عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


شىء من الأمل

الحليف والتابع!

‬عبدالقادر شهيب

الخميس، 13 أبريل 2023 - 07:05 م

أن تكون حليفا لا يعنى أن تكون تابعا، ولا يعنى أنه لم يعد من حقك أن يكون لك تفكيرك الخاص. 

بهذه الكلمات رد الرئيس الفرنسى ماكرون على الهجوم الحاد الذى تعرض له داخل أمريكا خاصة من الرئيس السابق ترامب بسبب مطالبته أوربا ألا تكون تابعة لأمريكا فى مشكلة تايوان، وألا تتورط فى صراع ضد الصين لا يخدم سوى الأمريكان الذين يعتبرونها مع روسيا أهم الأعداء لهم طبقا لاستراتيجية الأمن القومى لديهم.  

وهنا لا يتمسك ماكرون فقط بنصيحته لأوربا ألا تكون تابعة لأمريكا فى مشكلة تايوان وأن تؤيد التوصل لتسوية سلمية لها بدلا من التصعيد الأمريكى ضد الصين، وإنما يعمم هذه النصيحة على كل المواقف والقضايا العالمية، وبالطبع منها الحرب الأوكرانية التى جر الأمريكان الأوربيين وراءهم فى مواجهة عنيفة ضد روسيا تراكمت فيها  خسائرهم الاقتصادية واضطرب إمدادهم بالطاقة وانكشف أمنهم القومى.  

غير أن  الأهم هو أن الرئيس الفرنسى بكلماته هذه التى يرد بها على منتقديه فى أمريكا إنما يحدد إحدى السمات التى يتعين أن يكون عليها النظام العالمى الجديد بديل نظام القطب الواحد الذى يتحكم فى العالم كله..

فإن التحالفات العالمية ظاهرة لن تختفى وسوف تستمر فى العالم فى نظام عالمى متعدد الأقطاب ولكن ما يتعين أن يختفى مع اختفاء نظام القطب الواحد هو فرض التبعية من قبل أى دولة، مهما عظمت قدراتها، على غيرها من الدول بدعوى التحالف.. وهذا ما رفضته مصر مبكرا وقبل عقود ومعها عشرات من الدول انخرطت فى حركة عدم الانحياز إبان نظام ثنائى القطبية الذى ساد العالم بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وقادته امريكا مع الاتحاد السوفيتى السابق.  

إن الرئيس الفرنسى رغم الأزمات الداخلية الحادة التى يعانى منها فى بلاده والتى تهدد قيادته لها يتمرد على الحليف الأكبر لفرنسا وهو أمريكا فى وقت شديد الحساسية للعالم كله..

وهو هنا يضع خطوطا فاصلة بين التحالف والتبعية، ولا يتراجع عن ذلك وإنما يتمسك به ويصر عليه.. أى أنه يمضى فى الطريق الذى يفضى فى نهايته الى نظام عالمى جديد مختلف تماما لا يصادر- حتى فى اطار التحالفات-  حق الدول فى أن تكون لها سياساتها ومواقفها الخاصة بها والمعبرة عن مصالحها والتى لا تتطابق مع سياسات غيرها من الدول.. أى تطبيق الديمقراطية الدولية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة