كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

العراق.. ثمن الحرية !

كرم جبر

السبت، 17 يونيو 2023 - 07:15 م

لم أصدق أثناء حضورى الاحتفالات الشعبية بالعيد القومى للصحافة العراقية أن داعش والجماعات الإرهابية كانت تعيش هنا، فهذا شعب عاشق للحضارات والثقافات والفنون والآداب، وكلها نقاط حصينة ضد التطرف والارهاب.


ذهبت الى العراق بدعوة كريمة من وزير الثقافة والسياحة والآثار العراقى الدكتور احمد فكاك البدرانى، ورئيس اتحاد الصحفيين العرب ونقيب الصحفيين العراقى الأستاذ مؤيد اللامى، لحضور العيد الوطنى 154 للصحافة العراقية، وتشريف شخصيات إعلامية وسياسية عربية من 50 دولة.
وبعد استقبال رسمى من المطار من الأستاذ اللامى ورئيس اللجنة الدائمة للإعلام العربى الدكتور نبيل الجاسم ووكيل وزارة الثقافة، أدليت بحوار قصير لوسائل الاعلام، عبرت فيه عن سعادتى بزيارة العراق، والعلاقات الطيبة بين الشعبين، وهنأت الإعلاميين العراقيين بعيدهم الوطنى، وتمنيت أن نساهم معا فى خدمة قضايانا المشتركة، تجسيدا للعلاقات الطيبة التى تربط البلدين.


وفى مساء نفس اليوم وعلى مدى أربع ساعات كاملة، اصطحبى الاستاذ مؤيد اللامى سيرا على الأقدام للمرور على الاحتفالات، التى أقيمت فى حديقة الزوراء بقلب بغداد.
امتلأت أركان الحديقة التى تبلغ مساحتها 3 كيلومترات مربعة بمهرجانات لكل المحافظات والمناطق العراقية، بفنونها المميزة وملابسها وأكلاتها الشعبية والمعارض والمنتديات.
أعداد كبيرة من الرجال والنساء والأطفال شاركوا فى مهرجان غير مسبوق، وأعتقد انها المرة الأولى فى مختلف الدول التى يحتفل فيها الشعب بصحافته.
الطرب الجميل الذى يأتى من أعماق المناطق العراقية الأصيلة، والرقصات والفنون الشعبية التى تميز كل منطقة، وكلها تتعانق فى انسجام، وكانت فكرة ذكية لوضع الصحافة من جديد فى بؤرة اهتمام الناس.
العراقيون يعشقون الفنون والأصالة والغناء والفنون الشعبية ويبحثون عن السعادة، وكلها أسباب تجعل أرض العراق عصية على داعش والجماعات الارهابية، وكان حتميا أن يرحلوا، فالارهاب يكره النور ولا يعيش الا فى الظلام.
العراقيون دفعوا ثمنا كبيرا وسقط منهم أعداد كبيرة من الشهداء ثمنا للحرية واستعادة الحياة، وشتان بين من يطلق النار ابتهاجا فى الافراح، ومن يصوبها إلى رءوس الأبرياء.
وفى كل أركان حديقة الزوراء تصدح الموسيقى ويعلو الغناء، بينما لم يشهد نفس المكان سوى التفجيرات والكمائن والاشلاء والدماء، وقصص وروايات حول القتل غير الرحيم وأشكال وألوان لتعذيب الأبرياء.
وأتذكر أننى زرت بغداد فى الثمانينيات وزرتها أيضا منذ عام، ولم تُبنَ فى المدينة طوبة واحدة بل هدمتها الحروب، ولكن فى الشهور الأخيرة انشقت الأرض عن الأبراج السكنية والمصانع والطرق والكبارى، ويسابق العراق الزمن لتعويض ما فات.
ولديهم البترول والأراضى الزراعية وخيرات كثيرة منحها الله، ولكن الثروة الأهم هى الإنسان، وثروة بشرية من الشباب المتطلع للحياة.

 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة