الخميس، 27 أبريل 2023 - 07:04 م

اليوم بدأ تطبيق التوقيت الصيفي مجددا .. وهذا التوقيت الصيفي تم العمل به عدة مرات وإلغاؤه أيضا عدة مرات خلال الأربعةَ عقود الماضية ..

وفى كل مرة كان يتم العمل بهذا التوقيت الصيفى كانت تعلن أسبابا ضرورية لذلك، وذات الأمر كان يحدث عندما كان يتم إلغاء العمل به ..

وهذا يعنى أن كل شىء قابل للمراجعة وإعادة النظر فيه، لأنه لا يوجد تصرف أو عمل فى حياة البشر  يحتكر الصواب على الدوام، إنما هناك أعمال وتصرفات وقرارات قد تصلح فى وقت ولا تصلح فى وقت آخر، أو قد تفيد فى وقت ولا تفيد فى وقت آخر ..

ولذلك المراجعة ضرورية دوما للأعمال والتصرفات والقرارات البشرية من حين لآخر، فما كنّا نقوم به بالأمس قد لا تكون له ذات الجدوى اليوم!  

ولو اقتنعنا بذلك لن يرى أحد، مسئولا كان أو غير مسئول، أن النقد مستهجن أو غير مقبول وغير مستساغ وإنما هو أحد السمات الأساسية والمهمة  للحياة البشرية .. فإن النقد هو الذى ينبهنا إلى أن المراجعة واجبة وضرورية للأعمال والتصرفات والقرارات، وأنه حان وقت تعديلها أو استبدالها بأخرى بديلة، لأنها إما لم تعد ذات جدوى أو أن هناك أعمالا وتصرفات وقرارات أضحت أكثر جدوى منها  وصار التغيير واجبا. 

إننا عندما طبقنا التطبيق الصيفى فى كل مرة وجدنا ضرورة لذلك،، وعندما قمنا بإلغائه  فى كل مرة سابقة كان آخرها قبل بضعة سنوات وجدنا أنه لا جدوى أو فائدة له تجعلنا نتمسك به .. وإذا كنّا راجعنا أنفسنا أكثر من مرة فى زمن ليس بالطويل بخصوص التوقيت الصيفى فإننا يمكننا أن نفعل ذلك فى كل أمور حياتنا المختلفة، سواء كانت اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية أو ثقافية. 
ومن المصادفات الطيبة أن الحوار الوطنى سوف ينطلق وتبدأ فعالياته خلال أيام بعد إعداد له  طال لنحو العام ..

وكل أمور حياتنا وقضايانا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية مطروح على موائد هذا الحوار الوطنى، فى ظل وجود آراء متنوعة ومتعددةَ ومطالبات للمشاركين فيه بتعديل هنا وآخر هناك للسياسات والمسارات الوطنية ..

أى أن الفرصة متاحة الآن لمراجعة كل ما يهمنا والتوافق على ما يستحق التعديل ويستاهل التغيير، فهذا هو الهدف الذى أعلنه  الرئيس السيسى وهو يوجه الدعوة لهذا الحوار الوطنى، ويؤكده من يديرون هذا الحوار الآن .. لذلك نجاح هذا الحوار ضرورة وطنية الآن.