الجمعة، 12 مايو 2023 - 07:09 م

تعلمت الطفلة الكفيفة العزف على البيانو والغناء وكتابة الشعر بالإضافة إلى أنها تلميذة متفوقة تحفظ القصايد وتستمتع بكتب التاريخ وتحل بسرعة مذهلة مسائل الحساب، كما أنها تساعد أمها فى عمل أكل بيت شهى ونظيف تبيعه الأم للإنفاق على احتياجات الحياة بعد وفاة الأب!

الحياة حولنا بها ألف مريم مثل هذه الطفلة الشجاعة التى ترى بكفيها وأصابعها حين تلمس بهم الدنيا وبها ألف أم غير عابئة بالأزمات بقدر حبها للانتصار على الواقع المؤلم وتغييره بدون شكوى أو انكسار. 

مريم لا تكف عن الابتسام، مريم تعشق الحياة بقدر أنها تستطيع أن تقول لك نكتة فى عز حزنك، فتشعر بأنك صغير وهى كبيرة، ضعيف وهى قوية، كفيف لا ترى كل نعم الحياة حولك وهى التى ترى كل مباهج الحياة بعينيها الضاحكتين.

فى الحياة آلاف الأمهات يؤمن بأن الدنيا صعبة وشاقة وحلاوة الدنيا أن تحارب الظروف الصعبة وتغير الواقع مهما كان مُرا أو شائكًا!

إن كل يوم جديد عند مريم وأمها هو عيد طالما ولد نهار آخر وهما معًا، طالما تعلمت مريم درسا جديدا وطبخت الأم طبخة جديدة..

تغنى مريم لأنها قوية وتطرز الأم قطع ملابس ملونة لأنها عرفت أن الكنز فى رحلة الحياة التى تقوم بها كل يوم.

لا تتصور مريم أن الله حرمها من نور العين..

لأنه منحها أم طيبة وصوتاً جميلاً وذكاء خارقاً وأحلاماً كثيرة وبيتاً بسيطاً مبهج يغنيها برائحته الطيبة عن الدنيا وما فيها، يكفيها ملمس الكنبة التى تجمعها مع أمها فى المساء ليتبادلوا الحكايات.

مريم استغنت عن العالم بحواديت أمها، وتربح العالم وسط صديقاتها عندما يجتمعن فى بيتها لكى تغنى ويصفقن لها بحب حقيقى.
مريم سوف تصبح مدرسة أطفال كما تتمنى، وأمها يوما سوف تحول طبخاتها الجميلة إلى مشروع صغير تساعدها فيه مريم التى تهوى طبخ الحلويات وزراعة الزهور فى نافذة بيتها.

الحياة السعيدة لا تحتاج لأكثر من أرواح نقية مهما لمسها الحزن تسأل الله بهجة الرضا وتبحث فى السماء عن دفء الشمس وآلاف النجوم اللامعة لكى تُبقى روحها صافية وصادقة.

يعطينا الله لكى نرى ونعرف ونفهم، عطايا الله لا تنتهى، المهم أن نذوب فى هذه الهدايا ونستمتع بها، مريم ترى ما لا يراه ملايين الناس، مريم حين يغلبها الحزن.. تغنى، فتدرك أنها تستطيع أن ترى الدنيا بصوتها وتصنع قصة حب بلا نهاية.