سليمان نجيب
سليمان نجيب


كنوز يوسف وهبي وسليمان نجيب والتحضر الأخلاقي

عاطف النمر

الأحد، 07 مايو 2023 - 11:57 ص

ما نراه ونسمعه اليوم من ضجيج وسوقية وتدنٍ، وفوضى عارمة تسود الشارع، تكون البطولة فيها للموتوسيكلات والتكاتك، يجعلنا نطالب بالعودة لتدريس كتاب «الأخلاق» للمفكر الكبير أحمد أمين، الذي كان يدرس على التلاميذ ضمن المنهج قبل ثورة يوليو 1952.

ونعمل على تجسيد رائعة أمير الشعراء أحمد شوقى «إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا»، وللتأكيد على أن الحضارة سلوك أخلاقى نقدم لقراء «كنوز» الرسالة التى بعث بها سليمان بك نجيب رسالة إلى جاره سالم بك القرنفلى التى يقول له فيها: 

اقرأ أيضا محمد فوزي يختار استديو الأهرام لإقامة حفل إفطار رمضاني

«جارى العزيز.. تحية طيبة وبعد.. نظرا للقيام بعمل مضيفة فى حديقة السراية، نخطركم بأنه سيكون هناك ضوضاء بدءا من الساعة الثانية عشرة ظهرا حتى الواحدة والنصف، نأسف لإزعاجكم، ولكنها لن تستغرق أكثر من ٣ أيام، وبعد الانتهاء من الإصلاحات، نود أن ندعوكم لحفل شواء فى الحديقة الجمعة القادمة، للاحتفال بانتهاء تصوير فيلم الزوجة السابعة مع أبطال الفيلم محمد فوزى ومارى كوينى وإسماعيل يس، فرصة لطيفة للقاء والطقس عليل هذه الأيام.. نشكركم على تفهمكم والسلام ختام.

ويحدثنا عن السلوك الأخلاقي أيضا يوسف بك وهبى فى حديثه لمجلة «الإثنين والدنيا» عام 1951، عندما قال: «عندما كنت أمضى إجازة العام الماضى فى اوروبا، زرت لندن، واستأجرت شقة مفروشة لإقامتى، وما أن وﺿﻌﺖ ﺣﻘﺎﺋﺒﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺘﻲ زارﻧﻲ ﻣﺴﺘأﺟﺮ اﻟﺸﻘﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ وﺳﺄﻟﻨﻲ ﻋﻦ ﻣﻮاﻋﻴﺪ ﻧﻮﻣﻲ وﻳﻘﻈﺘى! ودهشت فى مبدأ الأمر، لكننى بعد أن عرفت السبب أيقنت أن نجاح الإنجليز فى حياتهم الاجتماعية، يعود إلى معرفة كل فرد بما له وما عليه، لقد كان سبب الزيارة والسؤال، أن جارى يرغب في تنظيم مواعيد لعب أطفاله بالحديقة بحيث لا تقع فى أوقات نومى فتضايقنى، وﻫﺬه اﻟﺤﺎدﺛﺔ تتمثل فى ذهنى ﻛﻠﻤﺎ وﻗﻊ ﺑﺼﺮى ﻋﻠى أوجه اﻟﻔﻮﺿى فى ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﻋﻤﻮﻣﺎً، وهذا يثبت أيضا أن ﻧﺠﺎح اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﻦ ﻧﺠﺎح اﻟﻔﺮد، وﻧﺠﺎح اﻟﻔﺮد ﻳﺘﻮﻗﻒ على ﻃﺮﻳﻘﺔ اﺣﺘﺮاﻣﻪ ﻟﺤﻘﻮق اﻟﻐﻴر.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة