جمال حسين
جمال حسين


يوميات الاخبار

الطريق إلى ٣٠ يونيو

جمال حسين

السبت، 17 يونيو 2023 - 07:35 م

الطريق‭ ‬إلى‭ ‬30‭ ‬يونيو‭ ‬لم يكن مفروشًا‭ ‬بالورود؛‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬وعرًا‭ ‬وشائكًا‭ ‬سالت‭ ‬فيه‭ ‬دماء‭ ‬زكيَّة‭ ‬لخير أجناد‭ ‬الأرض، من‭‬ أبطال‭ ‬قواتنا‭ ‬المسلحة وشرطتنا البواسل‭.

أيام قليلة ونحتفل جميعًا بالذكرى العاشرة لثورة 30 يونيو المجيدة، التى أنقذت مصر والمصريين من‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإخوانى‭ ‬الذى‭ ‬جثم‭ ‬على‭ ‬صدورنا‭ ‬سنةً‭ ‬كبيسة‭ ‬ضاربًا‭ ‬عَرض‭ ‬الحائطِ‭ ‬بكل‭ ‬دروس‭ ‬الجغرافيا‭ ‬والتاريخ.. ٣٦٥ يومًا عاشتها البلاد تحت حكم الفاشيَّة التى تاجرت بالدِّين، وكَفرت بالوطن واعتبرته كما قال مرشدهم «حفنة من ترابٍ عفن»، تبيع جغرافيته وتكره تاريخه.. عام أسود غرقت البلاد خلاله فى حالة من التخبُّط الدبلوماسى والانهيار السياسى والاقتصادى والانفلات الأمنى، ووجد الشعب نفسه وجهًا لوجهٍ أمام لصوص الأوطان.


أيام قليلة ويحتفل المصريون بثورة ٣٠ يونيو، أعظم ثورات مصر المحروسة حين انتفض الشعب المصرى وخرج بالملايين إلى الشوارع والميادين رافضًا حكم الفاشية الدينيَّة التى كشفت عن وجهها القبيح ومآربها الخبيثة بمجرد وصولها إلى سدة الحكم، وبدأت على الفور فى تنفيذ مخطط السيطرة على مفاصل الدولة؛ تنفيذًا لوصية كبيرهم الذى قال: «إذا ولينا الحكم فلن نتركه أبدًا».


الطريق‭ ‬إلى‭ ‬30‭ ‬يونيو‭ ‬لم يكن مفروشًا‭ ‬بالورود؛‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬وعرًا‭ ‬وشائكًا‭ ‬سالت‭ ‬فيه‭ ‬دماء‭ ‬زكيَّة‭ ‬لخيرأجناد‭ ‬الأرض، من‭ ‬أبطال‭ ‬قواتنا‭ ‬المسلحة الباسلة وشرطتنا الفتية‭.. ‬لم‭ ‬ولن‭ ‬ينسى‭ ‬الشعب‭ ‬المصرى‭ ‬لهذه الجماعة‭ ‬أنها‭ ‬تحالفت‭ ‬مع‭ ‬شياطين‭ ‬الفريق‭ ‬القومى‭ ‬للخيانة‭ ‬فى‭ ‬الداخل‭ ‬والخارج‭ ‬عبدة‭ ‬الدرهم‭ ‬والدولار،‭ ‬وتحالفت مع معظم المنظمات الإرهابيَّة لإسقاط مصر الكنانة، لكن الله ردَّ ‬كيدهم‭ ‬إلى‭ ‬نحورهم‭ ‬عندما‭ ‬تقدَّم‭ ‬الصفوف‭ ‬القائد البطل عبدالفتاح‭ ‬السيسى حاملًا روحه على أكفه، وأنقذ مصر مما حِيك لها بليلٍ على موائد اللئام.
خدمتنى‭ ‬الظروف‭ ‬وكنت فى‭ ‬قلب‭ ‬الأحداث‭ ‬بصفتى الصحفيَّة، قبل‭ ‬وخلال‭ ‬وبعد‭ ‬ثورة‭ ‬30‭ ‬يونيو، وكنت‭ ‬شاهدًا‭ ‬على‭ ‬جرائم‭ ‬الإخوان‭ ‬ومحاولاتهم‭ ‬المستميتة‭ ‬لاختطاف مصر إلى المجهول، وهو ما أكَّدته اعترافاتهم‭ ‬الكارثيَّة‭ ‬أمام‭ ‬النيابات‭ ‬والمحاكم.‭ ‬
عشنا ثلاث سنوات عُجاف بعد أحداث ٢٥ يناير ٢٠١١، حيث كان الانفلات الأمنى سيد الموقف، وتغلغلت أكثر من ١٥ منظمة إرهابيَّة داخل سيناء الحبيبة؛ على رأسها داعش وأخواتها، وأُصيبت البلاد بالشلل التام.. وبعد عزل الإخوان تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى المسئوليَّة رافعًا شعار «لا وقت للراحة.. يد تبنى ويد تحمل السلاح»، وكلَّف الشعب الرئيس السيسى بالقضاء على الإرهاب، وهنا بدأت المواجهة الكبرى، وشنَّت قواتنا المسلحة الباسلة ورجال الشرطة البواسل حربًا لا هوادة فيها ضد الإرهاب، حتى تمكَّنوا من القضاء عليه وتخليص البلاد والعباد من شرور الإرهابيين، لتعود مدن العريش ورفح والشيخ زويد واحةً للأمن والأمان.
..وبعد نجاح ثورة ٣٠ يونيو، وعلى مدى ١٠ سنوات، خاضت مصر ثورة البناء والتعمير فى طول البلاد وعرضها، وتحقَّقت إنجازات لا تُخطئها العين تصل إلى حد الإعجاز لتعويض ما فات، والعودة إلى الريادة فى المنطقة العربيَّة والشرق الأوسط.
ثورة ٣٠ يونيو أعادت لمصر هُويتها الوطنيَّة، وصوَّب شعبها العظيم مساره؛ ليُثبت للعالم أجمع أن إرادته صلبة لا تلين ولا يُمكن كسرها، وأن عزيمته راسخة لتحقيق تطلعاته المشروعة، وأيقن الجميع أن٣٠ يونيو ليست ثورة فقط، بل شهادة ميلاد للجمهوريَّة الجديدة التى كنا نحلم بها وأصبحت واقعًا لا تُخطئه العين.

جنون إعلام الشر

فى مثل هذه الأيام من كل عامٍ، ومع اقتراب ذكرى ٣٠ يونيو، يُصاب إعلاميو قنوات الشر والكتائب الإلكترونيَّة التابعة لهم بحالةٍ من الجنون والسُعار الإعلامى، فى محاولاتٍ مُستميتةٍ، وسعىٍّ محموم للتأثير على المصريين وإعادة عقارب الزمن إلى الوراء، لكن المصريين يُوجِّهون لهؤلاء الخونة صفعات متتالية من خلال مداخلات تليفونيَّة أو تعليقات عبر صفحات الإنترنت.
يُؤكِّد المصريون لهؤلاء الخونة الذين باعوا وطنهم مقابل حِفنة من الدولارات أن المصريين يقفون على قلب رجلٍ واحدٍ خلف الرئيس عبدالفتاح السيسى، وأن الشعب المصرى لن يُلدغ من الجُحر مرتين، ولن يسمح بتكرار خديعة ٢٥ يناير، التى استغلتها الفاشيَّة الدينيَّة لتحقيق أهدافها الخبيثة.
أكد المصريون أنهم قادرون على فرز الغثِّ من السمين، ولن يسمحوا بسقوط وطنهم؛ لإدراكهم أن الدولة التى تسقط لن تقوم لها قائمة، وما حدث للعديد من البلدان المُحيطة بنا خيرُ شاهدٍ على ذلك.
نسى هؤلاء الخونة أن المصريين قد يختلفون داخل مصر، لكنهم أبدًا لم ولن يختلفوا أبدًا على حُب مصر، ولن يُفرطوا مُطلقًا فى المكاسب التى تحقَّقت، وأن محاولاتهم المحمومة لاستغلال الأزمة الاقتصاديَّة التى تُعانى منها كل دول العالم، لن يُكتب لها النجاح.. تناسوا أن الشعب المصرى صَفعهم من قبل، وأعرض عن دعواتهم التخريبيَّة الهدَّامة، ولقَّنهم درسًا لن ينسوه، جعلهم يفقدون صوابهم.. نسى هؤلاء أن لمصر جيشًا يحميها، وأن جندها خيرُ أجناد الأرض، لن يسمحوا لأحدٍ، كائنًا مَنْ كان، المساسَ بأمنها واستقرارها.
أقول لهؤلاء سوف تحترقون بتلك النيران التى تُشعلونها، واعلموا أن المصريين يُساندون ويدعمون كل قرارات الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى يخوض الآن أكبر معركةٍ للبناء والتنمية والتعمير فى تاريخ مصر.

مؤتمر الشباب.. العود أحمد

«العود أحمد»، بهذه الجُملة القصيرة المكوَّنة فقط من مبتدأ وخبر، عبَّر الكثيرون من قادة الفكر والسياسة والإعلام عن سعادتهم بعقد النسخة التاسعة من المؤتمر الوطنى للشباب بعد توقفٍ لا إرادىٍّ بسبب جائحة كورونا، ثم دخول العالم فى أزمة اقتصاديَّة نتيجة الحرب الروسيَّة الأوكرانيَّة، الأمر الذى دفع الدولة المصريَّة إلى تبنى سياسة ترشيد الإنفاق.
نعلم جميعًا أن المؤتمر الوطنى للشباب حقَّق نجاحات كبيرة منذ انطلاق نسخته الأولى فى مدينة شرم الشيخ عام ٢٠١٦، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى، وأصبح منذ ذلك التاريخ ملتقى دوريًا للحوار المباشر والتواصل بين الشباب والدولة والحكومة ومؤسساتها المختلفة.
شهدت ميلاد مؤتمر الشباب، وتشرَّفت بحضور فعالياته فى مدينة شرم الشيخ وعددٍ من المحافظات، وكانت تتسم بحيويَّة المناقشات لأهم القضايا بحريةٍ كاملة.
مؤتمرات الشباب أحدثت حالةً من الحراك السياسى والشبابى والمجتمعى، وانبثق عنها العديد من التوصيات والمبادرات؛ من أبرزها إنشاء الأكاديميَّة الوطنيَّة لتأهيل وتدريب الشباب، وتدشين منتدى شباب العالم، وتنفيذ ملتقى الشباب العربى الإفريقى.
وبكل صراحةٍ، أصبح مؤتمر شباب العالم واحدًا من أهم مُنتديات الشباب على مستوى العالم؛ بفضل الإعداد والتخطيط الجيد والمدروس، حيث يقف وراء هذا النجاح قامات وطنيَّة مُخلصة أصحاب عقول راجحة وأفكار مُبدعة واعية، نجحوا فى إعداد أجيالٍ من الشباب الواعد المُتحمِّس لخدمة بلدهم.
شهدنا جلسةً ثريةً بالموضوعات، تم استهلالها بفيلمٍ تسجيلىٍّ أجاب عن جميع التساؤلات والشائعات المُثارة، وأشار إلى أن جميع المدن بالمحافظات تم دعمها بظهيرٍ عمرانىٍّ جديد لاستيعاب الزيادة السكانيَّة، وأن العاصمة الإداريَّة الجديدة من أهم المشروعات العملاقة التى تُسهم فى حل الاختناقات المروريَّة بالقاهرة، كما تضم العديدَ من المَعالم المميَّزة؛ كالبرج الأيقونى ومدينة الفنون والثقافة والمدينة الرياضيَّة والحى الحكومى الذى يضم الوزارات ومقر رئاسة الوزراء ومجلس النواب وعشرة مجمعات حكوميَّة كمجمع التحرير ومركزًا لجميع الأنشطة التجاريَّة والماليَّة والإداريَّة التى يحتاجها أى مستثمرٍ، وهو ما سيجعل مصر مركزًا إقليميًا للتجارة والمال والأعمال فى العالم العربى والشرق الأوسط.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة