صوره أرشيفية
صوره أرشيفية


هل الإحساس بالجوع له علاقة بالتوتر؟

معتصم الشاهد

الأحد، 11 يونيو 2023 - 09:12 م

في عالمنا الحديث، أصبح التوتر المزمن مشكلة سائدة ومستمرة للعديد من الأفراد، إذ يؤدي إلى سلسلة استجابات فسيولوجية ونفسية، يتضمن إحداها عاداتنا الغذائية، ففي أوقات التوتر يلجأ الكثير من الناس إلى الأطعمة اللذيذة باحثين عن الراحة، وأثارت هذه الظاهرة اهتمام الباحثين، الذين تعمقوا في العلاقة المعقدة بين التوتر والإجهاد المزمن وشغف الدماغ بالطعام اللذيذ، في محاولة لفهم الآليات الأساسية وإلقاء الضوء على تطوّر عادات الأكل غير الصحية، وتوفير نظرة ثاقبة للتدخلات المحتملة.

وعادةً ما تحتوي الأطعمة التي يأكلها الشخص أثناء الشعور بالضغط على نسبة عالية من السكر والدهون والملح ، في محاولة لتوفير إحساس مؤقت بالسعادة والراحة ، واتضح أن هذه الأطعمة تعمل على تنشيط مسارات المكافأة في الدماغ، وتطلق الدوبامين وتخلق مشاعر الرضا والمكافأة.

وفي سياق متصل وجد أن المزج بين تلك الأطعمة وحالة التوتر له جانب سلبي وغير صحي، فالإجهاد جنباً إلى جنب مع الطعام ذي السعرات الحرارية الكثيفة، يخلق تغييرات في الدماغ تؤدي إلى المزيد من الأكل، وزيادة الرغبة الشديدة في تناول الأطعمة الحلوة اللذيذة ما يؤدي لزيادة الوزن.

والإجهاد يفوق استجابة الدماغ الطبيعية للشبع، ما يؤدي إلى بث إشارات المكافأة المستمرة التي تعزز تناول المزيد من الأطعمة الشهية، وتشير إشارات المكافأة في الدماغ إلى النشاط العصبي والعمليات الكيميائية التي تشارك في تجربة المتعة والتحفيز والتعزيز ، وتلعب هذه الإشارات دوراً مهماً في تشكيل السلوك والتعلّم واتخاذ القرار.

وتقول الدراسة إن تناول الطعام أثناء الإجهاد يؤدي إلى تغييرات في منطقة تسمى العنان الجانبي ، وهي منطقة مسؤولة في الأساس عن تثبيط إشارات المكافأة ، وحين تحدث تغييرات في تلك المنطقة، لا يستطيع الدماغ التوقف عن تنشيط إشارات المكافأة، أيّ أن الدماغ يبدأ في بث الإشارات التي تربط الطعام بالشعور بالمكافأة باستمرار، ما يعني أن الدماغ يكافأ باستمرار على الأكل.

ومن ناحية آخرى يسلط هذا البحث الضوء على مدى أهمية اتباع نظام غذائي صحي خلال أوقات الشعور بالتوتر ، وأشار الباحثون إلى أن النتائج التي توصلوا إليها تحدد التوتر باعتباره منظماً مهماً لعادات الأكل ، التي يمكن أن تتجاوز قدرة الدماغ الطبيعية على موازنة احتياجات الطاقة.

كما يقولون أيضاً إن التوتر المزمن الذي يتميز بالتعرّض طويل الأمد للضغوط النفسية أو البيئية، يعطل توازن الجسم المعقد، ويؤثر على الأنظمة الفسيولوجية المختلفة.

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة