السبت، 29 أبريل 2023 - 07:22 م

وتمتد أحزان السودان إلى قلب مصر فتفتح الشقيقة الكبرى ذراعيها لاستقبال النازحين الهاربين من لهيب الحرب  بعد أن تقطعت بهم السبل بلا كهرباء ولا ماء ولا علاج ..

والآلاف من القصص الإنسانية الحزينة لتضيف أم الدنيا إلى رصيدها المزيد والمزيد من المواقف الداعمة المشرفة على مر التاريخ لصالح أشقائها العرب  وكان الله فى عون السودان الذى يكابد الآلام ويرى الموت يوميا وسط طبول الحرب مع تاريخ ممتد من الخسائر تستنفده منذ انفصال نصفه الجنوبى ومواجهات دارفور لتخلف وراءها الكثير من التداعيات المؤسفة من دمار اقتصادى وبشرى.

ولتستمر  آلة الحرب تحصد الأرواح بلا هدف وتستنزف  موارد البلد الطيب مع تاريخ من الإنفلات الأمنى والانقلابات  والأطماع  لتفسح لها مكان فى الصف إلى جوار سوريا والعراق واليمن  حيث تعميق الصراعات  والنزعات الإنفصالية والإنقسامات الداخلية  ليعاد تشكيل الدول بما يحلو لأعدائنا بما يلوح بعواقب وخيمة تكرس مفهوم الشرذمة والفرقة وتفكيك الدول واستكمال ماغفلت عنه معاهدة سايكس بيكو  بخطط اخرى..

وكأننا فى هذا الوضع وهذه الحرب وغيرها  نشتم رائحة  برنارد لويس  وخطته لإعادة تشكيل الدول أو تفكيك الدول بمعنى أدق. 

وهكذا السودان الآن بحروبه الداخلية التى لا تخدم إلا قلة فانية ولن تخلف وراءها إلا الفوضى والضياع  ومع غياب المجتمع الدولى لا نجد أمامنا إلا الدول العربية تقوم بدورها المنتظر والمنوط بها لاحتواء الأزمة  والعمل على المصالحة الوطنية وإعادة اللحمة ولم شمل بلد ينتظر العون ويستحق الإنقاذ.