الأحد، 30 أبريل 2023 - 05:22 م

معنى كلمة "التمكين " التي نراها  تتسق مع وصف ما فعله الأهلي في لقاء العودة  مع الرجاء المغربي والصعود الي الدور قبل النهائي لدوري أبطال أفريقيا لا تعني أنه حقق ما أراد ولكن تذهب إلي أكثر من ذلك وهي أن الفريق البيضاوي صاحب الأرض سار في الطريق الذي رسمه له الجهاز الفني للأهلي بقيادة مارسيل كولر .

نعم الأهلي وجهازه الفني هو من حدد الطريق الذي يسير فيه الرجاء في أغلب أوقات المباراة التي جرت في ستاد محمد الخامس وهذا هو التمكين من فرض اسلوب في التحركات يتناسب مع ما يهدف إليه الأهلاوية.
ونحن للحق نقول أن تمكن كولر ولاعبيه من تحديد إقامة عناصر القوة في الفريق المغربي بعيداً عن منطقة مرمى الشناوي كانت في أغلب زمن اللقاء وليس كله لانه حدثت عدة اختراقات محدودة خاصة في الشوط الأول كادت تكسر دفة قيادة العمليات الكروية في منطقة الخطورة ومنها الكرة التي تصدى لها الشناوي والتي جاءت منها ركلة الجزاء واصطدمت بالعارضة في نهاية الشوط الأول .

في الشوط الثاني احكم الأهلي قبضته على دفة سبب اللعب وأكد أنه متمكن من أدواته .. عرف كيف يضيق المساحات في وسط الملعب وعلى الجانبين فلم يتمكن حمزة خابا ومحمد زريدة ونوفل الزرهوني من تحقيق هدفهم بتعويض الهزيمة بهدفين الذين سافر الأهلي محصناً بهما من لقاء الذهاب . 
واهم ادوات التمكين للأهلي في تقديري وتقدير الكثير من النقاد والجماهير هو وجود ركيزة أساسية في وسط الملعب تمكن مروان عطية من أن يكون هذه الركيزة في إفساد كل المحاولات التي قام بها الرجاوية مع ققوة آليو دياج وتميز محمد عبدالمنعم في القدرة على التطور من إفساد الهجمات إلي التوجه لسد الطريق ناحية محمد هاني .. و الاخير من أصحاب الأداء الرجولي والدقة في الرقابة في أغلب الهجمات ولولا أن بيرسي تاو يفقد الكرة لكن لهذه الجبهة نصيب في تطوير الهجوم . 
كما كان حسين الشحات من ناحية اليسار ومعه علي معلول في التصدي لمحاولات الهجوم من هذه الجهة و و نسبة إفساد هجمات الرجاء عالية و زادت الدرجات في التمكين لهذه الجبهة في الشوط الثاني وبقيت عملية التحول إلى الهجوم فاحتفاظ الشحات بالكرة وسط ضغوط مكثفة من لاعبي الفريق المغربي وايضا تراجع المساندة من عناصر الهجوم تغلق مساحة النصرف في الكرة وفتح المجال للتهديف . 

كان من الممكن أن يفتح   التمكين التكتيكي الاهلاوي الباب نحو التهديف في مرمى انس الزنيتي مع  التطوير الهجومي الذي لم يرتقي بعد إلي المستوى الذي يسمح باستغلال الفرص والثغرات في دفاعات المنافس .. وهو ما اعترف به كولر المدير الفني في المؤتمر الصحفي عقب المباراة وأكد أنه تحدث مع اللاعبين بين الشوطين و طالبهم بضرورة التحكم أكثر في الكرة وأنهم يستطيعون أن يفرضوا ادائهم على الفريق المنافس رغم قوته والدوافع المعنوية القوية التي يستمدها من تشجيع الجماهير الغفيرة في المدرجات . 
مسار التمكين هو الذي جعل الاهلاوية مطمئنين من أنهم سيصلوا إلي الدور قبل النهائي رغم أن هناك من كان يعتبر أن الفوز بهدفين في الذهاب نتيجة غير مطمئنة مع منافس قوي .. إلا أن كولر كان يعرف كيف يدير الأمور ويعيد توظيف أدواته  حتى لا تنحرف دفة قيادة سير المباراة من بين يديه وهو ما ظهر في التغيرات التي أجراها ومنحته قدرة أكبر على التفوق الميداني وجعلت الرجاء يعاني في صناعة فرص .
كانت مباراة الرجاء مع الأهلي في ستاد محمد الخامس نموذج تطبيقي للإدارة المتميزة للادوات المتوفرة للمدرب حتى يحقق ما كان يريده كولر في مرحلة مهمة جداً من مراحل قيادته للأهلي .. وقبل أن يدخل مرحلة أكثر عصبية وضغوط نفسية أمام الزمالك في السوبر المصري يوم الجمعة المقبل فهل تستمر الدفة في يد كولر ؟