ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب


نحن والعالم

النفق المظلم

ريهاب عبدالوهاب

الجمعة، 28 أبريل 2023 - 05:22 م

«من السهل أن تبدأ حرباً لكن من الصعب أن تنهيها»..

هذه الجملة المأثورة للروائى والسياسى الكولومبى الشهير جابرييل ماركيز تلخص الواقع الذى نعيشه ونحن نرى حروباً ممتدة منذ أكثر من 10 سنوات فى سوريا واليمن، ثم حرباً فى أوكرانيا تدخل عامها الثانى دون انفراجة ومؤخراً صراع عسكرى فى السودان يهدد بالتحول لحرب أهلية شاملة وربما حرب بالوكالة تجتاح الشرق الأوسط وشمال إفريقيا..

المشكلة تكمن فى أن غالبية من يبدأون الحرب يكون لديهم تضخم فى الذات يٌهيئ لهم إن بإمكانهم تحقيق نتائج حاسمة فى حرب سريعة وغير مكلفة.وعندما تتحطم هذه الأوهام على صخرة الواقع مع تجاوز الحرب الحد الزمنى المتوقع لها يدركون أنهم اخطأوا فى تقدير قوتهم وقوة خصمهم وردود أفعال الأطراف الخارجية. لكن حينها تكون أقدامهم قد انزلقت لمستنقع من الخسائر يدفعهم لتحقيق اى مكاسب تبرر التضحيات التى تم تقديمها، ولتحقيق هذا قد يلجأون لتوسيع أهدافهم او استخدام المزيد من القوة، وهو ما يطيل أمد الحرب اكثر بل ويفتح الباب امام الأطراف الخارجية للدخول على الخط لدعم أى من الاطراف أو لتحقيق مكاسب خاصة.

وبهذا تزداد الأمور تعقيداً لأن اتساع دائرة الأطراف يزيد صعوبة إقناع الجميع بالموافقة على إنهاء الحرب ويصعّب مهمة الدبلوماسية.

هذا ما حدث فى سوريا واليمن ويحدث حاليا مع الغرب فى الحرب الأوكرانية..

ولكى لا يدخل الصراع فى السودان هذا النفق المظلم لابد أن ينتهى على الفور بأى وسيلة: الوساطة الدولية أو الإقليمية، الضغوط السياسية والدبلوماسية أو العقوبات الاقتصادية ومن قبلهما يجب قطع إمدادات الأسلحة عن الأطراف المتحاربة.

والتاريخ يقول لنا إن العديد من الصراعات كالصراعات فى السلفادور وناميبيا وموزمبيق ونيكاراجوا والنيجر تم انهاؤها بالوساطة الدولية وغيرها من الأساليب السلمية لتسوية النزاعات..

وربما يكون هذا الوقت المناسب لاختبار قدرة الدبلوماسية الإفريقية والعربية على حل مشكلاتها بنفسها، لأنه كلما طالت هذه الحرب، زاد احتمال تصعيدها إلى صراع طويل الأمد سنكون أول من يدفع ثمنه.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة