أحمد عباس
أحمد عباس


تساؤلات

روبابيكيا

أحمد عباس

الأحد، 28 مايو 2023 - 07:38 م

عند بائع الفواكه شاب أسود يافع ضحكته نضرة يتابع عجوزا فى جلباب أبيض وصديرى أسود وطربوش أحمر ويسأله من ليبيا؟، فيرد: مصراتى وأنت، فيجيب الشاب: سودانى قديم. يتبادلان حكايات النزوح وآمال العودة، فأبتسم أنا وأغادر.


الرجل فى المقهى يصرخ فى وجه بائع الصحف: اقرا ليه الأبراج ده حظى وأنا حافظه كويس، وبعدين أنا مصدق كل اللى بيقولوه أكيد هما عارفين أكتر منى، المهم يحصل حاجة، يقولها وينصرف.
نداء الولد يشق سور الشرفة المواجهة: استنى يا عمو، البائع صوته أجش وميكروفونه بدائى ينادى فيتحشرج الصوت: بنشترى كيلو الزيت المستعمل بـ ١٥ جنيه.
باص المدرسة آت من الاتجاه المقابل صوت احتكاك مكابحه مسموع من الدور الخامس، يجتمع حوله حراس العمارات يستردون تلاميذ المنطقة العائدين بعد الامتحانات يسلمونهم لذويهم بسلام ويا دار ما دخلك شر.


الحارس فى العمارة المجاورة لاينفك يتشكى من قعدته «بطال» كما يقول هو، بعدما ألزمه سكان العمارة بالتواجد طيلة اليوم فى المدخل «زنهار» ليمنع دخول الأغراب ويحجم حركة عمال الدليفرى، بعدما تربص شاب غريب عن المنطقة بابنة الحاج حسين الساكن بالدور الثانى وحاول التحرش بها حسبما قالوا، ثم اجتمعوا فى ظهيرة الجمعة التالية للحادث وشجبوه وأدانوه بعنف، ثم فتحوا تصويتا للسكان على استجلاب موظف أمن لإرهاب الدخلاء والموتورين، لكن التصويت فشل برمته ذلك أنه سيكلف كل ساكن نحو مائتى جنيه إضافية شهريًا، وهذا ما لا يمكن تحمله مهما كان التهديد محدقا ببنت الحاج حسين، المهم.. انفض الاجتماع بلا مخاض واضح إلا من بيان مكتوب بخط طفولى منمق جاء فى أوله «نظرا للحادث الغاشم»، ثم تم طباعة البيان على حساب السكان وألصقوا نسخة منه على مرآة المصعد.
صبى المكوجى ولد لم يتجاوز الحادية عشرة من عمره يعبر الطريق من هناك يرفع فستانا بطول يده لئلا يلمسه تراب الشارع وينهره الأسطى والزبونة صاحبة الفستان وتصير واقعة سوداء بينما رأسه كأنه يلف على رولمان بلى وتنضبط عند الزاوية ١٨٠ يرمق أطفال المنطقة يمررون الكرة فيما بينهم، يلقى عليهم تعليماته كأنه يلعب ثم يرفع الفستان قدر ما يستطيع ويشوط زلطه ويمضى.
من هناك يجلجل ميكروفون مألوف جدا صوت صاحبه: العسل والطحينة.. طحينة بيضة وعسل أسود وجبنة قديمة، تفاصله زوجة الحارس المجاور فى السعر كالعادة وتسأله: مال الدولار ومال العسل والطحينة يا ملحوس!، فيهتز شارب الرجل ضاحكًا، ويرد: الطحينة زيت ودقيق وسمسم يعنى دولارات لا لها أول ولا آخر.
الأخبار تتداول عن تبرع رجل أعمال مصرى مهم كان وزيرا سابقا بمبلغ ضخم بالجنيه الاسترلينى فى انجلترا بينما الصياح يأتى من الخارج: أبو حلاوة يا بطيخ.. القرعة بترجع والماسخة بترجع والرك ع الدّواق.
الخناقة لما قامت لم تكن تنتظر سوى اصطدام مدام رانيا بسائق التوك توك المتهور، كان يترقص بالتوك توك يمينا ويسارا يترنح كأنه مسطول، لكن المدام رانيا لقنته درسا فى أصول القيادة فخاف وامتثل ثم قال: روحى يا شيخة الله يسامح اللى ركبهالك.


المذيع لطيف جدا الليلة، يتباهى بنفسه أكثر من المعتاد فيختال مرات ويمعن فى التواضع مرة أخرى مستعرضًا إنجازاته الشخصية بين الفينة والأخرى، تحدث فى كل شيء بلباقة وخبرة ثم راح يغازل رويترز من بعيد ويتحرش بالقمح المصرى من ناحية أخرى، المهم تضرب وتلاقى.
ثم بدون مقدمات تسألنى الفتاة فى الإعلان فجأة: هل شربت كوبين من شاى ليبتون اليوم!، والإجابة.. والله فعلت جربت ذلك مئات المرات ولم يحدث شىء فلم كوبين يا عزيزتى؟!.


تامر حسنى فى إعلانه الأخير لبطاطس شيبسى يبدو فى بعض الكادرات كأنه كريم محمود عبد العزيز أيهم أنت يا فنان.. تامر واللا كريم!، وصوت الشارع جهورى: روبابيكا.. أى حاجة قديمة للبيع والسعر عال، أطباق غسالات، ثلاجات، أى عفش قديم للبيع، ينادى فيبح صوته ولا أحد يبيعه شيئا.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة