نوال مصطفى
نوال مصطفى


حبر على ورق

«فينى».. كلنا معك

نوال مصطفى

الأربعاء، 24 مايو 2023 - 07:46 م

توقف اللعب أثناء مباراة ريال مدريد وفالنسيا يوم الأحد الماضى فجأة، واشتعلت الأجواء، اشتباكات بين اللاعبين، واعتداءات لفظية ألقت بمزيد من الوقود إلى النار التى أججها هتاف غير لائق، ولا محترم، وجهه أحد مشجعى فريق فالينسيا إلى اللاعب البرازيلى فينيسيوس جونيور، أحد نجوم ريال مدريد. أشار له بيده «أنت قرد» فغضب اللاعب، وترك اللعب ليتوجه إلى المشجع ويشير بسبابته إليه قائلا إنه يعرفه، وأنه سوف يتقدم ببلاغ ضده.

الموضوع لم يقف عند هذا الحد، بل تحول إلى أزمة كبيرة داخل إسبانيا، فالعنصرية تقابل بشكل حازم فى الملاعب الأوروبية، ولا تمر مرور الكرام، وتقابل بقرارات ومواقف من شأنها - فى وجهة نظري- أن تعطى درسا لجميع المتجاوزين، فما حدث من هذا المشجع العنصرى أصاب اللاعب البرازيلى صاحب الـ22 عامًا بما يشبه حالة جنون.

دعم فينيسيوس مجتمع كرة القدم فى العالم أجمع؛ كبار اللاعبين، وأندية عالمية وبرازيلية، ونجوم كبار فى كرة القدم ومنهم كيليان مبابى والظاهرة رونالدو ونيمار، وحتى الخصوم مثل تشافى هيرنانديز مدرب برشلونة واللاعب أليخاندرو بالدي.

كذلك ساند موقف اللاعب مدربه الإيطالى «كارلو أنشيلوتى» وقال فى تصريحات صحفية للصحف الإسبانية: «لا أريد أن أتحدث عن كرة القدم، فأنا غاضب للغاية، ما حدث اليوم عار. الجماهير الحاضرة وصفت فينيسيوس بالقرد، وأعتقد أن رابطة «الليجا» لديها مشكلة خطيرة للغاية مع هذا الأمر. لقد سألت فينيسيوس عما إذا كان يريد مواصلة اللعب، ولكن أخبرته بأنه ليس الجانى وليس عليه المغادرة».

وصف فينيسيوس إسبانيا بأنها بلد العنصرية، وقال أن المسؤولين سواء فى رابطة «الليجا» أو الاتحاد الإسبانى لكرة القدم لم يتحركوا لاتخاذ إجراءات صارمة تجاه المذنبين. وأعلنت وزارة المساواة العرقية البرازيلية على مواقع التواصل الاجتماعي، أنها ستخطر السلطات الإسبانية والدورى الإسبانى بالاعتداءات العنصرية الجديدة التى تعرض لها لاعب كرة القدم الشاب. وأن الحكومة البرازيلية «لن تتسامح مع العنصرية» وأنها ستعمل حتى «يمكن لكل رياضى برازيلى أسود البشرة ممارسة رياضته دون التعرض للعنف». أما الاتحاد البرازيلى لكرة القدم، فوصف الاهانات العنصرية التى تعرض لها فينيسيوس جونيور، على ملعب ميستايا بأنها «جريمة».

ولم يقف الأمر فى البرازيل عند هذا الحد، بل قامت الحكومة بإطفاء أضواء تمثال المسيح الأيقونى فى ريو دى جانيرو لمدة ساعة واحدة، مساء الاثنين الماضي، لإظهار التضامن مع فينيسيوس.

أما نادى ريال مدريد الذى يلعب «فيني» ضمن صفوفه فقرر التقدم ببلاغ للنائب العام الإسبانى ضد الجماهير العنصرية، وبالفعل اعتقلت الشرطة الإسبانية، أول أمس الثلاثاء، 7 أشخاص على صلة بواقعتين عنصريتين ضد البرازيلي، بينهم 3 فى فالنسيا و4 فى مدريد، وطالبت رابطة الدورى الإسبانى بإجراء تغيير على القانون الإسبانى لمنحها القوة لمكافحة العنصرية فى الملاعب.

هذه قصة حزينة؛ بطلها كلمة صغيرة خرجت من شخص معدوم الإنسانية ضد لاعب أسمر البشرة، أفقدته عقله، مثلما حدث قبل هذا مع لاعبين آخرين مثل صامويل إيتو، وتييرى هنرى وماريو بالوتيلى ودانى ألفيس وكيفين بواتينج وغيرهم الكثير، منهم من أصيب بانهيار وانخرط فى البكاء ورفض استكمال المباراة.. ودورنا جميعًا ألا نسمح لمثل هؤلاء ألا يمروا دون عقاب.. فالعنصرية لا مبرر لها ولا تسقط بالتقادم.. كلنا معك يا «فينى».
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة