جمال حسين
جمال حسين


من الأعماق

الجولة الأفريقية.. الكل كسبان

جمال حسين

السبت، 10 يونيو 2023 - 08:00 م

الحفاوة الكبيرة التى قُوبل بها الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال جولته الأفريقيَّة التاريخيَّة لدول أنجولا وزامبيا وموزمبيق على المستويين الرسمى والشعبى.. والإشادات الرائعة من زعماء دول الكوميسا؛ بنجاح الرئيس فى قيادة تكتل الكوميسا فى العامين الأخيرين، تُؤكِّد نجاح الدبلوماسيَّة المصريَّة فى استعادة ريادتها ومكانتها الطبيعيَّة داخل القارة السمراء.

الرئيس خاطب العالم من لوساكا، مُطالبًا باحترام حق أفريقيا فى الحياة، وتسوية النزاعات والصراعات التى تُهدِّد هذا الحق.الجولة أكَّدت الأولوية المُتقدمة التى تحظى بها القضايا الأفريقيَّة فى السياسة الخارجيَّة المصريَّة، التى تُعتبر دعم العلاقات المصريَّة الأفريقيَّة هدفًا استراتيجيًا، لذلك تحرص مصر على تكثيف التواصل والتنسيق مع أشقائها الأفارقة لتعزيز علاقاتها مع دول القارة فى مختلف المجالات، خاصةً الأصعدة الاقتصاديَّة والتجاريَّة والاستثماريَّة.

الأحداث المُلتهبة فى عددٍ من الدول الأفريقيَّة، والنزاعات المُسلَّحة والقضايا الإقليميَّة والدوليَّة وفى مقدمتها أحداث السودان، كانت حاضرةً فى قمة الكوميسا، وتعهد رؤساء ٢١ دولة أفريقيَّة فى تكتُّل الكوميسا، بينها ٧ دول من دول الجوار للسودان، ببذل أقصى الجهود من أجل وقف نزيف الدماء فى السودان، وإخماد نار الحرب التى تأتى على الأخضر واليابس، وتُهدِّد السِّلم والأمن فى القارة الأفريقيَّة.

الأزمة الروسيَّة الأوكرانيَّة أيضًا كانت حاضرةً فى قمة الكوميسا، فى ضوء المبادرة التى تقدَّمت بها الدول الأفريقيَّة، والتى لاقت قبولًا من قِبل روسيا وأوكرانيا، فى محاولةٍ لإيجاد مخرجٍ لتلك الحرب التى تسبَّبت فى تداعيات سلبيَّة كبيرة على القارة السمراء.

الموقف المصرى من سد النهضة بالتأكيد كان حاضرًا فى لقاءات الرئيس السيسى مع قادة وزعماء دول الكوميسا، الذين تفهَّموا تداعيات السد على حياة المصريين، وضرورة التوصُّل لاتفاقٍ قانونىٍّ مُلزمٍ لضمان حقوق كل الأطراف، ورأينا تفهُّم القادة الأفارقة لعدالة المطلب المصرى فيما أكَّده رئيس أنجولا، الذى قال إن النيل ليس حِكرًا لدولةٍ بل ملكٌ للجميع، ولا بد أن يكون مصدرًا للوحدة.

إعلان الرئيس السيسى أمام تكتُّل دول الكوميسا عن ترشُّح مصر لعضوية مجلس السِّلم والأمن الأفريقى الذى يُشبه مجلس الأمن بالأمم المتحدة لاقى صدى طيبًا من رؤساء الدول، وأعتقد أن ترشُّح مصر سوف يلقى قبولًا خاصةً أن مصر كانت صوت أفريقيا أمام العالم فى عددٍ من القِمم والتكتلات العالميَّة فى الصين وألمانيا وفرنسا وأمريكا ومُؤخَّرًا قمة المناخ فى شرم الشيخ.

والكل يعلم أن تواجد مصر بمجلس السِّلم والأمن الأفريقى يضمن أن تكون داخل دائرة صُنع القرارات المهمة المتعلِّقة بجميع القضايا التى تُؤثِّر على السِّلم والأمن بالقارة الأفريقيَّة.. بالتأكيد فى ازدهار العلاقات المصريَّة الأفريقيَّة «الكل كسبان».

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة