هالة العيسوى
هالة العيسوى


من وراء النافذة

غرفة عدنان

هالة العيسوي

الأربعاء، 03 مايو 2023 - 07:40 م

قبل كتابة هذا المقال بأقل من ساعة طالعت الخبر الحزين بوفاة الشهيد الفلسطينى خضر عدنان فى محبسه بمعتقل نيتسان بسجن الرملة الإسرائيلى بعد إضرابه عن الطعام لمدة86 يومًا احتجاجًا على اعتقاله. يتحمل الاحتلال مسئولية موته وإهماله، فمع أنه لم يتجاوز الخامسة والأربعين من العمر إلا أنه اعتقل 12 مرة، أغلبها رهن الاعتقال الإداري. وقضى ما مجموعه ثمانى سنوات. وعلى العالم الحر الذى تابع مسيرة الشهيد خضر عدنان أن يضطلع بمسئولياته الإنسانية والأخلاقية، ويتحرك لصد الوحشية الإسرائيلية.

تحول  عدنان إلى أيقونة لنضال الأسرى الفلسطينيين ، فصار أشهر أسير فلسطينى فى سجون الاحتلال الإسرائيلي،  اكتسب شهرته بعد الإضرابات العديدة عن الطعام التى قادها فى السجون الإسرائيلية. خلال الثمانية عشر عامًا الماضية، خاض ستة إضرابات عن الطعام على مدار سنوات حتى وفاته يوم الثلاثاء الماضي، وفى كل مرة تمكن من الحصول على حريته حتى لقبوه بـ»مقاتل المعدة الخاوية»، ويرجع ذلك أساسًا إلى إصراره على مداومة الإضراب عن الطعام حتى تحقيق هدفه بإطلاق سراحه.

غرفته، أو بالأحرى زنزانته التى وجد فيها فاقدًا للوعى صباح مقتله صارت بدورها رمزًا لنضال الأسرى، منها  نقل صوتهم فى جميع أنحاء العالم، ليعرف منها عن قرب معاناة الأسرى تحت الاحتلال. 

تكرار اعتقاله كان مثيرًا للحيرة، إذ لا تهمة محددة موجهة إليه، وعلى الرغم من أنه ناشط فى الجهاد الإسلامى شمال الضفة الغربية، إلا أن التنظيم لم ينظر إليه أبدًا على أنه شخص يتمتع بقدرة تنظيمية، أو كخبير استراتيجى يمكنه وضع أجندة سياسية أو سياسة، وهو بالتأكيد ليس عسكريًا، أى لم يشارك فى هجمات ضد إسرائيل.  مع ذلك يأتى اعتقاله هذه المرة بتهمة  الاشتباه فى عضويته فى منظمة إرهابية تدعم الإرهاب والتحريض.

بحكم تخصصى تابعت بقلق تطورات حالة عدنان منذ اعتقاله فى 5 فبراير الماضي، مع أنها ليست المرة الأولى. فقد سبق ـأن أضرب عن الطعام لمدة 12 يومًا فى عام 2005، بعد عزله فى أحد السجون الإسرائيلية. لم يوقف إضرابه حتى وافقت إدارة السجن على مطالبته بنقله إلى الأقسام العادية فى السجن.

فى عام 2012، أطلق سراحه من السجن بناءً على حكم المحكمة العليا بعد تدهور صحته نتيجة إضرابه عن الطعام لمدة شهرين. هذه المرة تختلف.

كلما طال أمد إضرابه عن الطعام، كلما ازداد صمت وتجاهل سلطات الاحتلال. ربما ضاقت ذرعًا من إصراره  على الإضراب عن الطعام ونجاحه فى الضغط عليها حتى يتم الإفراج عنه، فتركته يموت، أو بالأحرى قتلته جوعًا مع سبق الإصرار.

تتواتر الأنباء عن تراجع حالته الصحية وأنذرت وظائفه الحيوية بتدهور حالته الصحية، فقد بدأ يتقيأ دما، وعانى من آلام شديدة فى جميع أنحاء جسده، بالإضافة إلى ملاحظة صعوبة فى الكلام والتركيز، إنما بكثير من العناد والرفض لا تقبل السلطات الطبية والقضائية الاستجابة لمطلب الإفراج عنه، أو نقله إلى مستشفى مدنى لمتابعة حالته.

تماديًا فى الإيذاء رفضت إدارة السجن تزويده بالملابس، لأكثر من 50 يومًا، وظل يرتدى نفس الملابس التى اعتقل بها، ولم يسمح له بالاستحمام منذ يوم القبض عليه «.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة