د. علاء الجرايحي محلب
د. علاء الجرايحي محلب


بقلم: د. علاء الجرايحي محلب: جمالية الدقهلية.. وحياة البسطاء

بوابة أخبار اليوم

الإثنين، 24 أبريل 2023 - 07:17 م

حين تهبط قدماك إلى مدينة الجمالية بمحافظة الدقهلية، تشم رائحةً عطرة، وتقع عيناك على مظهرٍ جمالي مميَّز أخَّاذٍ ومختلف، فهي مدينة صغيرة بجوار بحيرة المنزلة، ممزوجة بجزءٍ وطنىٍّ من التاريخ، حتى لَكنة اللسانِ مختلفة عمَّا حولها من المدن والقرى الأخرى بالمحافظة، ويغلب على أهلها بساطة المعيشة والحياة.

سُمِّيت الجمالية بهذا الاسم نسبةً إلى بدر الدين الجمالى، وقد كانت الجمالية مركزًا للتجارة قديمًا حيث كانت تستريح فيها الجمال التى تنقل البضائع، وتشتهر الجمالية دقهلية بحرفتى الزراعة والصيد وجودة الأسماك؛ لما لها من موقعٍ مميزٍ جدًا جغرافيًا؛ إذ تقع بين ضفاف الرسوة، وهى أحد فروع بحيرة المنزلة، وترعة المنصورية، وهى أحد فروع نهر النيل، وشمالها مشروع ترعة السلام، كما أنها تربط محافظة الشرقية بدمياط.
 
تلك المدينة الساحرة لها جذورٌ متأصِّلة فى عبق التاريخ، حيث إن سكانها قاوموا الفرنسيين، وانهالوا عليهم بالأحجار والنيران وافتدوا مدينتهم بأرواحهم ودمائهم، حتى  منعوا الفرنسيين من دخولها وحرقها، كما خسر الفرنسيون الكثير من الجنود والمؤن فى محافظة الدقهلية، خاصةً بهذه المدينة؛ لما فى أهلها من بسالةٍ فى الدفاع عن أرضهم ووطنهم.

 كان نابليون وقتها مهتمــًا بإخضاع بلاد البحر الصغير الكائنة بين المنصورة وبحيرة المنزلة؛ لتأمين المواصلات بين دمياط والمنصورة والصالحيه وبلبيس حتى يطمئن فى سيطرته على حدود مصر الشرقية، وقصدت الحملة مدينة الجمالية، فوحلت السفن الفرنسية (فى البحر الصغير) من قلة المياه، وانتهر الفرصة أهالى الجمالية؛ فهاجموا السفن الفرنسية، وأطلقوا عليها النار، وأمطروها بوابلٍ من الحجارة من أعلى سور بلدتهم، ونزل الجنود الفرنسيون من السفن مُحاربين الأهالي برًا، ثم أحرقوا المدينة وعادوا إلى المنصورة بجثث قتلاهم وجرحاهم، وذلك عام 1798م، وقُدِّرت خسائر الفرنسيين فى هذه المعركة بخمسة قتلى وخمسة عشر جريحًا، وانتهت معركة الجمالية بحرق البلدة.

 ورغم كل ما أصاب هذه المدينة الصغيرة الطيب تُرابها وأهلها إلا أنها ما زالت تلك على مرِّ الأزمنة تبنى نماذج وطنية لمجتمعنا المصرى ولبلدنا الكريم؛ مثل إبراهيم محلب، رئيس وزراء مصر الأسبق، وفاروق العقدة، محافظ البنك المركزى السابق، وأحمد جمال الدين موسى، وزير التربية والتعليم الأسبق، والفنانة إسعاد يونس، وصلاح نصر، رئيس المخابرات المصرية الأسبق، وغيرهم كثيرون من محافظة الدقهلية، كان لهم باعٌ فى وطنيتهم وإسهاماتهم الجليلة لبلدهم مصر، كما أنهم فخرٌ لمحافظة الدقهلية ولكل مصرى يعرف مقدار رموز وطنه.

أفتخر بأن جذورى من الجمالية دقهلية، تلك المدينة التى كلما داست قدماى أرضها، أشعر بالصفاء والراحة والطمأنينة والسكون وأصالة المصريين، فمعظم أهلى من خريجى الأزهر الشريف، حفظة القرآن الكريم، وتربيتهم مبنيةٌ على العادات والتقاليد المصرية الأصيلة، ومنها فعل الخير الدائم، سواء كان فى أهله أو غير أهله، والمودة والرحمة ولين الجانب وغيرها من طبائع المصريين الأصيلة المُتجذِّرة فيهم والتى تميَّزوا بها عبر التاريخ، لذا مهما بعدت عن تلك المدينة أعود إليها مليئًا بحنين  الماضى الجميل.

بشاشة الوجوه ورضا الأهل عن حياتهم وعيشتهم مهما كانت بسيطةً تجعلنى أُريد أن يكون باقى نصيبى من الحياه بالجمالية، مسقط رأسى، بين ناسى وعشيرتى حفظة القرآن، أجدادى وأعمامى وإخوتى وأصدقائى، أتمنى أن يشملنا جميعًا الحُب والعطاء، فقد كانوا بدعواتهم يحرسونا ويجعلون حياتنا مبهجةً،  والبهجة دائمًا ما تأتى من الرضا بكل شىء، فهم كانوا بهجةً فى الضراء والسراء، مُتقبلين أى شىء وكل شىء بصدرٍ رَحب، إذ إننى أدركت وأنا ابن الثانية عشرة من العمر بأن أصالة المصريين موجودة فى تلك المدينة البسيطه الراضية عن أحوالها ومعايشها، وهو ما أثَّر فى جذورى بأن جعلنى أكثر رضاءً فى الضراء قبل السراء، وعلى يقين بأن الله دائمًا فى عوننا ما دمنا مُوحدين مؤمنين به، وأن بلادنا ستحيا أبدًا فى عِزةٍ وكرامة ما دامت أجيالنا وقيادتنا وطنية تحب هذا الوطن وتُدافع عنه بدمائها وتفنى لأجله روحها، فمصر مصونة ليوم الدين بأهلها وأولاد أرضها، لأن كل محافظات مصر من شرقها لغربها بها نماذج مشرِّفة على مر العصور، وكتبوا بدمائهم وعرقهم وعلمهم تاريخ هذه البلاد وشعبها ورموزها وقيادتها وأبنائها.

 لقد مَنَّ الله علينا برئيسٍ إنسان مُحب لأبناء وطنه ولتراب بلاده، حيث أراد الكرامة والعِزة لهم جميعًا، فاتخذ قرار القضاء على المناطق العشوائية بكلِّ حزمٍ ومسئولية؛ ليحمى أولاده من الأخطار المُحدقة بهم والضلال الذى يتربصهم، ويجعلهم يعيشون حياة كريمة، وليس هذا وفقط بل شملهم بالمودة والمحبَّة، فوجدته فى مائدة الإفطار معهم وسط أهله البسطاء الطيبين الذين يعشقون تراب هذا الوطن، ومنحهم سيادة الرئيس حياة جديدة مليئةً بالأمل والاهتمام والإصلاح، وصنع لهم مدينة الأسمرات ليجعل أبناء شعبه البسطاء يعيشون الرفاهية داخل بلادهم دون حاجةٍ لشنطة رمضانية تُوزَّع عليهم من قبل مُتسلطى الإخوان.

وكيف لا يكون الرئيس السيسى كذلك وهو ابنٌ من أبناء الوطن تربَّى بين المصريين وعايشهم وتعايش معهم فى منطقة الجمالية بوسط البلد، وهى منطقة شعبية بسيطة، ترعرع فيها المصرى عبدالفتاح السيسى، لذا كان لنا نحن البسطاء رئيسًا رحيمًا؛ لأنه يشعر بأحوالنا وشئوننا، وتعليمه بالقوات المسلحة وخدمته الوطنية أيضًا جعلت منه قائدًا وطنيًا حتى النخاع، شريفًا يُدافع عن كرامة هذا البلد، فشكرًا لك سيادة الرئيس لحفاظك على أهل بلدك،  ولمساندتك الدائمة للبسطاء من هذا الوطن، فأنت دائمًا وأبدًا معنا، حتى إننى من سكان مدينة نصر، وعندما علمت بحضورك إلى قسم الشرطة، تمنيت أن أكون هناك؛ لكى أنول شرف السلام عليك واستقبالك، أو حتى النظر إلى رئيس دولتنا الإنسان الذى أعزنا الله بوجوده الدائم معنا، واهتمامه بكل شىء من شعب جيش وشرطة، وأتمنى أن يرى العالم أجمع رئيسنا وهو موجودٌ بشخصه بين أولاده من الشرطة وفى وسط مدينة نصر، وتلك المرة ليست الأولى بل دائمًا وأبدًا موجودٌ فى كل مناطق بلدنا الحبيبة مصر، لكى يرى الجميع أن بلادنا آمنة بإذن الله أولًا بقيادتها وثانيًا بشعبها العظيم.. حفظ الله مصر وشعبها ورموزها ومؤسساتها ورئيس دولتها الكريم على أبنائه فى جميع أحوالهم.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة