الملكة كليوباترا
الملكة كليوباترا


خبير آثار يكشف الغرض من إنتاج نتفليكس لفيلم يصور الملكة كليوباترا «عاهرة»

محمد طاهر

الخميس، 11 مايو 2023 - 11:32 ص

كشف خبير الآثار د. محمود حامد الحصري مدرس الآثار واللغة المصرية القديمة جامعة الوادي الجديد الغرض من وراء إنتاج نتفليكس لفيلم وثائقي عن الملكة كليوباترا ذات الأصول اليونانية وتصويرها ببشرة سوداء اللون "زنجية" من خلال أحد المنصات العالمية.

وأوضح "الحصري" أن الفيلم جزء من سلسلة كاملة باسم "الملكات"، وكليوباترا في هذا الفيلم، وهو إنتاج الأمريكية الزنجية من أصول أفريقية "جادا سميث" زوجة الممثل "ويل سميث"، إحدى الداعمين لفكر المركزية الأفريقية، أو "الأفروسنتريك"، التي تدعي أن الحضارة الفرعونية، ملكا للأفارقة، وأن المصريين "عرب غزاة"، وتردد أن هذا الفكر كان سببا لإلغاء حفل الكوميدي الأمريكي كيفين هارت بالقاهرة، الذي كان مقررا إقامته فبراير الماضي، لأنه أحد الداعمين لهذه الحركة.

أقرأ أيضا: محافظ الوادي الجديد يلتقي وفد الجامعات المصرية للاستفادة من البحث العلمي

الملكات الأفريقيات

بدأت شركة "نيتفليكس" في الترويج لفيلم "كليوباترا" من إخراج جادا نينكيت سميث، زوجة النجم الأميركي الشهير ويل سميث، وبدأ عرضه أمس على المنصة 10 مايو.

قالت الشركة إنه ضمن سلسلة وثائقيات لاستكشاف حياة الملكات الأفريقيات البارزات والمبدعات، تبدأها بفيلم "كليوباترا"، إذ "ستخصص الموسم الأول لأشهر امرأة في العالم وأكثرها قوة".

وأشارت الشركة إلى أنه "أسيء فهمها، إذ طغت شهرتها كملكة جريئة وجميلة ورومانسية على معدنها الحقيقي، المتمثل في ذكائها الشديد".

ويتضمن الإعلان الترويجي للوثائقي الحديث أن تراث "كليوباترا كان موضع الكثير من الجدل الأكاديمي ثم يتبعه تأكيد على لسان أحد المعلقين في الوثائقي أن كليوباترا كانت ذات بشرة سمراء على عكس الشائع".

الزنجية

وأشار "الحصري" إلى أن ظهور الملكة كليوباترا في هذا الفيلم بهذه الهيئة السوداء "الزنجية" يتنافي مع أبسط الحقائق التاريخية، وتصويرها بأوضاع مخلة هو وقاحة من صناع الفيلم وجرم لابد وأن يحاسبوا عليه موضحا أن الد كليوباترا بطلمي إغريقي من نفس جلدة اليونان، وبالتالي لم يكن إفريقي ولا أسمر.

وتباع: "الملكة كليوباترا السابعة والمعروفة باسم كليوباترا هي آخر ملوك الأسرة المقدونية، التي حكمت مصر منذ وفاة لإسكندر الأكبر في عام 323 قبل الميلاد، وحتى احتلال مصر من قِبَل روما عام 30 قبل الميلاد. كانت كليوباترا ابنة بطليموس الثاني عشر. وقد خلفته كملكة سنة 51 ق.م مشاطرة العرش أخاها بطليموس الثالث عشر. وقد وصُفـت بأنها كانت جميلة وساحرة. على نقيض ماتبرزها الصور التي وصلت إلينا. أما الرجال الذين وقعوا في غرامها فقد أسرتهم بشخصيتها القوية الظريفة وبذكائها ودهائها".

الحـرب الأهلية

وأكمل: "كانت دائمة النزاع مع شقيقها الذي انتهى بطردها من مصر. وكانت البلاد في ذلك الوقت مملكة تحت الحماية الرومانية، والمصدر الرئيسي للقمح بالنسبة للشعب الروماني. وأقبل قيصر إلى مصر عقب هزيمة بومبيوس في فارسالوس سنة 48 ق.م، فوجد الحـرب الأهلية ماتزال قائمة فيها. وكانت كليوباترا تحاول العودة إلى مصر، فعمدت إلى الظهور فجأة أمام قيصر ملفوفة في سجادة - كما يزعمون - بحيث تستطيع التوسل إليه لمساعدتها في تحقيق غايتها للعودة إلى الحكم. وقد أسرته، إما بمفاتنها، أو بالمنطق الجلي بأنها ستكون حاكماً أفضل من شقيقها وساعدها قيصر على التغلب على بطليموس الذي أغرق في نهاية المعركة".

وتابع: "حكمت كليوباترا بضع سنوات وفي سنة 40 ق. م كانت مملكتها جزءاً من نصيب الإمبراطوري الذي أصاب ماركوس انطونيوس عندما اقتسـم العالم الروماني مع كل من أوكتافيوس وماركوس ليبيدوس بعد مصـرع يوليوس قيصر. وقد أحب ماركوس أنطونيوس كليوباترا، وكلّفته علاقته الغرامية هذه فقدان حظوته في روما. وانتهى أمر أنطونيوس بالانتحار إثر الهزيمة التي أنزلها به أوكتافيوس في معركة أكتيوم سنة 31 ق.م. فلما سمعت كليوباترا بالنبأ انتحـرت هي الأخرى".

تصوير الملكة كليوباترا بأوضاع مخلة ووصفها بالعاهرة

وأكد أن الجميع انصدم منذ تم عرض الفيلم اليوم 10 مايو، حيث تم تصوير الملكة كليوباترا بأوضاع مخلة، هذا بخلاف شكلها الأسود الزنجي، وهذا تزييف سافر، حيث يتم تزييف التاريخ بشكل "ممنهج" منذ أكثر من مائة عام.

وأشار إلى أن الملكة كليوباترا، كانت من أكثر الشخصيات التي حظيت باهتمام صانعي السينما العالمية، فقد تجاوز عدد الأفلام التي عرضت قصة حياة الملكة المصرية الـ50 فيلمًا، هل معظم الأعمال السينمائية التي قدمت الحضارة المصرية القديمة بنفس الطريقة"التشويه" أم هناك من انتصر لتلك الحضارة ؟

وتابع: "ظهور الملكة كليوباترا في هذا الفيلم بهذه الهيئة يتنافى مع أبسط الحقائق التاريخية وكتابات المؤرخين أمثال بلوتارخوس وديوكاسيوس والذين سجلوا أحداث التاريخ الروماني في مصر في عهد الملكة كليوباترا والذين أكدوا أنها كانت ذات بشرة فاتحة اللون وأنها ذات أصول مقدونية".

وواصل: "تنحدر الملكة "كليوباترا السابعة" تنحدر من أسرة مقدونية عَريقة حكمت مصر ما يقارب من 300 عام، أسسها الملك "بطليموس الأول" وهو أحد القادة المقدونيين بجيش "الأسكندر الأكبر" والذي آلت إليه ولاية مصر بعد بوفاة "الأسكندر" وأسس الأسرة البطلمية، وتزوج بطليموس الأول من الملكة "برنيكي الأولى" ذات الأصول المقدونية أيضًا، وأنجبا الملك "بطليموس الثاني" حيث استمر من بعده أبنائه وأحفاده الملوك في التزاوج من أخواتهم الإناث طبقًا لعادات هذا العصر، وصولًا للملكة "كليوباترا السابعة" وأخيها “بطليموس 14” محافظين على نقاء عرقهم المقدوني خلال كل هذه الفترة الزمنية".

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة