عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


شىء من الأمل

قمةَ التجديد والتغيير

‬عبدالقادر شهيب

الخميس، 18 مايو 2023 - 07:26 م

اليوم تنعقد فى جدة القمةَ العربية الدورية رقم ٣٢، وقد أطلق على هذه القمة اسم  قمة التجديد والتغيير .. وهذا الاسم قد يعبر عن الحدث الأهم الذى تشهده هذه القمة وهو عودة سوريا ورئيسها بشار الأسد  للمشاركة فيها بعد غياب طال لاثنى عشر عاما.. فلعل ذلك هو التجديد الأهم والتغيير الأبرز فى قمة جدة التى تنعقد اليوم لأن المشاكل والأزمات العربية المؤرقة لم تتغير، بل أضيف لها مؤخرا مشكلة وأزمة جديدةَ هى الاقتتال فى السودان لتضاف إلى قائمة مشاكل كل من سوريا وليبيا ولبنان واليمن، فضلا بالطبع عن المشكلة الفلسطينية التى تزداد يوما بعد آخر تعقيدا.  

إن عودةَ سوريا إلى المشاركة فى القمة العربية هو حدث مهم وتغيير حقيقى فى مسار العمل العربى المشترك، خاصةَ وأن ذلك يحدث رغم التحفظ والرفض العلنى له من قبل الولايات المتحدة الأمريكية التى قاومت اتخاذ مثل هذا القرار عربيا ..

فإن ذلك يعيد للعرب دورهم فى حل إحدى المشاكل العربية، وهى المشكلة السورية، وينهى تباعدا عربيا عن حل مشاكل دامت لسنوات، الأمر الذى أتاح الفرصة للقوى الإقليمية والدولية للتدخل فى الشأن العربى، على النحو الذى نراه فى ليبيا واليمن ولبنان بالإضافة لسوريا بالطبع. 

لقد قرر العرب مؤخرا كما أعلنوا فى اجتماعات جامعتهم العربية أن تكون هناك حلول عربية للمشاكل العربية على غرار النهج الذى يتبناه الاتحاد الأفريقى بالنسبة للمشاكل الأفريقية، وبالطبع ما كان يمكن تطبيق هذا النهج العربى الجديد إلا بإنهاء تجميد عضوية سوريا بالجامعة العربية وعودتها للمشاركة فى القمة العربية، فالحل العربى للمشاكل العربية يتم بالتواصل لا بالتباعد أو بالتواجد العربى وعدم ترك الساحة العربية شاغرة وسانحة لتدخلات خارجية، إقليمية ودولية.. 

هنا تكون عودة سوريا للجامعة والقمة العربية مسوغا لمنح قمة جدة اسم قمة التجديد والتغيير ما دامت هذه العودة تعد  مؤشرا على بدايةْ تفعيل العرب مفهوم (حلول عربية للمشاكل العربية) .. أى أن الأمر لن يقتصر فقط على استعادة سوريا مقعدها فى الجامعة والقمة العربيةً فقط وإنما سوف يترجم مستقبلا إلى تصدى العرب لطرح حلول لمشاكلهم وفرض هذه الحلول، لأن الحلول الإقليمية والدولية لم تسفر عن إنهاء لهذه المشاكل، بل على العكس زادتها حدة وتأزما وجعلتها أزمات مزمنة، لأن أصحابها لا يبتغون علاجا لهذه المشاكل وإنما استمرارها وبالتالى يكتفون بإدارتها فقط.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة