أحمد عباس
أحمد عباس


تساؤلات

أحمد عباس يكتب: رمضان هادئ

أحمد عباس

الأحد، 23 أبريل 2023 - 06:04 م

هذا رمضان هادئ من أهدأ ما وعيت وعشت، الكل يصافح بعض بصمت مطبق لكن معبر جدًا، كأن الناس أخيرًا توحدت أو أريد لهم أن يتوحدوا على فهم معين وقلوب واحدة، الوشوش تبتسم بطمأنينة وتسليم جميعها لها شواغل ومخاوف أيضا لكن مسلمة لقضاء الله النافذ فينا.

دعونا للذين فاتونا ورحلوا فجأة وتضرعنا إلى الله بقلوب مُنيبة وبكينا خفية وتوسلنا كثيرًا، صافحنا بعضنا بصدق شديد وتقدير وسندنا بعضنا بمؤازرة حقيقية فكلنا بات يعرف أن لا شىء يساوى وأننا لاينبغى لنا أن نضغط على بعض أكثر، وخبت مشاحنات الصيام فالأرواح كلها كانت مُتعبة قبل حلول الشهر الفضيل.

خرجت من موسم المسلسلات معاف لأول مرة، لم يصيبنى واحد بشغف كاف لأتابعه، فلا فوضى جعفر العمدة بمنطقة السيدة زينب بهرتنى، ولا شحوب منى زكى دفاعًا عن حق أبنائها المهضوم شدنى وبالمناسبة أعرف أجدادًا أحن بكثير على الأطفال من أباء وأمهات كثر، ولم يجذبنى حتى عمرو سعد الضائع بحثًا عن أخوة يوسف بين ستوديوهات مدينة الإنتاج وأدغال إفريقيا، أما العوضى ومدام أحمد العوضى اللذان أصرا على تقديم فيلم الهروب بمونولوجاته فقد سلمت منهما ايضًا، والحمد لله نجوت.

اعلانات الشهر الكريم هذا العام عبرت بلا بصمة واحدة لأى منها عدا أغنية مؤسسة مجدى يعقوب للقلب الذى تغنيه أنغام لذلك الطفل صاحب "الشبر ونص"، ويبدو أن مبتكرى الإعلان يعرفون جيدا من يخاطبون وكيف ويبدو أيضًا أن للمصريين علاقة مخفية مع السير يعقوب الذى نصدقه، أما بقية المؤسسات القائمة على جمع تبرعات لم نشهد لها كثافة فى اعلاناتها. المطورون العقاريون الذين أغرقونا فى سنوات سابقة بتصميم فاخر لوحدات سكنية لم نرها فى دول غنية تراجعوا هذا العام وأحجموا عن استفزازاتهم الا من اثنين أو ثلاثة مطورين اعلنوا عن "الكومباوند" على استحياء، منهم اعلان عمرو يوسف والمدام بعد أن ظهرا يتعاركان على موقع بيتهم الجديد الذى تحيطه البحيرات وألسنة المياه الجارية من كل اتجاه، وتساءلت: ماذا.. ألسنة مياه! هل هذا كلام يا عالم!

انصرفنا عن متابعة الشأن العام كثيرًا وقل الجدال الى أدنى مستوياته لكننا لم نسلم من بعض المنغصات التى ذيعت علينا فجأة ومنها ما أصابنا بحزن شديد وتعجب لكن الحمد لله جت سليمة، لا أعتقد أن أحدًا شاهد برامج " توك شو" صلاة التراويح كانت خيرًا وأبقى، ومع ذلك حلقات استضافة النجوم وفضحهم والتعريض بحياتهم الشخصية طغت على الشاشات لكن يبدو أن هم أنفسهم يحبون ذلك ويعتبرونه من باب الدعاية لهم.

عاد بائع البُمب والصواريخ والألعاب النارية الى الشوارع بعد انقطاع طويل دام لسنوات حتى اننى خفت لما سمعت فرقعة " بُمبة" ذلك أننى نسيت هذا التقليد منذ فترة طويله وكنت أدمنه، منذ كان القرطاس الممتاز منه وارد عَم فايق يباع بنحو جنيهين إلا ربع وكنت أعتقده ينتظر أيام العيد ليبتز فرحة الأولاد ويسطو على عيدياتهم الجديدة، أما الآن وصلت الكمية التى كان يبيعها عَم فايق الى النصف تقريبًا وبلغ سعر القرطاس حوالى أربعين جنيهًا.. والله عَم فايق كان رجلًا طيبًا.

ثم أخيرًا فرغت القاهرة كأن أهلها غادروها فجأة وعادوا إلى حيث جاءوا هم وأجدادهم، وعاد أبناء التوكتوك إلى مدنهم وقراهم وهدأت الشوارع فى لحظة صمت وعاد بائع طراطير العيد المسلفنة بألوان فاقعة وناقعة يفترش الأقفاص على نواصى الشوارع الخلفية كان قد اختفى أيضًا منذ سنوات لا أعلم لماذا لكنه لايزال رغم بساطته يسعدنى.. وكل عام ونحن جميعًا بخير.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة