جلال عارف
جلال عارف


في الصميم

جلال عارف يكتب: تكذب وتضلل ولا تتجمل.. لعبة إثيوبيا الخاسرة!

جلال عارف

الجمعة، 26 مايو 2023 - 06:55 م

محاولات التضليل ونشر الأكاذيب من جانب إثيوبيا بشأن أزمة السد والعدوان على حقوق مصر والسودان الثابتة فى مياه النيل هى محاولات لا تنتهي. الجديد فقط هو أن الجانب الإثيوبى أصبح يكذب ويضلل بلا عناء وبدون أى محاولة «ولو فاشلة» لإبداء أى قدر من الاحترام للشرعية الدولية أو التزام بالقوانين الحاكمة لقضايا المياه أو لحقوق الجوار والمصالح المشتركة.

آخر حلقة فى مسلسل التضليل الإثيوبى جاءت بعد قرار القمة العربية الأخيرة بشأن الحقوق الثابتة لمصر والسودان فى مياه النيل، والذى يدعو لاتفاق قانونى ملزم يحفظ حقوق البلدين العربيين الإفريقيين فى مياه النيل ويضمن حق  إثيوبيا فى التنمية. الرد الاثيوبي جاء سريعًا فى بيان لا يحتوى إلا على الأكاذيب التى ترددها إثيوبيا على مدى سنوات طويلة لتغطى بها محاولاتها لتخريب المفاوضات التى استمرت لعشر سنوات حتى الآن، ولتتهرب من التزاماتها تجاه دولتى المصب «مصر والسودان»، ولتستمر فى إجراءاتها التى تتخذها من جانب واحد بالمخالفة لكل القوانين والأعراف الدولية.

تجمع إثيوبيا كل أكاذيبها بشأن السد فى هذا البيان، تدعى أن هناك اتفاقًا على كل التفاصيل وهى تعرف جيدًا أنه لا اتفاق إلا إعلان المبادئ الذى لم تحترمه، وأنها رفضت التوقيع على الاتفاق الذى كان جاهزًا بعد وساطة أمريكا، وأنها مازالت تتنكر المعاهدات السابقة التى تحظى بالشرعية الدولية، وأنها مزقت الاتفاق الذى وقعه رئيس وزرائها السابق «زيناوي»، مع مصر عام ١٩٩٢ قبل أن يجف حبر التوقيع، ومازالت- حتى اليوم- ترفض الاتفاق على تفاصيل ملء السد وكيفية العمل به خاصة فى سنوات انخفاض الفيضان.

وفى محاولة يائسة تلجأ إثيوبيا لمحاولة الوقيعة بين الجامعة العربية ودول إفريقيا، وتدعى أن تأييد الجامعة حقوق مصر والسودان هو  إساءة للاتحاد الإفريقى الذى يفترض أن يرعى عملية التفاوض!! والحقيقة التى تعرفها اثيوبيا قبل غيرها أنه لا أحد أساء للاتحاد الإفريقى قدر إثيوبيا نفسها التى لم تتوقف عن تعطيل مهمته فى إتمام التوافق على الاتفاق الملزم كما أوصى المجتمع الدولي.

إثيوبيا هى من تسئ لافريقيا وللاتحاد الافريقي، وهى التى رفضت التدخل الإفريقى لايقاف المذابح التى كانت تتم فى إقليم «تيجراى»، بسبب الحرب الأهلية التى خاضتها الحكومة ضد الإقليم بادعاء أنها مسألة داخلية بسيطة!! وإثيوبيا هى التى اعتدت على حدود السودان وأثارت المشاكل مع جيرانها. ويبدو أن أثيوبيا تتصور خطأ أن وجود مقر الافريقى فى أديس أبابا يعطيها الحق فى أن تفعل ما تريد، ويجعلها تتوهم أنها المؤهلة للحديث باسم إفريقيا والإساءة لعلاقاتها مع الدول العربية. يبدو أن أثيوبيا تتصور أن شعوب إفريقيا فقدت الذاكرة، وأنها لا تتذكر من كان فى الصفوف الأولى فى حروب التحرر من الاستعمار،  ومن كان بعيدًا عنها«!!» ومن كان جزءًا أصيلًا من جهود التنمية الإفريقية، ومن كان مشغولًا بافتعال المعارك التي عطلتها عن التنمية الحقيقية.

ربما تتصور اثيوبيا أن الظروف الاستثنائية التى يمر بها السودان الشقيق تمكنها من أطلاق المزيد من حملات التضليل، وأن اقتراب موعد الملء الرابع للسد «دون توافق» يستدعى المزيد من الأكاذيب، لكن.. صبر مصر الطويل يحكمه مبدأ أساسي: لا مساس بحقوق مصر فى مياه النيل مهما كانت الظروف.

هل تفهم أثيوبيا قبل فوات الأوان؟!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة