عــلاء عــــابد رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب
عــلاء عــــابد رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب


ليلة القدر.. و«يوم الجائزة»

أخبار اليوم

الجمعة، 14 أبريل 2023 - 05:29 م

يعيش المسلمون هذه الأيام المباركات من شهر رمضان الكريم، التى يتحرى فيها الناس جميعًا الليلة العظمى، وهى الليلة التى نزل فيها الكتاب الحكيم على قلب الصادق الأمين، صلى الله عليه وسلم.

إن من فضائل شهر رمضان أنه يتضمن بين أيامه المباركات ليلة القدر، وهى ليلة عظيمة القدر، ضاعف الله فيها أجر العمل الصالح لهذه الأمة أضعافًا مضاعفة.

وبإجماع الفقهاء، تقع ليلة القدر فى العشر الأواخر الوتر من رمضان، ويوضح أهل العلم، أن «ليلة القدر» سُميّت بهذا الاسم؛ لقوله تعالى (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ)، أى أن الله تعالى يُقدّر فيها الأرزاق والآجال، وحوادث العالم كلها، فيكتب فيها الأحياء والأموات، وكل ما أراده الله فى تلك السنة من مقادير شتى.

وإن هى إلا أيام معدودات، حتى يحل علينا عيد الفطر المبارك، ليكبّر المسلم الله سبحانه وتعالى، على ما هداه، ويسَّر له صيام شهر رمضان، وخرج منه طاهرًا نقيًا من الذنوب.

ويشير الفقهاء وأهل العلم، إلى أن مما يلفت الانتباه فى صلاة العيد أن خطبتها بعدها، وليست قبلها مثل خطبة الجمعة. ولعل ذلك المقصود من ذلك هو لفت انتباه الحاضرين إلى ما يُقال فى هذه الخطبة.

ومن أبرز مقاصد العيد فى الإسلام، بحسب الفقهاء، أن يكون مناسبة سنوية لتغيير نمط الحياة المعتادة، وكسر رتابتها الثابتة، فكان العيد مناسبة للتغيير، وفرصة للترويح، لتستريح بعد التعب، وتفرح بعد الجد والنصب، وتأخذ حظها من الاستجمام، وما أباح الله، فيعود الناس بعد انقضاء العيد أكثر نشاطا.

وبهذا المعنى، فإن عيد الفطر محطة شرعها الله للراحة المشروعة بعد الصيام، وللاستمتاع بما أحله تعالى من المطاعم والمشارب، ومن اللهو المباح. ثم يواصل المسلم مسيرته فى الحياة على النحو القويم، الذى حثنا عليه الدين الحنيف فى كل وقت وحين.

ومن أهم ما يجب اغتنامه فى العيد، أن نجعله فرصة مواتية لكى نصل أرحامنا، التى ربما أهملناها بسبب مشاغل الحياة. لذلك، علينا أن نجعل من العيد مناسبة للتقارب مع الأهل، ولم الشمل، خصوصًا فى عصرنا هذا، الذى تسيطر عليه وسائل التواصل الاجتماعى، ويندر فيه التزاور بين الأهل والأقارب.

ويحذر بعض العلماء مما قد يحدث فى أيام الأعياد من تبذير وإسراف، وتبديد للأموال والأوقات على ما لا ينفع، ونحو ذلك من الأمور، التى تتنافى مع التعبد لله الواحد الأحد، فى الأعياد، وفى غيرها من المناسبات.

ويقول العلماء إن من حكمة تشريع الأعياد عمومًا فى الإسلام، أن يتسامى الناس بها كمناسبة دينية، ويربطونها بأمجاد أمتهم الإسلامية، وأن يتحقق فيها البعد الروحى العميق، ويكون لها من العموم والشمول ما يجعل الناس جميعًا يستشعرون آثارها المباركة، ويعيشون أحداثها كلما دار الزمن، وتجددت الأعياد، على مر الأيام.

صيام مقبول، وعيد سعيد، وكل عام وأنتم بخير.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة