عيد العمال
عيد العمال


لماذا يحتفل العالم بـ«عيد العمال» في الأول من مايو من كل عام ؟

محمد عادل سالم

الأحد، 30 أبريل 2023 - 11:52 ص

تحتفل كثير من دول العالم في الأول من مايو من كل عام بعيد العمال العالمي، بل وتعتبره بعض هذه الدول يوم عطلة رسمية، ولكن ماهى حكاية يوم العمال ولماذا الاحتفال به في الأول من مايو.

وترجع الحكاية إلى أنه بعد الحرب الأهلية في الولايات المتحدة، وبعد فترة كساد طويل، حدث توسع كبير في مجال الإنتاج الصناعي، وكانت شيكاغو واحدة من أهم المراكز الصناعية الأميركية في تلك الفترة، حيث يحصل العمال، وغالبيتهم من أصول ألمانية على أجر لا يزيد على 1.5 دولار يوميا، فيما يعملون بمعدل لا يقل عن 10 ساعات يوميا، ولمدة 6 أيام في الأسبوع.

وكان هناك مطالبات من العمال بتحسين ظروفهم المعيشية إلا أنه رد أرباب العمل بإجراءات قاسية، مثل طرد العمال من أعمالهم ووضع أسماء العمل المنتمين إلى نقابات العمال في قوائم سوداء لمنع تشغيلهم، وقاموا بتعيين عناصر لمكافحة المضربين عن العمل، وتوظيف جواسيس لصالحهم وبلطجية وقوات أمن خاصة، بالإضافة إلى إثارة النعرات العرقية بين العمال بهدف تقسيمهم وشراء ولاءات آخرين.

عيد العمال.. أصل الحكاية ولماذا الاحتفال به في الأول من مايو؟

 

وفي فترة الكساد بين عامي 1882 و1886، كانت المنظمات الاشتراكية والفوضويون ناشطين في الولايات المتحدة ونقابات العمال فيها، التي كانت في صراع مرير مع أرباب الأعمال وكبريات الشركات والمصانع فيها.

اقرأ ايضا :- نور الشريف.. من الشوارع الخلفية إلى فتى الشاشة الأول

وفي أكتوبر 1884، عقد اجتماع للاتحاد الوطني لنقابات العمال والتجار، حيث تم تحديد الأول من مايو عام 1886 يوم البدء بالعمل 8 ساعات فقط.

وفيما كان ذلك اليوم يقترب، أخذت نقابات العمال الأميركية تستعد لتنظيم إضراب عام دعما لتحديد ساعات العمل وبالفعل، شهدت العديد من المدن الأميركية، يوم السبت 1 مايو 1886 إضرابا عاما ومسيرات عمالية شارك فيها آلاف العمال، وكان الشعار الذي توحد خلفه جميع العمال الأميركيين في ذلك اليوم هو "8 ساعات في اليوم دون اقتطاع للأجور".

وبلغت التقديرات لأعداد العمال المشاركين في المسيرات والإضراب العام بين 300 و500 ألف عامل، من بينهم ما بين 30 و40 ألف عامل في شيكاغو وحدها، بينما كان أكثر من ضعفي هؤلاء يجوبون شوارع المدينة في مسيرات عمالية.

عيد العمال.. أصل الحكاية ولماذا الاحتفال به في الأول من مايو؟

 

وفي الثالث من مايو التقى العمال المضربون في شيكاغو قرب مصنع شركة ماكورميك لمعدات الحصاد، حيث منع عمال اللحام من دخول المصنع منذ فبراير، فيما سمح المصنع للعمال الذين رفضوا الإضراب بالعمل بصورة طبيعية، وسط معارضة من العمال المضربين.

وعندما انتهت ساعات العمل في المصنع في ذلك اليوم، قام حشد من العمال المضربين بمحاولة الاعتداء على العمال غير المضربين، فأطلقت الشرطة النار على المضربين، مما أدى إلى مقتل عاملين، وفي روايات أخرى 6 عمال.


وفي الرابع من مايو احتشد العمال في الميدان في مسيرة بدأت سلمية وبحضور قيادات عمالية نقابية وبمشاركة نحو 3000 عامل، يقابلهم أعداد كبيرة من عناصر الشرطة وفي العاشرة مساء، من ذلك اليوم، وصل عدد كبير من رجال الشرطة وتوجهوا إلى سيارة الخطباء العماليين، مطالبين بفض الاحتجاج، وأصر القيادي العمالي البريطاني صامويل فيلدن على أن الاحتجاج سلمي، وخلال المحادثة المشحونة، انفجرت قنبلة يدوية الصنع بين الحشود، فقتل 12 شخصا، من بينهم عدد من أفراد الشرطة وبناء على تلك الأحداث، اعتقلت السلطات الأميركية 8 أشخاص من الفوضويين، ووجهت لهم اتهامات بالتآمر، وبعد التحقيق تبين أن أحدهم صنع القنبلة، لكن أحدا منهم لم يلقها على الشرطة خلال الفوضى في هايماركت.

وأصبحت أحداث هايماركت أصل الاحتفال بعيد العمال العالمي في الأول من مايو، بحسب المؤرخ وأستاذ الدراسات العمالية وليام أدلمان وتجاوزت قضية هايماركت حدود الولايات المتحدة وعبرت المحيط الأطلسي، إلى فرنسا وبلغ صداها عمال العالم.

وفي المؤتمر الأول للنواب الاشتراكيين الدوليين، الذي عقد في باريس عام 1889، أحيا المؤتمر ذكرى ما بات يعرف بـ"مذبحة هايماركت"، كما وجهت دعوات للتظاهر إحياء لذكرى ضحايا هايماركت في العام التالي، أي 1890، وهو العام الذي شهد اعتبار الأول من مايو حدثا عماليا سنويا.

وفي عام 1904، دعا اجتماع مؤتمر الاشتراكية الدولية في أمستردام جميع المنظمات والنقابات العمالية في جميع أنحاء العالم، خصوصا الاشتراكية منها، إلى عدم العمل في الأول من مايو من كل عام، مع محاولة جعله يوم عطلة رسمية في عشرات الدول ومنذ ذلك الحين، أصبح الأول من مايو احتفالا دوليا للانجازات الاجتماعية والاقتصادية للحركة العمالية، طبعا باستثناء الولايات المتحدة.


المصدر.. مركز معلومات أخبار اليوم

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة