الولادة القيصرية
الولادة القيصرية


خاص| «الدولا» أحدث تقاليع الولادة.. بين «بيزنيس» المستشفيات ودلع الأمهات

هدى النجار

الأحد، 28 مايو 2023 - 11:26 ص

بين الاتهامات المتبادلة مابين «بيزنس» الأطباء والمستشفيات، و«دلع الامهات» وخوفهن من تأثيرات الولادة الطبيعية، معتبرين أن الولادة القيصرية أسهل وأسرع، تسبب ذلك في ارتفاع حالات نسب حالات «الولادة القيصرية» في مصر ليصل إلى أكثر من 80%، لتنصف مصر أعلى دول العالم في «الولادات القيصرية».

وبين تحذيرات منظمة الصحة العالمية، وجشع الأطباء وعدم الوعي الكافي للسيدة، ظهرت مهنة "الدولا"، أو مدربة الولادة القيصرية، وهى مهنة جديدة نوعا ما في مصر ظهرت قبل عشر سنوات وما زالت أعداد من يمارسها محدودة برغم أنها مهنة معروفة عالميا، وفي المقابل يواجه أطباء النساء والتوليد هذه المهنة بالهجوم الشديد والسخرية منها، معتبرين أنها ليس لديها دور في ظل الوجود الطبي.

اقرأ أيضًا| لطفلك| أسباب إصابة حديثي الولادة بتضخم الغدة الكظرية الخلقي

ولو عدنا للخلف لسنوات ليست بالبعيدة، سنجد أن الولادة في المستشفيات هو الشيء المستحدث، حيث كانت الولادة شيئاً عادياً تحدث في جميع البيوت على يد الطبيب، أو ما كان يطلق عليها بالـ"قابلة"، وهي متخصصة تحمل تصريحا بمزاولة المهنة من وزارة الصحة، حتى أصبحت الولادة لا تتم إلا في المستشفيات، وكانت تجرى القيصرية في أضيق الحدود والتي كانت تحتاج لتدخلات جراحية، إلى أن وصل بنا الحال لتصنف منظمة الصحة العالمية مصر ضمن أعلى الدول في العالم في نسبة الولادات القيصرية، وهو ما جعل وزارة الصحة تطلق مبادرات للتوعية مزايا وفوائد الولادة الطبيعية ومخاطر والقيصرية.

اقرأ أيضًا| «كبسولة طبية».. هذا الفيتامين يقوي مناعة طفلك طبيعياً| احرصي عليه

تواصلت «بوابة أخبار اليوم» مع العاملات في مهنة «الدولا» للتعرف عليها وعلى دورها، وبعض التساؤلات.

من هي "الدولا"

 

وتقول الدولا "نيرمين إميل" :"الدولا ليست الداية، إنما هي كلمة إغريقية متشابهة في النطق مع اللغة العربية، وإنما هي رفيقة الولادة أي مدربة الولادة الطبيعية، تحضر مع  الحامل وتقدم لها الدعم النفسي والجسدي، وتقوم برعايتها خلال الحمل تطبقاً للكورسات والتدريبات المعتمدة التي أخذتها وبالمعلومات المثبتة عليماً".

"الدولا" منتشرة في جميع دول العالم

 

وتضيف "نيرمين" قائلة: "الدولا مهنة موجودة في جميع أنحاء العالم، وأحياناً تضاف على التأمين الصحي الخاص بالعاملين في بعض الدول، وذلك نظراً لأهمية دورها مع كل سيدة تمر بفترة الحمل والولادة، فهي لا تقوم بأي تدخل طبي أثناء عملية الولادة، إنما تعمل مع الطبيب كجزء من فريق الولادة، فمن مصلحة الدولا أن تمر الأم بتجربة ولادة إيجابية سواء طبيعي أو قيصري".

 

دور "الدولا" في الحمل والولادة..

 

وتتابع نيرمين قائلة: "يبدأ دور الدولا في حياة السيدة من بداية حملها، إلى أن تصل لغرفة الولادة، لتهدئتها، وتوضيح النقاط التي ليس لديها معلومة عنها، كما توضح لها الإجراءات التي لا تعرفها الحامل فتقوم بشرحها لها بشكل مبسط، مع توضيح فوائد وأضرار تلك الإجراءات، ولا تقرر للأم أي شيء بل توضح فقط، وتتركها تختار ما يناسبها، كما لا تقوم بالتدخل بينها وبين طبيبها الخاص، كما تساعد الأم أن تعرف حقوقها، كما أنها بتسهل على الدكتور من خلال محاولتها لنزع التوتر والقلق من داخل السيدة الحامل".

"الدولا" في الحضارة الفرعونية والإغريقية..

 

وتؤكد نيرمين، أن "الدولا" موجودة من زمان وهي المرأة التي تخدم، قائلة: "لو بصيتي في بعض الألواح الأثرية الفرعونية أو الإغريقية ستجدي بعض الصور التي تظهر السيدة الحامل وبجوارها سيدة آخر تساعدها أو تسندها، لأنه بالفترة وبالغريزة نحتاج بأن يكون بجانبنا أحد بتلك اللحظة، وهي السيدة التي تساعد الأم وتشجعها".

انتشار "الدولا" في مصر..

 

وتشير نرمين إلى أن الدولا بدأت حالياً تنتشر في مصر فهذا العام غير 5 سنوات مضوا، فمنذ 5 سنوات أي وقت الحصول على شهادتي المعتمدة من قبل المعتمدين الدوليين كان هناك يوجد ما يقرب من 2 أو 3 من أصحاب الخبرة والمهنة".

جميع الفئات الاجتماعية تشيد بدور "الدولا"..

 

كما تقول نيرمين، إن جميع السيدات من جميع الفئات تقبل وتشيد بمهنة "الدولا"، فهناك بعض الولادات التي حضرتها بالمجان في مستشفيات حكومية، نظراً لعدم قدرتها على دفع مصاريف الدولا، ولكن علينا أن نعترف أننا نواجه مشكلة، ففي جميع الطبقات هناك الكثير من السيدات تتعرض للكثير من المشكلات والانتهاكات فضلاً عن العنف الذي تتعرض له خلال فترة الولادة ولكن في الغالب يكون صوتها غير مسموع للطبيب المتابع لها ولا يسمع غير صوته والذي كثيراً ما يكون خاطئ ويتسبب بذلك في مشكلات جسيمة لها.

مؤهلات "الدولا"..

وتوضح نيرمن قائلة: "بالنسبة لمؤهلات تستطيع أي سيدة أو بنت تقوم بهذا الدور، ولكن لابد أن يكون لديها شغف بدراسة مناهج تثقيفية خاصة الولادة والحمل، وبالفعل حاليا أقوم بتدريب من يريد العمل في هذه المهنة، وبينهم الكثير من السيدات والممرضات وأنضم الينا بعض الأطباء، فجميع الأطباء ينجحون في الولادات الجراحية، ولكن القليل منهم من نجح في الولادات الطبيعية الغريزية".

"بيزنيس القيصرية" وراء هجوم الأطباء على "الدولا"..

 

وتكشف نيرمين أن الهجوم الذي تتعرض له "الدولا" في الفترة الحالية، ما هو إلا هجوم من بعض الأطباء المتمسكين بمناهج الطب التي مر علها أكثر من 50 عام، مضيفة: "كل حاجة بقولها ليها المرجع بتاعها، ولكن الطبيب الذي ليس لديه معلومات كافية عن الولادة الطبيعية الغريزية فبيكون الحالات الطبيعية حالة حرجة حتى لو كانت منخفضة المخاطر، فيتحول شكل الولادة اللي ربنا خلقنا بيها بالفطرة وهي أن السيدة تحمل ويجلها طلق إلى أن تحتاج تدخل، ولكن الولادات القيصرية في مصر وصلت لأكثر من 85% من الحوامل".

وعن سبب زيادة نسبة الولادات القيصرة في مصر، تقول نيرمين إميل :"الأطباء حالياً يتعاملون مع السيدة الحامل على أنها سيدة مريضة، وهنحاول نطلع منها البيبي كأنها بلعته، ولكن في الطبيعية أن الرحم مثل باقي أعضاء الجسم له دوره ووظيفته، فمثل الرئة دورها التنفس، والمعدة تهضم الطعام، فبالتالي جسم السيدة مخلوق على كيفية إخراج الجنين من رحم الأم وهو ما نطلق عليه بالولادة الطبيعية الغريزة إلى أن تحتاج تدخل جراحي، ونسب شق العجان في الولادات الطبيعية تجاوزت الـ95، ونسب الولادات القيصرية في مصر تجاوز الـ85%، ولذلك ما جعل منظمة الصحة العالمية تقول أنه هناك مؤشرات عالية للتدخلات الجراحية في الولادات داخل مصر".

وتختتم الدولا "نيرمين إميل" كلامها قائلة: "في النهاية علينا أن نقول أن الطبيب الذي يتقبل دور الدولا مع السيدة الحامل من الحمل حتى الولادة فهو حريص على أن تلد الأم بولادة طبيعية، ويعرف جيداً دوره وهو أن دوره يتدخل بأقل دور في الولادة، ولكن أصبح الأطباء التي تحرص على ولادة الأم طبيعيًا معروفون بالاسم لقلتهم، ومن هاجمون من باقي أطباء النساء، إما من قليلي الخبرة أو أصحاب المصالح المادية".

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة