مايسة عبدالجليل
مايسة عبدالجليل


رأى

بالورقة والقلم

الأخبار

السبت، 17 يونيو 2023 - 08:21 م

مايسة عبدالجليل

تأملت اسمى الذى خطه الطبيب الشاب على روشتة العلاج ولولا أننى أحفظ اسمى عن ظهر قلب ماعرفتنى .. فالحروف متراكبة محطمة وكلمة واحدة نصفها على السطر والنصف الآخر تحت السطر ولا أعرف كيف فعلها  ولا أعرف كيف وصل هذا الطبيب إلى درجة استشارى بل وكيف اجتاز امتحان الثانوية العامة بهذا الخط البدائى الذى يشى بأنه هرب من حصة الخط طوال عمره


وبالطبع أنها ليست مشكلة هذا الطبيب وحده ولا مادرجنا عليه من انه هكذا خطوط الأطباء  ولكن يشترك معهم للأسف  الكثيرون من شبابنا إضافة إلى الأخطاء الإملائية التى لا تغتفر والتى تلحظها بسهولة من خلال وسائل التواصل الاجتماعى ولا شك أن وسائل التعليم الحديثة مسئولة إلى حد ما عن تلك النتيجة فالتعليم إلكترونى أون لاين والموبايل والكمبيوتر يجعل الجميع خطه جميل مرتب منسق لامع وبضغطة زر واحدة تختفى جميع الأخطاء الإملائية والنحوية ولا عزاء للورقة والقلم والأساليب العتيقة التى تربينا عليها دراسيا


الغريب ان هذه الأساليب «العتيقة» عادت وبقوة ليس عندنا بل فى السويد من أكثر الدول تقدما حيث انتبهوا لتلك المشكلة وقرروا العودة إلى زمن الورقة والقلم والكراسة والكتاب الورقى لإعادة العلاقة بين الطالب والكتاب وهواية القراءة هذا إلى جانب التعليم الإلكترونى الذى لا يمكن أن نغفل أهميته ..نعود إلى ما نحن فيه فهل يدلنا أحد  ماذا ستكون النتيجة لو قررنا مثلا أن نفعل كما فعلت فرنسا عندما نظمت مسابقة فى الإملاء شارك فيها 50 ألف متسابق.. ترى كم من أولادنا  سيجتاز تلك المسابقة ويكتب ما يملى عليه بخط واضح وهجاء سليم ومتى نوقن أن لغتنا هى ديننا وهويتنا.. هى شخصيتنا ولا يصح أن ندخل أبواب المستقبل وقد فقدنا الماضى.


مساكين أولادنا الذين فقدوا حميمية الورقة والقلم وما تساعد عليه من تنمية قدرات وتعبير صحيح وتذكر.. مساكين من هجروا الكتاب وصادقوا شاشة الكمبيوتر الباردة ولوحة المفاتيح الصماء.. مساكين من أصبحت مراسيلهم بضع كلمات على الواتس آب وما عرفوا معنى الخطاب.. مساكين نحن جميعا إذا لم نخلط الماضى بالحاضر ونستفد من تجارب الآخرين

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة