انتصار دردير
انتصار دردير


صباح الفن

ارفعوا هذه الوصاية

إنتصار دردير

الجمعة، 14 أبريل 2023 - 05:52 م

تتوالى المشاهد الموجعة فى مسلسل «تحت الوصاية» ويفاقم من وجعها الأداء الصادق العميق لبطلته منى زكي، فطوال الوقت تبرق دموع فى عينيها، لتبدو وكأنها على وشك أن تغمر وجهها كشلال يتدفق بفعل المعاناة التى تعيش فصولها، حتى فى تلك المشاهد الخاطفة التى تحاول أن تضحك فيها مع طفليها يطل الحزن الدفين من عينيها، لتجسد ببراعة أزمة البطلة وكأنها سكنتها واستوطنت ملامحها.

ونراها وهى تشق طريقها فى البحر وتشد الحجاب على وجهها، وتصرخ فى حلبة السمك لتتمكن - بإصرار لايلين- من بيع حصيلة ما جمعته من صيد البحر متحدية مافيا التجار، وتمنع نفسها من لحظة انهيار وشيكة حتى لاتبدو ضعيفة أمام أطفالها أو المتربصين بها من عائلة زوجها، مثلما توجعنا مشاهد طفلها وهو يرعى شقيقته الرضيع فى غيابها، يطعمها ويحتضنها ويداعبها وتكاد تسقط من بين يديه، فترتجف قلوبنا وتزداد حدة توترنا عما يمكن أن يحدث لثلاثتهم فى ظل أجواء ظالمة.

يعزف فريق عمل «تحت الوصاية» لحناً واحداً بتنويعات مختلفة تجعل المسلسل، حتى من قبل أن تنتهى حلقاته، يتصدر أفضل الأعمال الرمضانية هذا الموسم، بدءاً من المؤلفين الشقيقين (شيرين وخالد دياب) اللذين وضعا أيديهما على المشكلة وبحثا كل التفاصيل المتعلقة بها، واختارا مدينة دمياط وميناءها وعزبة البرج لتكون محوراً لأحداثه، والمخرج محمد شاكر خضير بمشاهده السينمائية التى أبدعها واختيارات فريق عمله وإدارته للممثلين، ومونتاج المبدع أحمد حافظ وموسيقى ليالى واطفة التى تتسلل فى سلاسة لتضفى الهدوء على أجواء مشحونة بالتوتر.

ينكيء مسلسل «تحت الوصاية» جرحاً جديداً فى ملف القوانين العتيقة التى تحاصر المرأة المصرية وتكبلها تجاه مهمتها كأم بعد أن فقدت زوجها وتبدلت حياتها، وبات عليها أن تقوم بدور الأب والأم فى مواجهة قوانين تجاوزها الزمن قبل أكثر من قرن بعدما اكتوت بنارها آلاف النساء المعذبات.

وحسنا فعلت د. رانيا الجزايرلى عضو البرلمان المصرى التى تقدمت بطلب لرئيس البرلمان ووزير العدل لتعديل نظام «المجلس الحسبي»، الذى يمنع الأم من حق التصرف فى ميراث أولادها، وما تتعرض له من سطوة الوصى على أطفالها القصر، والحقيقة أن هذا القانون لا يحتاج تعديلاً بل يستلزم رفع هذه الوصاية وجعلها من حق الأم فقط.

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة