علاء عبدالوهاب
علاء عبدالوهاب


انتباه

ليتك تكون بشوشًا

علاء عبدالوهاب

الأربعاء، 10 مايو 2023 - 07:20 م

لا تندهش إذا قلت إن أكثر ما يشغلنى البحث عنه فى الوجوه: البشاشة! قسمات الوجوه تشف عن الألم أحيانا، والقلق أحياناً أخرى، فأصبحت الابتسامة نادرة، واللطف فى السلوك عملة صعبة! إذا واجهت من حولى، أو أصدقهم بملاحظتى، يكون الرد نفيا يؤكد ما أرى، إذ يكون الإنسان عصبيا، ثم يرسم على شفتيه ابتسامة صفراء، وما يلبث أن يعم العبوس قسماته. «تبسمك فى وجه أخيك صدقة» نصيحة ذهبية أسداها نبينا الكريم لأمته، إلى قيام الساعة، غير أن زحمة الحياة، والظروف الصعبة التى نلاقيها، كانت سبباً فى نسيان تلك الوصية النبوية الغالية.

كم يكلفك أن تكون باشا، أو مبتسما فى وجوه من حولك؟ بالعكس أنت الرابح ليس فقط فى نسج علاقات ألفة ومودة مع الآخرين، وإنما قبلهم سوف تسرى فى أوصالك مشاعر إيجابية، وإحساس بالراحة لا تعادله أى أموال، أو مكاسب مادية من أى نوع، إن ظننت أن ادعاء الجدية سوف يجلب ما تتوهمه من عوائد فى محل عملك، أو خلال تواصلك مع محيطك. تصور حالك حين تنظر فى المرآة، فلا ترى إلا البشاشة النابعة من الرضا بما قسمه الله لك، وتقبل القدر حلوه ومره، مع ضرورة السعى بدأب نحو الأفضل أخذا بالأسباب، ونبذا لاستدعاء ما ينغص عليك لحظتك من خبرات سلبية، تكون قد تعرضت لها فى الماضى، فتسرق منك سعادة اللحظة. هناك من يتصور أن البشاشة تعنى إطلاق العنان لضحكات هستيرية، بسبب أحيانا قليلة، ودون سبب أغلب الأحيان، وفى كل حال تميت القلب، وتسلب الروح جمالها، وهنا أعود لأذكر بخير قدوة رسولنا عليه الصلاة والسلام، إذا كان ـ كما تشير كتب السيرة ـ جُل ضحكه التبسم، إذ القهقهة دليل خفة العقل، وسوء الأدب، بينما غياب التبسم، أو التعجب مما يدعو إليه، إنما دليل على شراسة الخلق، إلى حد الجبروت!

الدين النصيحة، وإذا كان لى أن أوجه النصح، فليس لدى إلا نصيحة بنبذ العبوس، ومخاصمة التجهم، لأن لغة الوجوه عدوى، فلا يلبث أن يسرى فيمن حولك ما يعكر صفو الحياة، والعكس صحيح تماما فحين تضيء الابتسامة ثغرك، وتبسط أساريرك، لتكون بشوشاً سمحاً متواضعاً، تسهم فى رسم حياة أجمل لنفسك، وكل من يقترب منك.. حاول من فضلك!
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة