اللواء أركان حرب دكتور عمرو عبد العزيز أثناء حواره مع «أخبار اليوم»
اللواء أركان حرب دكتور عمرو عبد العزيز أثناء حواره مع «أخبار اليوم»


«قادر» من أقدم مصانع مصر والشرق الأوسط وتم ضمه للهيئة العربية للتصنيع عام ١٩٧٥

اللواء أركان حرب دكتور عمرو عبد العزيز رئيس مجلس إدارة مصنع قادر للصناعات المتطورة: صنعنا المركبات المدرعة والمصفحة ونظم التدريع الإضافى وتجهيز العربات العسكرية

سما صالح

الجمعة، 16 يونيو 2023 - 06:02 م

ننتج المدرعة «فهد» الأعظم عالمياً التى توفر الوقاية ضد الأعيرة النارية والحماية ضد التفجيرات الأرضية 
نجرى التجارب النهائية لإنتاج الباب المصفح للغرف المحصنة لفروع البنوك محلياً لأول مرة

المصنع ساهم فى القضاء على احتكار الكمامات خلال جائحة كورونا 
لدينا خطوط إنتاج جديدة للتوسع فى تصنيع عـربات الجولف وسيارات نقل الأموال

أكد اللواء أركان حرب دكتور عمرو عبدالعزيز عبد الله رئيس مجلس إدارة «مصنع قادر للصناعات المتطورة »، أن المصنع  لديه من الكفاءات ما يؤهله دائماً لتقديم أفضل الصناعات، وأضاف خلال حواره مع «أخبار اليوم» أن المصنع يعد إحدى قلاع الهيئة العربية للتصنيع،  ولديهم العديد من الصناعات المختلفة وخطوط الإنتاج المتعددة..

ومنها: تصنيع المدرعة «فهد» وعربات الإطفاء وسيارات الخدمات لمراكز التكنولوجيا المتنقلة بالتنسيق مع وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية وكذلك تجهيز البنوك المتنقلة بماكينات الصراف الآلى ومختلف تجهيزات المركبات، كما انهم نجحوا فى  تطوير المدرعة فهد التى بدأ المصنع إنتاجها فى الستينيات، ويتم تصديرها الآن الى العديد من الدول بطرازات مختلفة.. وذلك فضلاً عن مصنع الأثاث (الخشبى والمعدنى) الذى ساهم فى فرش أهم الفنادق ومبانى العاصمة الإدارية الجديدة بالإضافة إلى الدراجات الكهربائية والهوائية وغيرها من المنتجات..

وأوضح أن هناك تعاقدات يسعى المصنع لتنفيذها دائماً قبل الموعد الرسمى وينتهج المصنع مكافأة وتكريم العاملين المتميزين ويتم إيفادهم لبعثات خارجية للعمل على تطوير الأداء للعمال. 

متى تم إنشاء مصنع  قادر وكيف تطور العمل بداخله؟

أنشئ المصنع عام 1949 فى عهد الملك فاروق تحت اسم مصنع طائرات (هيلبوليس) وكان الغرض من إنشائه إنتاج طائرة التدريب (الجمهورية) التى استمر فى إنتاجها لأكثر من 40 عاماً.

ونتيجة العدوان الثلاثى عام 1956 اكتشف الرئيس جمال عبد الناصر ضعف سلاح الطيران، وأنه يجب أن يكون لنا مصنع آخر فأنشأ مصنع الطائرات بحلوان وفى عام 1962 أنتج المصنع أول مركبة مدرعة فى الشرق الأوسط (الوليد).  

وفى عام 1975 ضم المصنع للهيئة العربية للتصنيع وبعد ذلك تطور حتى وصل إلى 34 ورشة إنتاجية وخدمية على مساحة 136 ألف متر و24 مبنى إدارياً ومخازن.

ما هى رؤية المصنع؟

تصميم وتنفيذ متميز لمنتجات المصنع وزيادة نسبة المكون المحلى والارتقاء بمستوى الأداء مع البحث العلمى والتطوير المستمر وإعطاء أولوية لصناعة المركبات المدرعة المصفحة مع التجهيزات المختلفة  للاستفادة من الخبرات فى هذا المجال ودعم الدولة فى المشروعات التى تحقق التنمية المستدامة. 

هل حصلتم على شهادات للجودة وما أهميتها؟

نعم.. حصل المصنع على أكثر من شهادة للجودة وذلك بعد أن راعى فى منتجه أن يكون بمواصفات قياسية عالمية ويحقق متطلبات العملاء ويخلق ميزة تنافسية وكل ذلك فى إطار الحفاظ على سلامة البيئة وضمان الجودة والحفاظ على سلامة العاملين واستخدام طرق صناعية آمنة وكل هذه المواصفات من متطلبات الحصول على شهادات الجودة وبالفعل حصل المصنع على الشهادات الآتية: شهادة السلامة والصحة المهنية ISO 45001 وشهادة إدارة نظام البيئة  ISO 14001 وشهادة إدارة نظم الجودة وISO 9001/2015

ما هى أبرز منتجات المصنع؟

فى ظل اهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسى بالمصنع ومنتجاته بهدف توطين الصناعات المحلية.. ينتج المصنع العربات المدرعة والعربات المصفحة بالاضافة الى نظام التدريع الإضافى  وتجهيز العربات العسكرية، وكبائن الحراسة المدرعة، فضلا، عن سيارات الإطفاء والبيئة، وتجهيز عربات القطار من الداخل ويشمل الصناعات الخشبية والبلاستيكية وجميعها منتجات تخدم قطاعات الدولة المختلفة .

هل هناك توسعات فى خطوط الإنتاج؟

بالطبع لدينا توسعات بخطوط إنتاج جديدة لتصنيع عربات الجولف وتجميع السكوتر الكهربائى وتجميع الدراجات الهوائية وتم إنشاء خط منفصل للمركبات المجهزة ( نقل أموال/ ATM/مراكز تكنولوجيا / إسعاف/..).

هل يمكن إلقاء الضوء على المدرعة فهد؟

عندما نتحدث عن المدرعة فهد يجب أن نشير الى تاريخ المركبات المدرعة فى مصر والشرق الأوسط، ففى عام 1962 تم إنتاج أول مدرعة فى مصر والشرق الأوسط (الوليد). نموذج للصناعة العميقة المصرية وتم تطوير صناعة المركبات المدرعة فى المصنع عام 1984 لتكون المدرعة الفهد بمستوى حماية أعلى وقدرة أكبر لتكون التسليح الرئيسى للقوات المسلحة والشرطة المصرية وبعض الدول العربية والأفريقية ومازالت ونتيجة الأحداث والتهديدات التى شهدتها مصر عقب ثورة يناير 2011 تم تطوير المدرعة ورفع مستوى حمايتها لتناسب التهديدات التى تواجهنا ومكنها التطوير للتوسع فى التصدير والمشاركة ضمن قوات حفظ السلام فى الدول المختلفة وبما أنه يتم التصميم والإنتاج ذاتياً تمكن المصنع من تنفيذ العديد من تطبيقات الاستخدام (نقل جنود/ إسعاف/ تحميل أسلحة متعددة/ إصلاح ونجدة/..).

وتعد من المدرعات المتميزة على مستوى العالم لأن باستطاعتها توفير الوقاية ضد الأعيرة النارية / التفجيرات عن طريق دروع الحماية الإضافية السفلية والجانبية كما أنها مزودة بدائرة (نفخ وتفريغ ذاتى) للتحكم فى ضغط الإطارات وتستطيع المدرعة التغلب على المنحدرات الرأسية حتى نسبة ٨٠٪ و٣٠٪ بالنسبة للمنحدرات بشكل جانبى، وكذلك عبور الخنادق وتصل سرعتها لـ100 كيلومتر فى الساعة بالطريق العادى أو 65 كيلومتراً خارج الطريق.
المدرعة تعمل مع قوات حفظ السلام وتم تصديرها لدول متعددة منها فرنسا/ الكويت/ الجزائر/ عمان/ بروندى/ بوركينافاسو/ الكونغو.

ما هى أهم منتجات المصنع؟ 

بالإضافة الى المركبات المدرعة يتم تصنيع سيارات الإطفاء بطرازات وسعات مختلفة، والعربات المجهزة والمقطورات والتشغيلات المعدنية المتنوعة ( صوب زراعية- أجهزة رياضية- معدات -.. ) تجميع معدات (لوادر- كلاركات- مولدات- ضواغط هواء -...) والأثاثات المكتبية والمنزلية ( خشبية / معدنية) ومنتجات بلاستيكية متنوعة.

كيف تغلبتم على وقف الاستيراد؟

تطور الفكر واستخدام البدائل (منهجية الهندسة القيمية) للتوسع فى تصنيع الكثير من الأصناف سواء داخل المصنع أو بالتكامل مع قطاعات الدولة الأخرى ومنها القطاع الخاص ومن أهم الأصناف ( الزجاج المدرع - الصلب المدرع- أجزاء ومكونات بالمركبات المدرعة- المصفحة - المجهزة - مكونات بعربات الجولف الكهربائية -..).

ماذا عن مراعاة المنتجات لشروط الحفاظ على البيئة؟

المصنع بأكمله يتمتع بمراعاته للشق البيئى والأمن الصناعى، حيث يتم مراعاة كل ما يخص البيئة وأماكن التهوية فى الورشة،  كما تجرى زيارات ميدانية للمصنع من قبل طلاب الجامعات والمدارس.

هل يوجد بالمصنع ورشة لصناعة السيارات المصفحة؟

السيارة المصفحة هى عربة ذات مستوى حماية مع الحفاظ على شكل وأبعاد العربة الأصلية، ويوجد بالمصنع مركز معتمد لإنتاج المركبات المصفحة للاستخدامات المختلفة.

هل لديكم خدمة الصيانة بعد البيع؟

بالطبع.. ويتم صيانة كل العربات المتضررة من العمليات الإرهابية وتخضع لخطة شاملة للإحلال والصيانة وتعود جديدة كوقت خروجها من المصنع (طبقاً لمستوى التلفيات) وكذلك صيانة وضمان كل منتجات المصنع.

هل يشارك المصنع فى مشروع الصوب الزراعية التى يرعاها رئيس الجمهورية ؟

نعم.. وذلك لما لها من مميزات فى زيادة عدد أصناف النباتات المزروعة، ونسبة الإنتاجية عن النظم الأخرى بنسبة تزيد على ٥٧٪، كما أنها تزيد كفاءة الاستفادة من المياه، ويمكن استخدامها فى أى تربة، ولقد أنتجنا العديد من الصوب والبيوت الزراعية وكل تلك الصوب والبيوت تتابع عملها رئاسة الجمهورية مع رئاسة الهيئة العربية، لأن الرئيس يهتم شخصياً بمشروع الصوب الزراعية، لما له من أهمية كبيرة فى توفير المياه والمساحات، بالإضافة لغزارة الإنتاج المأمول منها علماً بأن كل مكونات الصوب ( معدنى / بلاستيكى / خشبى / نظم الرى / تجهيزات /... ) يتم إنتاجها بالمصنع.

هل بالفعل المصنع يضم منتجات مدنية ويشارك بمعارض للأثاث والأدوات المنزلية؟

نعم.. المصنع له شق عسكرى  وآخر مدنى  ويشارك فى فى العديد من المنتجات، ( كالأثاث المنزلى والمكتبى - منتجات البلاستيك، كما يمكن استغلال معدات البلاستيك لتشغيل أسطمبات الغير) بأعلى جودة وأقل سعر إلى جانب خطة عمل مستمرة لتطوير الأداء.

ما هى المميزات التى يقدمها المصنع للعمال؟ 

نوفر لهم بيئة عمل مناسبة لأعلى إنتاجية كما توفر رئاسة الهيئة العربية للتصنيع كل الرعاية للعاملين، يوجد مستشفى عام، ومستشفى طوارئ، وعيادة فى كل مصنع، كما أنه يتم تكريم العمال المتميزين وأبنائهم، وتقام حفلات بشكل سنوى لتكريم كل القيادات والعاملين.

هل هناك بروتوكولات تعاون بين المصنع وجهات أخرى؟ 

نعم.. يوجد بروتوكولات تعاون مفعلة مع العديد من البنوك والجامعات والمؤسسات الصناعية من القطاعات المختلفة ومنها القطاع الخاص.

توسع المصنع فى إنتاج الدراجات الهوائية فما الذى حفزكم على الفكرة؟ 

البداية كانت بتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية بتوسيع قاعدة الممارسة الرياضية وجعل الرياضة أسلوب حياة للمصريين وبالتعاون مع الهيئة العربية للتصنيع والدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة من خلال مبادرة «دراجتك.. صحتك» التى تتبناها الوزارة تم توفير الدراجات بسعر مدعم للمواطنين.

هل تدعمون مشروعات وأبحاثاً جديدة؟

بالطبع ندعم مشروعات (الطلبة، الباحثين، الشباب) المرتبطة بنشاط المصنع وذات العائد الاقتصادى وعرض مجالات المصنع التى تحتاج لدعم تسويقى وتطوير أو تحسين أداء وندرس ما نتلقاه من أبحاث وأفكار جيداً ونعد لها دراسة جدوى ودراسة فنية لموضوعات البحث العلمى المتخصص والدعم الفنى اللازم لإجراء الاختبارات والقياسات المعملية.

وكذلك نعمل على  المعاونة فى الارتقاء بمستوى الأداء والتطوير فى المجالات الفنية والتقنية ونقدم الدعم اللازم فى مجالات الصناعة والإدارة والحاسب الآلى مع الكلية الفنية العسكرية وجامعة عين شمس بصفتهما رائدة فى مجال العلوم والبحث العلمى وجاء هذا التعاون انطلاقاً من رغبة الطرفين بضرورة التكامل بينهما.

كان للمصنع دور مجتمعى رائد خلال أزمة كورونا بعمل خط إنتاج للكمامات التى أعادت للسوق توازنه بعد إقبال الملايين عليها فكيف تمت هذه الخطوة؟ 

بالفعل أنشأنا خطاً لإنتاج الكمامات خلال جائحة كورونا بعد ارتفاع أسعار الكمامات لمستويات غير مسبوقة واستغلال كثيرين للأزمة واحتكار هذا المنتج فأنشأنا خط إنتاج كمامات n95 لاول مرة فى مصر والشرق الأوسط كمساهمة من الهيئة فى التغلب على المشكلة.

وتابع: كانت الطاقة الإنتاجية للمصنع تصل إلى 300 ألف كمامة يوميًا، فضلاً عن إنتاج المطهرات وصابون للأرضيات وهاند جيل ومواد لتطهير الأسطح وغسيل وتنظيف الخضروات بالتنسيق مع جهات معتمدة من أجل مكافحة هذا الوباء، وتم طرحها فى الأسواق وتوزيعها بمنافذ المصنع. 

وخلال جولة «أخبار اليوم» فى مصنع «قادر» وتفقد الورش المختلفة تبين وجود عدد كبير من المهندسات فى جميع التخصصات يقفن وسط العمال ويتابعن سير العمل ودقته وأجمعن خلال حديثهن لـ«أخبار اليوم» علي أن وجودهن فى الورش يكون بطلب منهن الى رئيس مجلس الإدارة..

واغلبهن يتبوأن مواقع قيادية وأوضحن أن عملهن  بالمصنع أكسبهن خبرة كبيرة  لأن شاغل الموقع القيادى لابد أن يكون ملماً بطبيعة العمل وخطواته، وأن يكون لدى القيادات روح العمل الجماعى وتقديم الأفضل دائماً. وتعتبر كل مهندسة منهن ذلك تحدياً قوياً وهو كيفية العمل فى تلك البيئة خاصة أن كل العاملين رجال، إلا أنهن استطعن التغلب على ذلك بتطبيق النظام على الجميع دون تفرقة أو تمييز بالإضافة لإقامة أواصر ود ومحبة بينهن وبين العاملين ليخرج العمل بشكل مرضٍ يعكس جهد العاملين. 

إقرأ أيضاً|الصناعة المصرية على طريق التوطين | مصنع المحركات يحصل على شهادات جودة عالمية

 

 

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة