الكاتب الصحفي أيمن بدرة
الكاتب الصحفي أيمن بدرة


أيمن بدرة يكتب: اللقب 11 للأهلاوية على 11 قاعدة ذهبية 

بوابة أخبار اليوم

الثلاثاء، 13 يونيو 2023 - 12:59 م

تجمعت في يد الأهلي 11 سبب جعلته يحصل  على بطولة دوري أبطال أفريقيا للمرة 11 في تاريخه ليكون يوم 11 يونيو 2023 تاريخاً سيظل ينير سجلات الأهلي الذهبية ..و تتحاكى به أجيال من الاهلاوية على مدى عقود .

فبعد توفيق الله العلي القدير لهذه المنظومة الرياضية المصرية تأتي عدة أسباب ومقومات تفتح له طريق البطولات .

الأولى: أن لدى الأهلي عمل مؤسسي منتظم يعمل بصورة مستقرة على أسس إدارية قويمة تمنح كل واحد فيها صلاحيات مهامه وتوفر له سبل التقدم وفقاً لنظام لا يخضع للاهواء ولا المزاج أو التدخلات المستمرة في عمل أي من أفراد فريق الكرة و كل الروافد والسلطات الإدارية في النادي تصب في مصلحته من جدكمجلس الإدارة.

ثانيها: أن لدى الأهلي موروث تاريخي من العمل على انتزاع البطولات مهما كانت الصعوبات فعلها عدة مرات كان قاب قوسين أو أدنى من عدم إحراز اللقب ولكن سعيه الجاد يجعل اللقب يسعى إليه .. وهذا التاريخ هو ما يجعل لاعبيه حتى وإن اختلفت الأجيال لدية دوافع من الثقة والايمان أنه قادر على انتزاع البطولة حتى في الثواني الأخيرة..فعلها في تونس يوم قتل أبو تريكة فرحة الصفاقسي في اللحظة الأخيرة. وحصل مع فريقه على الأميرة الأفريقية في واقعة تاريخية يذكرها مسئولوا الأهلي للاعبين مهما تعاقبت الأجيال .. وكان هذا الإنجاز وغيره محور حديث محمود الخطيب رئيس النادي والجهاز الفني مع اللاعبين عقب مباراة الذهاب التي انتهت بنتيجة غير مطمئنة بهدفين مقابل هدف .. وأصبحت الصورة الذهنية بهذه الواقعة التاريخية وغيرها مع الترجي ومع الرجاء وغيرها .

ثالثها: القوة الجماهيرية  الدافعة لهذا الفريق وكل من ينتمي آليه فاحساس اللاعبين والمسئولين أن هناك عشرات  الملايين الذين يضعون آمالهم في هذه المجموعة التي تمثلهم في كل مكان وعليها أن تقدم كل ما تستطيع وأكثر من ما تستطيع لكي تبقى هذه الملايين على منصات السعادة وفي مقام الفخر بانتماءها لهذا النادي .. مسئولية كبيرة تضع الجميع دائماً في مقام الالتزام بصورة شبه دائمة .. والجمهور الاهلاوي يضرب في التفاني في عشق ناديه ملاحم .. تضعها سجلات الارقام القياسية فبعد دقائق من فتح باب حجز تذاكر مباراة الفريق مع الهلال السوداني لم تبقى تذكرة ..حتى ان  وسائل إعلام أجنبية اعتبرت حدثاً تاريخياً.
هذه الجماهير الاهلاوية هي وقود النجاحات .
القاعدة الذهبية أن جمهور الاهلي هو الجهاز العصبي للفريق. 

رابعها: ربما لا تنفصل هذه القاعدة الذهبية عن قاعدة أخرى تمثل الطرف الآخر للتحفيز وهو حالة المنافسة العاتية التي وصلت إلي حالة من الحروب النفسية والإعلامية مستخدمة كل الوسائل خاصة مواقع التواصل الاجتماعي بين جماهير القطبين فحركت واججت مشاعر ملايين ربما ووصلت بهم  إلى درجات من الحماس الشديد و التركيز بشكل أكبر مع ناديهم لأنهم أصبحوا من مجرد مشجعين إلي مدافعين ..فحينما خرج أحد المسئولين من نادي الهلال يتطاول على المصريين ويدعي كذباً مجاملة أن الاتحاد الافريقي لكرة القدم يجامل الأهلي فمنع حضور الجمهور مباراة الذهاب بينهما في أم درمان وسارت معه قلة من المشجعين السودانيين والمصريين أصبحت مباراة الإياب مع النادي السوداني موقعة غاية في الأهمية حققت للفريق دافعية و جعلته أمام آلتزام شديد . 

خامسها: أسلوب السويسري مارسيل كولر المدير الفني الذي يرتكز على قواعد الثقة بنفسه وبلاعبيه وأصبح بينه وبينهم لغة مشتركة يستطيع أن يتواصل بها معهم ويهيأهم لأن يستوعبوها مهما كانت صعوبة المعركة .. فربما يرى النقاد والجمهور أن هناك قصور من واحد أو أكثر من اللاعبين ولكن يبقى هو على الثبات في الحسابات ويتحمل المسئوليات كاملة .  فحينما كانت هناك انتقادات لحمدي فتحي وتوقعات بالتغيير في لقاء العودة أمام الوداد المغربي بقى المدير الفني متمسك به ..و لما كانت هفوة محمد عبدالمنعم ومعلول وراء  هدف الفريق البيضاوي  في ستاد القاهرة منحهما الثقة .. فكانا هما معاً صاحبي هدف التعادل في مركب محمد الخامس.

كان كولر في بداية توليه القيادة الفنية للأهلي كثير التغيير ولكنه وضح أنه بدأ في الاستقرار على مجموعة والتركيز لتحقيق أعلى درجات الانسجام الفني .

سادسها: الإمكانيات الكبيرة التي تتوفر للفريق من خلال نظام إدارة يرتقي من عام إلي اخر بثبات في طريق التسويق وتقديم كل الوسائل التي توفر للاعبين والجهاز الفني كل ما يحتاجونه ..طائرة خاصة في كل  الانتقالات..معسكرات على أعلى مستوى ..وعقود منتظمة وكل الوسائل الحديثة لإعداد الفريق . 

سابعها: القاعدة الذهبية الآخرى تشهد على رسوخها صورة محمد الشناوي وهو يصر على اهداء ميداليته إلي مصطفى شوبير ..حالة احترام وتقدير بين الكبير والصغير .. خالد عبدالفتاح يجري ليدعم محمد هاني الذي يلعب في نفس مكانه في لحظة انهياره من كثرة الضغوط التي كانت عليه هذه بعض دلالات على روح الفريق مهما كانت المنافسة داخله لكن المؤكد أنه لا توجد ضغائن ولا كراهية والا كان الفريق انقسم على نفسه في لحظات صعبة .. وهذه الروح لها سوابق كثيرة لعل اقربها إلي الجيل الحالي ما فعله حسام غالي مع عماد متعب وهو يتسلم الكأس ويصر أن يحمله متعب الذي كان مجمداً من حسام البدري في تلك الفترة.

ثامنها: من بين القواعد الذهبية التي بنى عليها الأهلي إنجازه ما كان من تجاوب أجهزة الدولة معه في دعم الحضور الجماهيري باقصى عدد يمكن أن يتحمله ستاد القاهرة في اللحظات الفارقة من مشوار البطولة ..وهي لا شك أعطت الفريق ثقة كبيرة بجماهيره و بتأكيد اهمية دور الدولة في أن تقف مع ممثل الكرة المصرية الوحيد في البطولة الأفريقية. 

تاسعها: هناك أيضاً ما يجده الفريق من مكانة واهتمام عالمي و تاريخ حال تأهله إلي مونديال الأندية فتكون نقلة عالمية للأهلي ونجومه تجعل التواجد في كأس العالم بين أكبر أندية الكرة الأرضية قاعدة ذهبية في الدوافع المعنوية والمادية..وقد أصبح الأهلي يعرف كيف يسلك الطريق الذي يؤدي به إلي النهائى. 

عاشر القواعد الذهبية للاهلاوية كان تكافؤ الفرص الذي نجحت إدارة الأهلي برئاسة محمود الخطيب في أن تفرضها على الاتحاد الافريقي في هذا العام بأن يعود إلي نظام مباراتي الذهاب والعودة في النهائي بدلاً من مباراة واحدة فاصلة على أرض محايدة فكانت القدرة على تحقيق القدر التكتيكي والتنافسي بين الفريقين .

آخر القواعد الذهبية في فوز الاهلي بالبطولة الأفريقية كان المعاملة المحترمة من إدارته وأغلب جماهيره وإعلامه مع فريق الوداد المغربي الذي حل عليه ضيفاً في الذهاب واحسن استقباله وأكد عمق العلاقات بينهما وان كل محاولات الوقيعة لن تجدي ابداً في إثارة الفتن بين الناديين و جماهيرهما .. فما عدا قلة قليلة منفلته في الاستاد حاولت تشويه الصورة وتم تصحيحها بسرعة وبود من الناديين فكانت الأجواء في كازابلانكا مهيأة بكل الترحاب والحفاوة فكان التواجد في ستاد محمد الخامس مناسب لمنافسة رياضية محترمة فيما عدا أيضا قلة منحرفة آتت ببعض التصرفات الانفعالية في بعض اللحظات ولكن الغالبية كانت متمسكة بالاخلاق الكريمة وأخرجت النهائي بصورة تليق بعلاقات البلدين 

هذه بعض القواعد التي اعتقد ان بناء الإنجاز قام عليها فسجل التاريخ صفحة تألق للكرة المصرية على الساحة الأفريقية يزينها اسم الأهلي .

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة