مايسة عبدالجليل
مايسة عبدالجليل


رأى

مليون قارئ.. وألف حافظ

الأخبار

السبت، 03 يونيو 2023 - 06:34 م

بعد عام دراسى ثقيل ومثقل بالهموم والواجبات تأتى الإجازة الصيفية لتظهر مشكلة كل أسرة وهى كيف تنتزع طفلها من أمام شاشة الموبايل وتنتشله من بين براثن إرسال تلفزيونى مستمر 24 ساعة؟!

ولهذا كانت أهمية البرنامج التثقيفى الصيفى للطفل الذى أطلقته وزارة الأوقاف فى 20 ألف مسجد على مستوى الجمهورية بهدف تأهيل المواهب والنوابغ فى حفظ وتلاوة القرآن الكريم وتخريج مليون قارئ وألف حافظ وهى خطوة هامة انتبهنا لها أخيرا منذ انقرض «الكتاب» الذى كان الأساس فى بناء الوعى الدينى والوطنى والقيمى للأجيال السابقة ومنهم ظهر النوابغ والعباقرة فخر البلاد وقد كان القاسم المشترك الأعظم بينهم هو حفظ ودراسة القرآن الكريم 
ومع أهمية هذه الخطوة إلا أنها وللأسف لا تعوض غياب دور الثقافة والثقافة الجماهيرية وما كانت تقدمه لأجيالنا من وعى وبناء شخصية من خلال ثقافات مختلفة كالسينما والمسرح والموسيقى والغناء والفنون الشعبية والتشكيلية مع خدمات مكتبات الطفل على مستوى جميع المحافظات وأذكر أن هذه الدور كانت مقصد معظم الأطفال والشباب خلال الإجازات الصيفية وقد خرج من تحت عباءتها العشرات من الفنانين والأدباء والشعراء ولكنها الآن توارت وهجرها الإبداع  وأصبحت مجرد مبان خاوية مهجورة  مثقلة بالمشاكل والهموم ونكاد لانسمع عنها منذ حريق قصر ثقافة بنى سويف وكأنه وضع كلمة النهاية لمعظم قصور الثقافة. 

نعود ونقول إنه بناء الإنسان فلا يكفى أن ندفع الملايين للتعليم فى المدارس ثم يكون الخواء هو المنتج النهائى ولا يليق أن يكون اهتمامنا منصبا على الحفظ والتلقين لمعلومات ينساها أولادنا بمجرد انتهاء العام الدراسى فشهور الإجازة يمكن استثمارها بالشكل الذى يعود بالخير والثقافة والنماء على تشكيل الشخصية والهوية المصرية وليكن برنامج وزارة الأوقاف خطوة على الطريق.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة