علاء عابد - رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب
علاء عابد - رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب


علاء عابد يكتب: مسئولية الكلمة

أخبار اليوم

الجمعة، 02 يونيو 2023 - 07:50 م

أروع ما كُتب عن أهمية الكلمة، ذلك الحوار البليغ الذى جاء فى مسرحية «الحسين ثائرًا» للكاتب الراحل عبدالرحمن الشرقاوى، والذى دار بين الوليد بن عتبة، رسول يزيد بن معاوية، والإمام الحسين بن على، رضى الله عنهما، من أجل أخذ البيعة.

حينما اعتبر الوليد البيعة «مجرد كلمة»، جاء رد الحسين: «أتعرف ما معنى الكلمة؟ مفتاح الجنة فى كلمة، دخول النار على كلمة، وقضاء الله هى الكلمة، الكلمة لو تعرف حرمة، زاد مذخور، الكلمة نور، وبعض الكلمات قبور، بعض الكلمات قلاع شامخة يعتصم بها النبل البشريّ، الكلمة فرقان بين نبيّ وبغيّ، بالكلمة تنكشف الغمة، الكلمة نور، ودليل تتبعه الأمة، عيسى ما كان سوى كلمة، أضاء الدنيا بالكلمات».

هذه الكلمات الحكيمة، ينبغى أن يدركها الجميع وخاصة الذين يدلون بتصريحات شبه يومية لوسائل الإعلام، بكلمات ربما توصل رسائل مغلوطة للمواطنين!

وربما لا يدرك هؤلاء أهمية الكلمة، رغم تأكيد الرئيس السيسى مرارًا على ذلك، آخرها فى فبراير الماضى، أن «الكلمة مسئولية وأمانة كبيرة لتأثيرها فى تشكيل الوعى العام والعقل الجمعى للشعوب.

وقد ورد فى الحديث النبوى الشريف ما يؤكد هذه المعانى، ومنها قول النبى عليه الصلاة والسلام: «رُبّ كلام أنفذ من سهام».

معنى ذلك، أن الكلمة أمانة، ومسئولية خطيرة، خصوصًا لدى أقطاب السياسة فى بلادنا، ممن لهم علاقة بالشأن العام فعلى هؤلاء تقع مسئولية الكلمة، ويجب عليهم أن يتحلوا بالحكمة وحسن اختيار الكلمات، وليس هناك غضاضة فى تعيين «متحدث رسمي» باسمهم - وهو المتّبع فى جميع دول العالم- حتى يتفرغ المسئول للعمل فى صمت، وتوضيح المعلومات الصحيحة للمواطنين.

وربما يصبح الشخص مسئولًا كبيرًا ولكنه لا يعرف حدود ما يُقال، وما لا يقال وهناك وقائع معروفة لرجال كبار كانت نهايتهم بسبب فلتات لسانهم!

ومؤخرا اعترض أحد الإعلاميين على المطالب التى وُجهت لأحد المسئولين من قِبل بعض نواب البرلمان، بضرورة التقليل من الظهور فى وسائل الإعلام، او تعيين متحدث إعلامى. 

وأغلب الظن أن هذا الاعتراض الذى لا محل له من الإعراب، لم يحالفه التوفيق، بل الهدف هو - بحكم المهنة- ركوب التريند.

ومن الغريب أن التصريحات التى ادلى بها قال فيها إنّ الدولة خرجت من «جائحة كورونا» دون تحقيق عوائد دولارية من السياحة، وكذلك انخفاض العوائد من قناة السويس والصادرات. 

ولكن الحقيقة، استنادًا إلى تقارير البنك المركزى، هى أن قطاع السياحة حقق خلال عامى كورونا (2020 - 2021) إيرادات مالية بلغت 13.4 مليار دولار.

أما فيما يخصّ قناة السويس، فقد تراجعت إيرادات القناة بشكل طفيف عام 2020 بواقع 200 مليون دولار فقط، مقارنة بعام 2019، قبل أن ترتفع مجددًا فى 2021 إلى مستويات أفضل مما قبل الجائحة.

وبلغت إيرادات القناة فى 2020 نحو 5.6 مليار دولار، مقابل 5.8 مليار دولار فى عام 2019، و5.7 مليار فى 2018. وفى 2021، وبلغت إيرادات القناة 6.3 مليارات دولار، وهو أعلى إيراد سنوى فى تاريخها حتى ذلك العام.

وأما عن الصادرات، فقد انخفضت فى العام الأول للجائحة 2020 بشكل بسيط (1.2 مليار دولار = 4% تقريبًا)، قبل أن تعاود الصعود بقوة فى العام الثانى للجائحة 2021، لتسجل 43.6 مليار دولار، حسب بيانات التجارة الخارجية الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء. وقد تم تفسير هذه التصريحات الغريبة بأن مصر تعيش وضعًا متدهورًا ومقلقًا! وهذا على غير الحقيقة ولذلك أكرر مرة ثانية إن الكلمة نور وبعض الكلمات قبور. 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة