د. سمير فرج
د. سمير فرج


قريبًا من السياسة

د. سمير فرج يكتب: عادل إمام.. محمد منير ..والقوى الناعمة

أخبار اليوم

الجمعة، 26 مايو 2023 - 06:43 م

■ بقلم: د. سمير فرج

تقاس القوة الشاملة للدول، طبقاً لمفاهيم العلوم الاستراتيجية، بقوتها العسكرية، والسياسية، والاقتصادية، والجيوسياسية، مضافاً إليها قوتها الناعمة. وقد حظيت مصر بثقل وزن قوتها الناعمة، المتمثلة فى فنانيها، فى مختلف المجالات، مثل الغناء والسينما والمسرح والرسم والنحت، وغيرها من مجالات الفنون، ليس على المستوى القومي، فقط، وإنما على المستوى العربي.

فاسمع لشعب اليمن، تجده يتوارث ذكرى حدثين مهمين أولهما زيارة الرئيس جمال عبد الناصر لليمن، وخروجهم بالملايين، من كل أنحاء اليمن، للطريق المؤدى من مطار صنعاء إلى العاصمة، بطول 13 كيلو مترا، للترحيب بالزعيم عبد الناصر، أما الثانى فكان زيارة الفنان عادل إمام، بعدما عُين سفيراً للاجئين، فيومها اصطف الآلاف، من كل بقاع اليمن، على طريق المطار، لتحييه، عرفاناً وتقديراً لذلك الفنان العظيم، الذى لمس بأعماله الدرامية كافة أطياف الشعوب العربية.

فلا تنسى مصر، فى يوم من الأيام، عندما كانت تعانى من ويلات الإرهاب، أنه طاف بمسرحيته جميع محافظاتها، خاصة محافظات الصعيد، التى كانت معقلاً للإرهابيين، وعملياتهم الوحشية، متحدياً الإرهاب، تماماً مثلما قدم فيلمه «الإرهابي»، الذى أكد على قدرات القوة الناعمة فى التصدى للإرهاب بأسلحتها الخاصة. وفى هذه الأيام التى توافق ذكرى ميلاده، اسمحوا لى أن أتقدم برسالة تقدير وامتنان لهذا الفنان الوطني، الكبير، الذى استحق حب المصريين، وحب العرب جميعاً. 

وفى الأسابيع الماضية، أقام الفنان محمد منير حفلاً ساهراً، فى مدينة العريش، عاشت معه جموع أهل العريش، وأهل سيناء أجمل أمسية فنية، ليثبت للعالم كله، أن سيناء خالية من الإرهاب، بعدما نجحت الدولة المصرية فى إعادة السيطرة على زمام الأمور بها، خاصة فى مدينة العريش، التى عاشت ست سنوات بتعليمات حظر التجوال الليلي، حفاظاً على حياة المواطنين من العمليات الإرهابية الخسيسة.

وجاء حفل الفنان محمد منير لكى يعيد البسمة إلى وجوه أبناء مدينة العريش، خاصة، وأهل سيناء، عامة، من خلال الاستمتاع بأمسية فنية راقية مع ابن مصر الأسمر محمد منير، الذى يتابعه ملايين البشر على مستوى العالم.

وهكذا، يثبت الفن المصري، أن القوة الناعمة أحد أهم أركان، وركائز، القوة الشاملة للدولة، وهو ما لا يجب علينا إغفاله، بل يتعين علينا حسن استخدامه، وتوجيهه، وتعزيز أدواته، وهم فنانو مصر، فى مختلف مجالات الفنون، بما يضمن لهم التألق والتميز، لتظل مصر عظيمة بقوتها الناعمة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة