الإثنين، 17 أبريل 2023 - 08:25 م

مع استمرار حرب أوكرانيا، ظل الاعتقاد السائد أن الولايات المتحدة هى أكبر المستفيدين من هذه الحرب حتى الآن.. صحيح أنها دفعت الكثير لتسليح أوكرانيا ولمساعدتها على تحمل أعباء الحرب بما يقارب 50 مليار دولار فى السنة الأولى من هذه الحرب المدمرة.. لكنها فى المقابل حققت الكثير اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً.

ففى الوقت الذى كان العالم يعانى من نقص الغذاء وارتفاع أسعار النفط والغاز وتأثر الإنتاج الصناعي بسبب نقص الإمدادات كانت الولايات المتحدة تمد أوروبا بالغاز بعد انقطاع الامدادات الروسية، ولكن بأربعة أمثال السعر الذى كانت تدفعه دول أوروبا قبل الحرب فى الغاز الروسي، وكانت أمريكا تستفيد من فائض إنتاجها الزراعى، وتعزز صناعة السلاح بها.. والأهم من كل ذلك أنها كانت تحقق هدفاً استرتيجياً هاماً باستنزاف روسيا فى حرب صعبة لا يشارك فيها جندي أمريكي، وتجرى على بعد آلاف الأميال من أراضيها.

وكان الانطباع السائد أيضا أن العقوبات الاقتصادية التى قادت أمريكا الحملة لفرضها على روسيا سيكون تأثيرها كبيراً على الروس. وأيضا على أوروبا، بينما ستنجو الولايات المتحدة من تأثيراتها الضارة.. لكن ذلك فيما يبدو لم يكن دقيقاً. فبالأمس اعترفت وزيرة الخزانة الأمريكية أن العقوبات الاقتصادية (على روسيا أساساً) تشكل خطراً على «هيمنة الدولار» مؤكدة أن هناك مخاطرة مرتبطة بدور الدولار عند استخدامنا العقوبات المالية تقوض - على المدى الطويل - هيمنة الدولار، لأن ذلك يخلق إرادة لدى روسيا والصين وإيران لإيجاد بديل عن الدولار!!

ورغم أن الوزيرة الأمريكية حاولت الطمأنة على مستقبل الدولار كعملة عالمية، وصعوبة أن تحل محلها عملة أخرى، لكن الحقائق على الأرض أقوى. والتوجه العالمى لاستخدام العملات المحلية يزداد، والموقف لا يتعلق فقط بالصين وروسيا والعقوبات الغربية. حتى الرئيس الفرنسى ماكرون أشار إلى ضرورة تخفيف الاعتماد على الدولار فى المعاملات التجارية الأوروبية. والزمن يتغير ومعه يتغير العالم. وهاهى وزيرة الخزانة الأمريكية تعترف بأن هيمنة الدولار فى خطر!!