جلال عارف
جلال عارف


في الصميم

جلال عارف يكتب: فلنحتفل بسيد الموسيقى العربية!

جلال عارف

الإثنين، 15 مايو 2023 - 08:04 م

فى سبتمبر القادم تحل الذكرى المئوية على رحيل سيد الموسيقى العربية سيد درويش. كنت أتصور أن يكون العام كله مهرجاناً للاحتفاء بهذا العبقرى الخالد الذى قاد ثورة موسيقية مازالت - بعد مائة عام من الرحيل - هى العنوان الأبرز والأهم فى تطور موسيقانا فى العصر الحديث.

كنت أتصور أن تعيد دار الأوبرا واحدة أو أكثر من «أوبريتات» سيد درويش العظيمة لتذكر أجيالاً جديدة بفن «الأوبريت» الذى قدم سيد درويش منه عشرين «أوبريت» فى سبع سنوات هى كل سنوات عطائه الفنى الرائع والفريد. وكنت أتمنى أن يكون العبقرى الراحل حاضراً فى كل حفلات الأوبرا هذا العام بألحانه التى نقلت الموسيقى العربية من عصر «أمان يالاللى» إلى عصر التعبير عن روح مصر بلغتها الموسيقية البديعة. وكنت أتصور أن يكون هناك مؤتمر علمى دولى يشارك فيه خبراء الموسيقى العرب والأجانب من أجل قراءة جديدة لموسيقى سيد درويش.

حتى الآن لم يحدث شىء من ذلك، ولعلنا نتدارك الأمر. ليس فقط لأن سيد درويش يستحق كل تكريم، ولكن أيضاًً لأننا نحتاج لهذا الاحتفال بالعبقرى الخالد فى ظل مناخ موسيقى تسوده الرداءة ويغيب فيه الإبداع الحقيقى أو يتم تغييبه. نحن فى حاجة لاستحضار سيد درويش وتجربته الفذة لكى نقرأ واقعنا الموسيقى على ضوئه، ولكى ندرك كيف كان جزءاً أساسياً فى صحوة مصرية شاملة عبرت عنها سياسيا ثورة 19، وتجلت مع ثقافة النهضة، ومع سيد درويش فى الموسيقى ومختار العظيم فى الفن التشكيلى وغيرهما من عبقريات مصرية أبدعت لتعبر عن روح مصر.

بعد مائة عام من الرحيل.. مازال سيد درويش هو إمام المجددين فى موسيقانا العربية، ومازال هو الحاضر الأكبر فى موسيقانا وغنائنا.. بما تركه من ميراث عظيم وبتأثيره الكبير فى كل إبداع موسيقى جميل حتى اليوم. فلنحتفل بسيد الموسيقى العربية كما ينبغى له.. ولنا.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة