علاء عابد - رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب
علاء عابد - رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب


علاء عابد يكتب: العيد.. «الكُل جماله فى الكُل»

أخبار اليوم

الجمعة، 21 أبريل 2023 - 06:20 م

■ بقلم: النائب علاء عابد 

شرع الله سبحانه وتعالى عيد الفطر المبارك، ليكون «يوم الجائزة» الذى ينال فيه المسلم جزاء صومه وتعبده إلى الله، وفى ذلك إشارة عظيمة إلى أن تعب المتعبدين يأتى بعده الفرح والسرور.

لذلك، فمن المعاني العظيمة للعيد، أن فى ديننا الحنيف فسحة ومجالًا رحبًا للسرور، وللترفيه عن النفس، بما أحل الله له من الطيبات، وأن هذا الدين السمح برىء من الجهامة التى يحاول المتطرفون والمتشددون ربطه بها ظلمًا وعدوانًا.

وروى أن سيدنا أبوبكر الصديق، رضى الله عنه، دخل على السيدة عائشة، رضى الله عنها، فى يوم عيد، فوجد عندها جاريتين تغنيان، فأنكر عليها ذلك، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أبا بكر، إن لكل قوم عيدًا، وهذا عيدنا).

ومن أسمى مقاصد العيد فى الشرع الإسلامى الحنيف، إغناء المحتاجين عن السؤال، وضمان فرحهم وسرورهم بالعيد. ومن أجل ذلك شرع الله زكاة الفطر. وورد فى الحديث الشريف عن عبد الله بن عمر، رضى الله عنهما، أنه قال: (فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر، وقال أغنوهم فى هذا اليوم).

والحكمة من مشروعية زكاة الفطر كما تقول دار الإفتاء، «تزكية للصائم، وطُهرة له، وجبر نقصان ثواب الصيام، والرفق بالفقراء، وإغناؤهم عن السؤال فى مناسبة العيد، وجبر خواطرهم، وإدخال السرور عليهم». 

معنى ذلك، أن من مقاصد العيد السامية فى الإسلام أيضًا، تحقيق مبدأ «التكافل الاجتماعي»، والسخاء والمودة فى القربى، والبشاشة والفرح فى وجه من نلقاه من الناس، وبذل الصدقات وتبادل الهدايا، والتوسعة على الأهل والأبناء والجيران والمعارف.

وفى يوم العيد، ينبغى إصلاح حالات الخصام والشقاق، والنزاعات، والخلافات، والمخاصمات، والعمل على تصفية القلوب، وتعميم التسامح، وتنقية النفوس من شوائب الضغائن والخلافات الصغيرة.

ولأن عيد الفطر يمر علينا فى ظل ظروف اقتصادية يعانى منها العالم أجمع، فإن واجبنا الإنساني يحتم علينا أن نبذل من أوجه البذل والعطاء قدر الاستطاعة، وأن يكون العطاء فى السر حتى لا نُشعر المحتاج بذل الحاجة، أو نُذهب صدقاتنا برياء الناس.

أما الواجب الوطنى فيحتم علينا الحد من ظاهرة الإسراف فى «مصاريف العيد»، والتى ربما تتسبب فى حدوث ضغائن أسرية، لا ينبغى أن تحدث فى هذه الأيام المباركة.
 ووفق العلماء، فإن الإسراف كما يكون فى الكمية، يكون كذلك فى الكيفية، بأن يوضَع المال فى غير موضعه.

ويقول الأديب الراحل مصطفى صادق الرافعي: العيد هو يوم السلام، والبشر، والضحك، والوفاء، والإخاء، وقول الإنسان للإنسان: كل عام وأنتم بخير.
إنه يوم الزينة، التى لا يراد منها إلا إظهار أثرها على النفس ليكون الناس جميعًا فى يوم حب. يوم العيد؛ يوم تقديم الحلوى إلى كل فم لتحلو الكلمات فيه. وتعم فيه الناس ألفاظ الدعاء والتهنئة مرتفعة بقوة إلهية فوق منازعات الحياة.

ذلك اليوم الذى ينظر فيه الإنسان إلى نفسه نظرة تلمح السعادة، وإلى أهله نظرة تبصر الإعزاز، وإلى داره نظرة تدرك الجمال، وإلى الناس نظرة ترى الصداقة. ومن كل هذه النظرات تستوى له النظرة الجميلة إلى الحياة والعالم؛ فتبتهج نفسه بالعالم والحياة. وما أسماها نظرة تكشف للإنسان أن «الكُل جماله فى الكُل»!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة