الإثنين، 17 أبريل 2023 - 10:56 ص

كتبت: آية محمد عبدالمقصود

واحدًا ممن تركوا إرثًا موسيقيًا عاشت عليه الأجيال، نغماته تعرف طريق محبيها، تخترق وجدان وقلوب مستمعيها، وهو الموسيقار بليغ حمدي، الذي كان يصاحب "العود" ويحتضنه على مدار سنوات، فأبدع ومازلنا ننعم بهذا الإبداع حتى الآن، كان متفردا متمردا بموسيقاه التي لم تشبه أحد.

معهد فؤاد الأول للموسيقى

قال عن موهبته موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب: «بليغ حمدي ملحن موهوب، ولماح.. عندما يعثر على جملة جميلة، يستطيع بذكائه أن يستغلها أكبر استغلال، فهو يلح عليها ويعيدها ويبرزها ويعصرها عصرا حتى يلفت أذن المستمع إليها.. فيصدقها ويحفظها».

ولد بليغ عبد الحميد حمدي سعد الدين مرسي، في حي شبرا بالقاهرة، في 7 أكتوبر عام 1931، وكان والده يعمل أستاذا للفيزياء في جامعة فؤاد الأول «جامعة القاهرة حاليا».. أحب الموسيقى، ونظم الشعر الشعبي منذ طفولته، وأتقن العزف على العود، وهو في التاسعة من العمر، وأهداه والده عودا في سن العاشرة من عمره.

وفي سن الثانية عشرة حاول الالتحاق بمعهد فؤاد الأول للموسيقى، إلا أن سنه الصغير حال دون ذلك.

التحق بليغ بكلية الحقوق، وفي الوقت نفسه، التحق بشكل أكاديمي بمعهد فؤاد الأول للموسيقى برفقة فنانين شكلوا بعد ذلك علامات في الموسيقى والغناء من بينهم الموسيقار صلاح عرام والمطربة فايدة كامل والمطرب عبد الحليم حافظ والشاعر الغنائي عبد الوهاب محمد.

مصر فون

ومن المحطات الفارقة في حياة بليغ لقائه بالموسيقار محمد فوزي الذي كان يشكل في أوائل الخمسينيات تيارا قويا في تجديد اللحن الغنائي والاستعراض السينمائي، وقد شعر بأن بليغ سيكون جزء فعال في تجديد اللحن الموسيقي، فنشأت بينهما صداقة قوية كانت أقرب للتبني، فأعطاه فرصة التلحين لكبار المطربين والمطربات من خلال شركة «مصر فون» التي كان يملكها فوزي، والذي لم يعرض عليه العمل معه فقط، بل قال له إن الشركة شركته دون عقد: «أي لحن تعمله، تعالى سجله فورا»، وبالفعل سجل بليغ الكثير من الألحان من أهمها لحن «كدابة» لصباح، و«مكسوفة» لشادية، وكان يحصل على تسجيل الأسطوانة 50 جنيها بجانب 4% من أرباحها.

كوكب الشرق

ملحن شاب لم يكمل عامه الثلاثين يعمل مع «كوكب الشرق»، وأهم مطربة في الوطن العربي كله تتخطى الستين من عمرها، تلك المساحة التي أعطتها أم كلثوم لبليغ كانت فرصة لا يحلم بها أي ملحن، جعلته يتألق ويطلق عنانه في التلحين. 

وفي عام 2019 قدم المخرج عادل عبده على مسرح «البالون»، التابع للبيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية، العرض المسرحي «سيرة الحب» الذي تناول رحلة بليغ بعد اتهامه بقتل المغربية سميرة مليان، وإقامته في باريس ثم عودته مرة أخرى، كما استحضر أرواح كبار النجوم ممن عمل معهم مثل أم كلثوم وعبد الوهاب.