كريستيان علي موسى
كريستيان علي موسى


بعد رحلة طويلة للبحث عن جنسيته..«قارب الموت» أودي بحياة «موسي»

بوابة أخبار اليوم

الأربعاء، 19 أبريل 2023 - 03:00 م

    
كتبت: إسراء ممدوح

خطة محفوفة بالمخاطر خاضها رجل أربعيني يُدعي كريستيان علي موسى، كان يسعي فيها لأخذ جواز السفر الفرنسي بعد سنوات من ادخاره للمال لتحصيل الرسوم القانونية لجواز السفر، الذي يُعد من حقه منذ أن وُلد، كون والده مواطنا فرنسيًا من جزيرة مايوت الواقعة في المحيط الهندي التابعة لفرنسا.

كان موسي، يعيش ويعمل في جزيرة مايوت الفرنسية، بشكل متقطع منذ 2004 بدون أوراقه القانونية التي تُثبت أحقيته في البقاء بفرنسا كمواطن والتي كانت ستزيده فرصًا أفضل، فما تلك القصة وكيف انتهت؟

تروي «بوابة أخبار اليوم» في تلك السطور التالية، رحلة الرجل موسي التي غلب عليها طابع الألم وعدم الاستقرار الذي لقي حتفه غرقًا على متن قارب.

صعوبة حصوله على جواز السفر 

ما كان يُصعب حصول موسي، على جواز السفر وإقامته بفرنسا والاعتراف به كمواطن فرنسي هو أنه قد شب ونما في مدغشقر، وقضي حياته مكافحًا طالبًا بالحصول على الجنسية الفرنسية.

وقبل أسابيع قليلة على جلسة الاستماع للحصول على الجنسية الفرنسية، تم اعتقال موسى من قبل شرطة الهجرة الفرنسية وترحيله إلى مدغشقر.

وكان من المفترض أن يُمثل موسى صاحب الـ42 عامًا، أمام القاضي في الساعة 11:00 من اليوم التالي، ولكن بحلول ذلك الوقت كان على متن رحلة إلى مدغشقر.

ميعاد الجلسة بشأن محاولته أن يصبح مواطن فرنسي

ومع اقتراب ميعاد الجلسة المُحدد.. كان يُهم موسي أن يحضر جلسة المحكمة في جزيرة مايوت الفرنسية بشأن محاولته أن يصبح مواطنًا فرنسيًا، وأخذ قارب صيد صغير يُعرف محليًا باسم "كواسا كواسا" للعودة إلى مايوت.

اكتشاف جثته قبالة سواحل مدغشقر

ولكن انحرفت خطته الخطرة عن الطريق الذي أراده.. ولفظ أنفاثه الأخيرة قبالة سواحل مدغشقر، ولقي موسى في 12 مارس الماضي، مع 34 آخرين على الأقل حتفهم غرقًا، واكتشفت جثثهم جميعًا قبالة سواحل مدغشقر.

ولم يُخبر موسي، أحدًا أنه قد أخذ قرارًا صعبًا مثل ذلك، وهو ركوب قارب صيد صغير للقيام برحلة لمسافة حوالي 350 كيلومترًا في المحيط الهندي بين مدغشقر وجزيرة مايوت الفرنسية.

وفي سياق متصل، كان موسى يائسًا، وقد قام بهذه الرحلة المحفوفة بالمخاطر مرتين من قبل.

أحد أقربائه: لم نكن نعرف أنه يريد العودة إلى مايوت 

أدلي أحد أقربائه بقوله: تحدثنا عبر الهاتف، وكان يبكي كثيرًا، وقال إنه لا يريد العودة إلى مدغشقر.

وتابع قريبه: "لم أكن أعرف أنه يريد العودة إلى جزيرة مايوت الفرنسية، ولم يقل أي شيء لي أو لأصدقائه، لقد طلب المال فقط لأنه قال إنه مريض ويحتاج إلى دواء لأنه لم يكن لديهم مياه شرب في القرية، وكان ذلك آخر ماسمعته منه".

كما أوضح قريبه: "عندما اتصلت بي السلطات لتخبرني أنه عثر عليه ميتًا، قلت لهم، لا ليس هو، لا يمكن أن يكون هو، ثم أرسلوا صورا وتعرفت على وجهه".

وتصدرت جزيرة مايوت الفرنسية، عناوين الأخبار بسبب الاضطرابات، حيث يعاني سكان الجزيرة من ارتفاع معدلات الفقر، ويشتكون من زيادة الهجرة بشكل رئيسي من جزر القمر، الأمر الذي أدى إلى ضغوط على الخدمات العامة.

فرنسا: شخصًا من بين كل شخصين في الجزيرة أجنبي

وأفادت الحكومة الفرنسية إن شخصًا واحدًا من بين كل شخصين يعيش في جزيرة مايوت "أجنبي" وتعهدت بقمع الهجرة غير الشرعية، وقد عززت وجودها في البحر وكذلك المراقبة الجوية وتقوم حاليًا بترحيل 24 ألف شخص سنويًا.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة