صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


بعد إشادة نجوم هوليوود.. طبيب يكشف حقيقة حقن التخسيس والسكر  

إيمان طعيمه

الأربعاء، 07 يونيو 2023 - 07:31 م

أجاب دكتور أسامة حمدي، مدير برنامج السمنة والسكر بمركز جوزلين للسكر، والأستاذ المشارك بجامعة هارفارد بالولايات المتحدة الأمريكية، عن السؤال المتكرر حول حقيقة الحقن الحديثة المستخدمة للتخسيس وعلاج السكر. 

اقرأ أيضا | خبيرة تغذية تُحذر: بلع بذور البطيخ تسبب هذا المرض

فهذه الأدوية رخص لها من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية في يونيو ٢٠٠٥ كأدوية لعلاج السكر، وكانت حينذاك تحقن مرتين يوميًّا، ثم تحول الحقن إلى مرة واحدة يوميًّا في عام ٢٠٠٨ ، فوجد الباحثون آنذاك أنه لو حُقِنت جرعات أكبر منها فإنها تؤدي إلى انخفاض كبير في الوزن، فأنتجتها الشركة الدنماركية لخفض الوزن، على أن تحقن يوميًّا.

وأوضح د. أسامة من خلال صفحته الرسمية عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": أن هناك شركة أخرى أمريكية أنتجت لاحقًا دواءً جديدًا من المجموعة نفسها لعلاج السكر من النوع الثاني، ولكن يحقن مرة واحدة أسبوعيًّا. ومع أنه يخفض الوزن بنسبة تصل إلى ٨٪؜، فإن الهيئة لم ترخصه كعلاج للسمنة، فاستخدمه الأطباء في مصر والعالم للسمنة، ضاربين عرض الحائط بقرار الهيئة، خاصة مع سهولة الحصول على الدواء بدون وصفة طبية في مصر وبعض دول العالم. 

ولاحقًا، أنتجت شركة دنماركية أخرى دواءً أكثر تأثيرًا في السكر، ويحقن أيضًا أسبوعيًّا، ثم وافقت الهيئة على العقار نفسه لعلاج السمنة تحت اسم آخر، وهو يخفض الوزن بعد عام بمتوسط ١٥٪؜. ونظرًا إلى عدم وجود هذا العقار في كثير من الدول، ومن بينها مصر، لجأ الأطباء إلى استخدام الدواء المرخص له لعلاج السكر بهدف خفض الوزن، باعتبار أنه العقار نفسه.

حديثًا، أنتجت شركة أمريكية عقارًا أقوى لضبط السكر، وكذلك لخفض الوزن، وافقت هيئة الغذاء والدواء عليه أيضًا لعلاج السكر فقط. ومع أن متوسط خفضه للوزن يصل إلى ٢٢،٥٪؜ في مرضى السمنة، وهي نسبة مذهلة تتقارب في النتائج مع جراحات خفض الوزن، فإن هيئة الغذاء والدواء الأمريكية لم تعتمده حتى الآن علاجًا للسمنة، وإن كان من المرجح الموافقة عليه علاجًا للسمنة في الشهور القليلة المقبلة. وكالعادة، ما زال الأطباء يستخدمونه لغير غرض السكر المرخص له؛ لرغبتهم في خفض وزن مرضاهم. ومن المعروف أن القانون الأمريكي يمنع صرف أي دواء بدون روشتة، ويمنع أن يستخدم الدواء فيما لم يرخص له، ويحاسب الطبيب والصيدلي عند مخالفة القانون، وقد يؤدي الأمر إلى تعويض المريض، ووقف ترخيص الطبيب إذا حدثت مشكلة من الدواء غير المرخص لهذا المرض. 

أما الوضع في مصر فمختلف تمامًا، فالمرضى يشترون هذه الأدوية مباشرة من الصيدلية بدون روشتة طبية، ويحقنونها دون إشراف طبي، وبعضهم يشتريها من الإمارات أو السعودية لنقصها في مصر، وأصبحت تباع في السوق السوداء بأضعاف ثمنها.

أصبحت هذه الأدوية موضة العصر بعد أن أشاد بها البعض من نجوم هوليوود، وبعض المشاهير في وسائل التواصل الاجتماعي، فالكل يريد خفضًا سريعًا للوزن دون تعب. وما لا يعرفه البعض أن ٣٠٪؜ من الوزن المفقود من عضلات الجسم، وهو مشكلة في ذاته، كما أن التوقف عن العلاج يؤدي إلى زيادة سريعة في الوزن حتى يصل إلى ما كان عليه، ولكن الأهم أن الجميع قد تغاضى- مع الأسف- عن خطورة استخدام هذه الأدوية بدون إشراف طبي، فلهذه الأدوية آثار جانبية، كالغثيان، والقيء، والإسهال، والإمساك.

ومع أن هذه الأعراض ربما لا تزعج البعض فإن بعض المضاعفات الخطيرة قد تحدث لا قدر الله، وإن كانت نسبتها ضئيلة، مثل التهاب البنكرياس الحاد، الذي قد تحدث منه الوفاة في حالات قليلة، ويبدأ عادة بآلام شديدة في البطن، مع ترجيع مستمر، ويكثر حدوثه عند مرضى حصوات المرارة، ومرضى ارتفاع الجليسريدات الثلاثية في الدم ومعتادي تعاطي الكحوليات، وإن كان من الممكن أن يحدث بلا سبب.

كذلك هناك تحذير من استخدام هذه العقاقير للمرضى الذين لديهم في الأسرة تاريخ لنوعية معينة من سرطانات الغدة الدرقية، لإمكانية حدوثها، وإن كانت نادرة. الخلاصة أنه رغم فائدة هذه العقاقير في ضبط السكر وخفض الوزن بنسبة كبيرة، فإن استخدامها لا بد أن يكون مقننًا، وتحت إشراف طبيب متخصص في الغدد الصماء والسكر، وما دون ذلك فإن الخطر موجود.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة