أحمد منتصر
أحمد منتصر


عن الإنسان

مرت الحياة من هنا

الأخبار

الثلاثاء، 02 مايو 2023 - 07:03 م

بقايا عقل متناثرة، أفكار مستهلكة، ضمير ما زال ينبض، ذاكرة ممتلئة تحمل من الماضى ما يكفى لرفض المستقبل، جسد بائس لا يقوى على فعل شىء .. يبدو أن حياة عاصفة مرت من هنا.

القناعات والمبادئ وحدها .. لا تكفى، نظن دائما أن القناعات والمبادئ هما من تتحكمان فيما نتعرض له، نبنى لأنفسنا قصورا من المبادئ ونحصنها بأسوار من القناعات، نؤمن أن الخير حتما سينتصر فى النهاية بمعركته مع الشر، وإذا اشتد البلاء ستساعدنا السماء، الجميع يؤمن بذلك.

ماذا فعلنا لكى ينتصر الخير فى النهاية؟ ماذا قدمنا لكى تساعدنا السماء؟!، تناسينا تماما أننا عاجزون وأننا مازلنا بشرا، ممارستنا تتحكم بأقدارنا وليست قناعاتنا.

هل لدينا بدائل؟ إذا كنا لا نمتلك البدائل إذن نحن مرغمون على ما نحن فيه، مرغمون على البقاء وعدم الرحيل، مرغمون على أن نكون الطرف الأضعف فى المعادلة.. ربما يكون امتلاك البديل هو رفاهية لا نقوى عليها ولكن لابد من السعى وراء ذلك حتى يمكننا التخلى عن قول «ماذا عليَّ أن أفعل؟»، «إلى أين أذهب الآن ؟»

الخوف دائما يطاردنا .. الخوف من المستقبل القامع فى أعماقنا يملؤنا يسيطر على عقولنا يهئ لنا أن هذا الطريق هو الأفضل وأن هذا الضوء الذى يأتى من آخر الطريق الذى نلهث وراءه هو ما نستحقه!.. ولكن ماذا عن الطرق الأخرى ماذا عن الحيوات الأخرى.

لماذا المقاومة؟  جميع الأشياء من حولنا تم ترويضها بشكل كامل.

أعتقد أن ما يفسد الأمر هو إدعاء الاستسلام وأننا بحاجة إلى استسلام حقيقى لنموت ونحيا فى حياة أخرى، لهذا كانت النهايات دائمًا ما تحمل فى أرحامها بدايات جديدة.

قرأت فى أحد الأيام قصة قصيرة -لابدَّ أنها لكاتب مشهور- تحمل عنوان «دراما الخائب» تقول: «ألقى بنفسه إلى الشارع من شقة فى الطابق العاشر، وأثناء سقوطه راح يرى عبر النوافذ حيوات جيرانه الخاصة، المآسى المنزلية الصغيرة، علاقات الحب السرية، لحظات السعادة الخاطفة التى لم تصل أخبارها أبداً إلى الدرج المشترك، بحيث إنه فى اللحظة التى تهشم فيها رأسه على رصيف الشارع، كان قد غير نظرته للعالم كليًّا، وكان قد اقتنع بأن تلك الحياة التى هجرها إلى الأبد عن طريق الباب الخاطئ، كانت تستحق أن تعاش».

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة