جلال عارف
جلال عارف


في الصميم

جلال عارف يكتب: ننتظر الكثير.. من هذه القمة

جلال عارف

الأربعاء، 17 مايو 2023 - 08:33 م

تبدو الأجواء ملائمة لكى تكون قمة الغد العربية بداية مرحلة جديدة ومتقدمة فى العمل العربى المشترك. القمة التى تعقد هذا العام فى جدة ستشهد اكتمال عودة سوريا إلى مكانها الطبيعى فى الجامعة العربية.

ومدلولات هذا الحدث كبيرة لأنها تعنى إغلاق صفحة الاكتفاء بالغياب العربى وترك القرار فى أزمات عديدة للآخرين. الآن يتم تصحيح الوضع وتدرك كل الأطراف العربية الفاعلة أن ثمن الغياب كان فادحاً، وأنه لا بديل عن الحلول العربية لأزماتنا، ولا طريق إلا وحدة القرار العربى وأخذ المبادرة فى حماية أمننا وبناء أوطاننا مهما كانت الصعوبات.

الوعى بأهمية العمل العربى المشترك يسود الآن فى مواجهة أزمات قائمة وتحديات ومخاطر لن نستطيع مواجهتها إلا بجمع القوى العربية والتنسيق بينها. لم يعد ممكناً استمرار الأوضاع فى ليبيا واليمن والسودان ولبنان على حالها. ولم يعد ممكناً إلا أن يكون هناك قرار عربى واحد يلتزم به الجميع لمساعدة أشقائنا فى هذه الدول على تخطى الأوضاع الصعبة التى يعيشونها.

وحدة القرار العربى ضرورية أيضاً لمواجهة مرحلة صعبة ستشهد فيها المنطقة صراعاً بين القوى الكبرى على النفوذ لن نكون بعيدين عن آثاره. القوى العربية التى توحد قرارها وتنسق جهدها هى القادرة على أن تكون جزءاً فاعلاً فى مستقبل المنطقة والعالم.

وهى التى تمنع أن نكرر دفع فواتير حروب الآخرين، أو ننتظر منهم حلاً لمشاكلنا أو استعادة لحقوقنا التى رأينا كيف تلاعبوا بها فى قضية فلسطين التى عادت لمكانتها كقضية مركزية للعرب جميعاً بعد أن فشلت كل الصفقات المشبوهة والهدايا المجانية للكيان الصهيونى. سيكون على قمة جدة أيضاً أن تمهد الطريق أمام القمة العربية الأخرى التى ستنعقد هذا العام فى موريتانيا من أجل التنمية.

وفى الحقيقة لم يعد هناك عذر للتباطؤ فى هذا المجال بعدما واجهته كل الدول العربية من أزمات فى الغذاء أو المياه أو الطاقة، وبعد أن أدرك الجميع أن التنمية المشتركة هى القادرة على استثمار ما نملكه من قدرات مالية وبشرية وثروات زراعية وصناعية لصالح أمتنا فى كل أقطارنا العربية.

ننتظر قرارات تقول للعالم إننا استوعبنا الدرس، وتطمئن ملايين العرب أننا نسير فى الطريق الصحيح.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة