيم الذي أبهر الجمهور بأدائه المميز في دور “سيد” شقيق “جعفر” الأكبر، وقدم “فهيم” مجموعة من المشاهد الصعبة بإقتدار، خاصة عندما هربت منه زوجته، ونال علقة ساخنة من عشيقها، وبكى كونه لم يستطع أن يدافع عن العائلة، عبر فهيم عن كسرته بأداء قوي ومدهش خطف القلوب، أيضا في مشهد ذهابه لقبر أبيه مناجيا قدره ومعاتبا لنفسه، كونه لم يصبح مثل “جعفر”، أدرك أنه الضعف ذاته، فهيم كشف عن قدراته كممثل كبير، وتلك هي قيمة الدراما التي تلعب دور الكاشف الأعظم للموهوبين.

دون شك جاء ظهور شوقي “منذر رياحنة” الطاغي في المسلسل ليجدد الأحداث ويلهمها بعدا جديدا للتواصل والإستمرارية بشغف مع الجمهور، جدد الصراع بين عائلة “جعفر العمدة” وعائلة “فتح الله”، زواجه من زوجة “سيد العمدة” بعد خروجه من السجن كان مشهد أثار الكثير من التساؤلات، والتي زادت من سخونة الدراما، خاصة بعد القبض على “جعفر” لإتهامه بحيازة مخدرات، وكم كان المشهد عظيما موحيا بصراع آخر، عندما ذهب “شوقي” متحدثا ومتوعدا “جعفر” الواقف وراء قفص الحبس، كانت نظرات “جعفر” كلها كبرياء وليس حسرة أو كسرة.

زوجات “جعفر” ظهرن بشكل مدهش، كل واحدة كان لها أسلوبها، كانت هناك حالات تقمص مقبول لزينة في شخصية “عايدة”، وإيمان العاصي التي جسدت “دلال”، وكذلك مي كساب “ثريا” التلقائية، ومنة فضالي التي اقتحمت منطقة جديدة بشخصية “نرجس”، أما أحمد داش بطل عقدة المسلسل، فهو بحق ممثل أكثر من رائع ومستقبل البطل المقبل على الشاشة، وشكل ثنائيا مدهشا مع محمد رمضان على مدار الحلقات، بينما ظهر عصام السقا في دور “نعيم” متميزا للغاية وكان ندا حقيقيا في مسار تطور الأحداث إنسانيا. 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة