عصام السباعي
عصام السباعي


أمس واليوم وغدًا

عصام السباعي يكتب: مواعيد مع الفرح

عصام السباعي

الثلاثاء، 16 مايو 2023 - 12:15 ص

ما يحدث فى مصر أعظم وأجمل وأنبل وأكبر من أن تصفه كلمات، ولا أستطيع وصف قصص العمل والنجاح التى لا تخلو بقعة منها على أرض بلدنا، العظمة ليست فى الإنجاز، ولكن فى الظروف والمناخ وقلة الموارد التى تحققت بها تلك النجاحات.

أكتب تلك الكلمات ولم تفارق مخيلتى أبدًا تلك الأيام السوداء التى مررنا بها فى بداية العقد الثانى من الألفية الجديدة، ولم أنس لحظة التحديات التى مررنا بها فى أمور حياتنا اليومية، ولا أماننا فى شوارعنا وبيوتنا، والاختناقات فى محطات الوقود، ولا الليالى المظلمة التى كنا نتقاسمها لتخفيف نتائج نقص الغاز فى محطات توليد الكهرباء، أو ضرب إخوان الإرهاب للمولات والأبراج، وهل يمكن أن ننسى نذالة وغدر وسفالة الإرهاب، وبالفعل لا توجد كلمات يمكن أن تصف هذه الطفرة التى حققناها جميعًا كل واحد فى موقعه، ومن حقنا أن نفخر بما حققناه، ولا نتناساه، دون أن يشغلنا ذلك عن الاستمرار فى العمل، والإصرار على مواجهة كل تحد يظهر أمامنا، وكل عقبة قد يشغلنا بها شيطان هنا أو هناك، فلا توجد دولة تنهض بدون أن تواجهها العقبات، وتنجح فى تجاوزها دون أن تضيّع الوقت فى البكاء عليها، ولا مستقبل لنا إن توقفنا يومًا عن الحلم بمستقبل أفضل ودرجة أعلى فى مراتب الدول، أو تهاونّا فى العمل، أو ضعف الأمل بأن «بكرة أجمل وأفضل» .

لم نتوقف لحظة عن الحلم والعمل والأمل، برغم محاولات طيور الظلام، وطابور المتشائمين، تصدير نغمات اليأس والإحباط، من خلال العزف على الآثار السلبية لانعكاسات الأزمات العالمية على مصر، ولم تتوقف أيضا مواعيدنا مع الفرح، وما أكثرها، وكان أحدثها فرحنا بيوم الحصاد ويوم الأفراح فى شرق العوينات، وتوشكى والفرافرة وعين دلة ومستقبل مصر ووادى الشيح، وفى كل منطقة منها قصة نجاح وإرادة وإصرار على الإنجاز وتجاوز العقبات، وإضافة كبيرة لاقتصادنا وأمننا القومي، وأتوقف هنا عند عدة نقاط رصدتُها خلال احتفال مصر بيوم الحصاد الذى شهده الرئيس عبد الفتاح السيسى فى شرق العوينات، وأولها: أن هذا النجاح الذى لم يظهر بين يوم وليلة، ولكن خلال فترة ليست بالقصيرة تتناسب مع طبيعة المشروعات الزراعية.. ثانيها: أن النجاح جاء نتيجة الاعتماد على البحث العلمى والتخطيط السليم.. ثالثها: دعم الدولة الكامل لأى مستثمر جاد، ثالثها: أن دور رجال الأعمال قد حان وقته، بعد أن تكفلت الدولة بـ«المشوار الصعب» بحسب تعبير الرئيس السيسي، وجاءت مرحلة جذب المستثمرين فى المناطق الزراعية الجديدة وتوفير فرص عمل فى أكثر من مليون فدان.. من خلال الاستصلاح والزراعة والتصنيع الزراعى سواء للسوق المحلى أو التصدير.. ورابعها: التأكيد المستمر من القيادة السياسية على ضرورة الاستخدام الرشيد لمخزون المياه والاستفادة من كل نقطة ماء، واستخدام نظم الرى والزراعات الحديثة وفقًا للمعايير العلمية، وخامسها: الالتزام بالدورة الزراعية الخاصة بالمحاصيل الاستراتيجية، ونقل الكثافات السكانية للمناطق التى توجد بها تلك المشروعات، وتضع تلك الملاحظات الخمس الخطوط الرئيسية لتوسيع الرقعة الزراعية والمساحة العمرانية فى مصر الجديدة .

واسمحوا لـى بأن أتوقــف هنا عـند منطقتين على وجه التحديد كانتا من ضمن مواعيد الفرح، وهما عين دلة، حيث تم فيها زراعة 4 آلاف فدان قمحًا، وهى منطقة على طريق الفرافرة، جنة فى الصحراء، بتضاريسها وأساطيرها، وعين مائها، وأتمنى لو تم وضعها على خارطة مصر السياحية، والمنطقة الثانية هى وادى الشيح بمركز البدارى بمحافظة أسيوط، وتستحق أن تكون أحد الأفلام لقناة الوثائقية، تلك المنطقة التى بنينا فيها أكبر سد للحماية من السيول بمصر وكل الشرق الأوسط، وفيها قصة ذلك المستثمر المصرى الذى حكى الرئيس قصته وهنأه على بدء الحصاد لإرادته وإصراره واستغلاله للعلم وما يقدمه البحث العلمى من حلول للمشاكل التى واجهها، والتعامل مع تربتها وصخورها بتقنية مختلفة ومتطورة، وبالفعل أصر على العمل فيها، برغم أنها كانت غير صالحة للزراعة، ونجح واستحق متابعة الرئيس لمجهوداته، ثم تهنئته فى يوم الحصاد والفرح.

قصص النجاح فى مشروعات استصلاح وزراعة الأراضى الصحراوية، هى صورة طبق الأصل من قصص النجاح فى أى قطاع مهما اختلفت نوعيته وطبيعة عمله، تحتاج إلى إرادة وعزيمة وثقة وعمل وأمل وعلم، وكلها تمثل سلاح المصريين فى بناء جمهوريتهم الجديدة .
ودائمـًا ودومـًا وأبدًا .. تحيا مصر .

بوكس

النكبة الحقيقية ليست فقط فى الاحتلال الإسرائيلى، ولكن فى انقسام الفلسطينيين!

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

مشاركة