د. محمد مجاهد نائب وزير التربية والتعليم
د. محمد مجاهد نائب وزير التربية والتعليم


د. محمد مجاهد: التعليم الفنى ليس بديلاً للثانوية العامة و«خيار أول» لـ 2 مليون طالب| حوار

علاء حجاب

الأحد، 18 يونيو 2023 - 11:18 م

التعليم الفنى لم يعد بديل الثانوية العامة وأصبح الخيار الأول للكثير من الطلاب وأولياء الأمور ، باعتباره الطريق الأفضل لسوق العمل محليا وخارجيا ، وهو مايفسر وجود 2 مليون طالب فى 1300 مدرسة فنية ، والاقبال كبير جدا على الالتحاق بمدارس التكنولوجيا التطبيقية ومدارس الجدارات ، ولم يعد معلمونا وحدهم مسئولين عن تقييم الطلاب وأصبح ممثلو سوق العمل مشاركين فى الامتحانات ، لأن اتقان المهارة هى معيار نجاح الطالب ..

الدكتور محمد مجاهد نائب وزير التربية والتعليم لشئون التعليم الفنى ، أكد فى حواره لـ «الأخبار» ، أنه خلال عامين ، فى العام الدراسى 2024 - 2025 ، تصبح جميع مدارسنا مطورة طبقا لمنهجية «الجدارات» التى تعتمد على مثلث المعارف والمهارة والسلوك لكل تخصص.

اقرأ ايضاً| التعليم.. معركة وطن| تطوير المناهج وفقاً للمعايير الدولية والاهتمام بالموهوبين

وأوضح أن منهجية الجدارات والتكنولوجيا التطبيقية والمدارس الفنية الدولية ، جعل السوق الأوروبية تطلب خريجينا خاصة ألمانيا وايطاليا. ونبه «مجاهد» إلى أن وزارة التربية والتعليم ، تعمل بشكل علمى ومدروس فى تطوير التعليم الفنى ، وأجرت دراسة استغرقت عاما بالتعاون مع بنك التعمير الأوروبى لتحديد الدول التى تحتاج العمالة المصرية للوقوف على المهارات التى يجب أن يتقنها الخريج ، ونتيجة الدراسة جعلت لدينا أولوية قصوى حاليا هو تعليم طلاب التعليم الفنى للغات حتى يجيد التواصل فى سوق العمل الدولى فى ظل تزايد الطلب على خريجى التعليم الفنى المصرى .


وأشار نائب وزير التربية والتعليم إلى أنه تم ادخال مناهج الذكاء الاصطناعى و»الديجيتال آرت» وتصميم الألعاب الرقمية والطاقة النووية السلمية ، والأمن السيبرانى للمعلومات ، وطاقة الرياح ، والطاقة الشمسية، وتصميم المجوهرات والحلى ، وتجارة التجزئة ، والزراعة البيئية ، حتى نواكب وظائف العصر الحالى ، وإلى نص الحوار .

هل التعليم الفنى بديل للثانوية العامة وخيار ثان كما يقول البعض ؟
هذه المفهوم تغير كثيرا نظرا للتطور الكبير فى مدارس التعليم الفنى ، وأصبحت لدينا مناهج الجدارات القائمة على تعليم المعارف واتقان المهارة وتعلم السلوكيات الصحيحة لكل تخصص ، بالإضافة لمدارس التكنولوجيا التطبيقية بالتعاون مع المستثمرين وسوق العمل، وأيضا بدء عمل المدارس الفنية الدولية ، كل ذلك جعل صورة التعليم الفنى تتغير فى ذهن المجتمع ، وأصبحت خيارا أول للكثير من الطلاب وأولياء الأمور باعتبارها طريقا أسرع لسوق العمل المحلى والدولى ، وحالا يوجد 2 مليون طالب فى المدارس الفنية داخل 1300 مدرسة .


ماهى أهم التخصصات التى تم إضافتها لمناهج التعليم الفنى ضمن التطوير ؟
نعمل بشكل متواز فى كل نوعيات التعليم الفنى الصناعى والزراعى والفندقى والتجارى ، وخلال عامين فقط تصبح جميع مدارسنا مطورة طبقا لمنهجية الجدارات ، ومعلمو التعليم الفنى لم يعودوا وحدهم المسئولين عن اختبارات الطلاب ولكن مقيمى سوق العمل يشاركون فى تقييم الطلاب للتأكد من اتقانهم المهارات المطلوبة ، ومن ضمن التخصصات التى أضفناها لمواكبة مهن العصر الحالى ، تم ادخال مناهج الذكاء الاصطناعى و»الديجيتال آرت» وتصميم الألعاب الرقمية والطاقة النووية السلمية ، والأمن السيبرانى للمعلومات ، وطاقة الرياح ، والطاقة الشمسية، وتصميم المجوهرات والحلى ، وتجارة التجزئة ، والزراعة البيئية ، والأهم لنا هو توفير العمالة المدربة لتلبية احتياجات التنمية التى تجرى حاليا على الأراضى المصرية .


العمالة المصرية 
ماهى تفاصيل الدراسة التى أجرتها الوزارة مع بنك التعمير الأوروبى لزيادة تواجد العمالة المصرية فى السوق الدولى ؟
طلبنا دراسة نفذها لنا بنك التعمير الأوروبى ، بواسطة شركة استشارية كبرى استغرقت عاما كاملا، لتحديد متطلبات بعض الدول الأجنبية وأيضا الدول العربية من العمالة المصرية الفنية ، وتحديد الشروط المطلوبة فى التواصل وفى اللغة لأنه كان لدينا توقع منذ عامين أن هناك زيادة فى الطلب على العمالة المصرية الفنية ، وهو ماحدث بالفعل ، وبدأنا فى الدراسة بتحديد احتياجات 16 دولة ثم تصفيتهم إلى 10 دول واخيرا حددنا أهم 6 دول أجنبية واثنين عربية تحتاج العمالة المصرية جاء أهمهم ألمانيا وإيطاليا وتشيكوسلوفاكيا ورومانيا وكندا وانجلترا ، وفى الدول العربية السعودية والإمارات.


ماهى النتائج المترتبة على هذه الدراسة والخطوات التى يجب أن نطبقها ؟
خلاصة الدراسة أن العمالة الفنية المطلوبة فى أوروبا خاصة ألمانيا رابع اقتصاد على العالم فى مجالات الميكانيكا والكهرباء والتشييد والبناء ومجال الفندقة وهى التخصصات التى عليها طلب كبير من العمالة الفنية فى أوروبا ، وبالنسبة للدول العربية نفس التخصصات وأكثر قليلا منها ، الأهم فى كل ذلك هو متطلبات اللغة ، ويوجد مواصفة أوروبية لاجادة التواصل باللغة الاجنبية لأن العمالة الفنية يجب أن تجيد التواصل ويوجد حد معين من اللغة مطلوب لتحقيق دخولهم للسوق العالمى.


ما هى مواصفة اللغة المطلوبة ؟
فى أوروبا يوجد مواصفة للغة من 6 مستويات والمتطلب من العمالة المصرية للعمل فى أوروبا هو المستوى الرابع وهو أمر ليس صعبا وبالتالى من هذا المنطلق نعلن قريبا عن مخطط كامل لتعليم طلاب التعليم الفنى إجادة اللغات الأجنبية ، واللغة الانجليزية بالأخص لغة عالمية وفى الخليج مثلا العمالة المصرية تعمل مع عمالة من دول كثيرة من آسيا وبالتالى اللغة الانجليزية مطلوبة للتواصل حتى فى الدول العربية ، وبالنسبة لأوروبا ، اللغة الألمانية والايطالية مهمة جدا وأن كانت اللغة الانجليزية سوف تمنحه حد مناسب للتواصل لحين اجادة لغة البلد .


ما تقييمك لواقع الطلب على العمالة المصرية الفنية خارجيا خاصة فى اوروبا ؟
أوروبا بالفعل تحتاج بشدة للعمالة الفنية الماهرة وفى البداية طلبوا منا آلاف الطلاب المؤهلين ولكن تطور الأمر حاليا ويطلبون خلال السنوات القليلة القادمة ملايين من العاملين فى كل المجالات ، وبالفعل توقعاتنا جاءت فى محلها لأنها بناء على معلومات مدروسة ، ولدينا حاليا طلب كبير على العمالة المصرية فى ألمانيا وايطاليا والسعودية واشتراطات اللغة واعتماد الشهادة من جهة دولية مطلوبة جدا .


اذا ما هى الخطوة التالية لتحقيق طموحات الطلاب الالتحاق بسوق العمل الدولى؟
قريبا جدا سوف نعلن عن مخطط كامل لتعليم اللغات لطلاب التعليم الفنى ، ولدينا بالفعل فى معظم مدارس التكنولوجيا التطبيقية التعليم بها باللغة الانجليزية.


هل مدارس التكنولوجيا التطبيقية فى طريقها للزيادة ؟
اقبال الطلاب وأولياء الأمور كبير جدا على هذه النوعية من المدارس ، والقيادة السياسية تحثنا دائما على زيادة مدارس التكنولوجيا التطبيقية ، وعددها حاليا 52 مدرسة ، وفى الطريق لزيادتها بالتعاون مع المستثمرين ومجتمع الأعمال .


هل اخذتم خطوات لتعليم طلاب التعليم الفنى اللغات ؟
بالفعل تكلمنا مع شركات وتقدموا لنا بعروض فعلا ، وتدرسها الوزارة حاليا والأهم لدينا أن يساعدوا طلاب التعليم الفنى تعلم اللغات أثناء دراستهم .


تعليم اللغات 


هل تعليم اللغات لطلاب التعليم الفنى سوف يكون مادة دراسية بفصول تقليدية فى المدرسة ؟
غالبا لن يكون ذلك ولكن سوف نلجأ الى التعليم الأون لاين ، واستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعى والذى يعوض كثيرا عن الحصص المدرسية ويمكن للطالب ان يتعلم النطق عبر برامج وتطبيقات والبرنامج يصحح له كل مرة .


هل يوجد مبادرات جديدة للتعاون مع القطاع الخاص فى التعليم الفنى بخلاف «التكنولوجيا التطبيقية» ؟

بالفعل عرضنا مبادرة على القطاع الخاص تشغيل 28 مركز تدريب انتاجى كانت تتبع وزارة الاسكان وتم نقل تبعيتهم لوزارة التعليم كمدارس فنية بمصروفات وذات طابع دولى بالشراكة مع القطاع الخاص لتخدم الاحتياجات المستقبلية من الفنيين المصريين فى أسواق العمل المحلية والاقليمية والدولية ، وبالفعل لدينا 4 عروض حاليا نقوم بدراستهم والأهم هو الجدية وتحقيق المستوى التعليمى المطلوب.


ماهى تفاصيل العروض التى تقدمت للوزارة ؟
يوجد اثنان من الطلبات من القطاع الخاص فى كفر الشيخ والدقهلية واحد المصانع الصينية فى مجال السيارات الكهربية ويعرض يأخذ احد المراكز فى 15 مايو ويؤهل الطلاب للعمل فى المصنع الصينى الذى سوف يفتتح فى مجال السيارات الكهربائية ولدينا شركة مصرية تعاقدت مع هيئة فنلندية وألمانية بهدف انشاء اكاديمية تعليم فنى على غرار فنلندا ومعتمد نظامها التعليمى من ألمانيا لتوفير عمالة فندية مؤهلة للعمل فى فنلندا وسوف يبدأون العمل سبتمبر 2024 ، احدى الشركات الألمانية طلبت أيضا فتح مدرسة على غرار مدارس التكنولوجيا التطبيقية.


فى أى مرحلة نقف حاليا فى طريق وخطة تطوير التعليم الفنى ؟
بدأنا الطريق أولا ووضعنا المرتكزات التى يبنى عليها تطوير التعليم الفنى ، أهمهم تطوير المناهج فى المدارس الرسمية لتعتمد على الجدارات القائمة على 3 أضلاع رئيسية هى المعارف والمهارة والسلوك لكل تخصص لأن التعليم الفنى قائم على اتقان الخريج للمهارات المطلوبة ومثال على ذلك فى التعليم الفندقى مطلوب ان يكون الطالب شيفا يقوم بالطهى بطريقة مميزة وهذا لايأتى بقراءة كتاب ولكن بوجود مدرب كفء يمنحه المعلومة والسلوك المناسب بجانب توفير المواد الخام المطلوبة للتدريب عليها ، وهو ما نسميه الجدارة المطلوبة ، وهو ما يسرى على كل التخصصات فى الميكانيكا والكهرباء والذكاء الاصطناعى والتشييد والبناء وكل التخصصات .


الدروس الخصوصية 


هل تغير توزيع درجات المواد فى التعليم الفنى طبقا لمنهجية الجدارات ؟
لأننا نعتمد فى الأساس على الجانب العملى فهو الأهم وعليه 66% من المجموع و33% للامتحان النظرى وهذا ما جعل الدروس الخصوصية فى التعليم الفنى لا نقول منعدمة ولكن شبه غير موجودة والغش ان وجد ليس له تأثير كبير على مجموع الطالب لانه يكون فى الامتحان النظرى ودرجاته لا تمنح الطالب النجاح .


ما هو التطور فى امتحانات العملى فى مدارس التعليم الفنى ؟
أصبح لدينا مشاركة فاعلة من مقيمى سوق العمل بمعنى وجود ممثلين لسوق العمل فى اختبار مهارات الطلاب ، للتأكد من اتقانها ، والسؤال فى امتحان العملى اسمه «مهمة» يختبر الطالب لجنة من 3 أشخاص ، 2 مدرسين تعليم فنى بالاضافة لممثل فى سوق العمل وتم تطبيق هذا النموذج بداية من عام 2019 ، فى 107 مدارس تخرجوا العام الماضى ، وارتفع العدد حاليا لأكثر من 880 مدرسة العام الحالى من أصل 1300 مدرسة ، ونخطط أن يعمم التطوير فى كل مدارس التعليم الفنى طبقا لمنهجية الجدارات خلال العام الدراسى 2024 - 2025 ، وبالتالى كل خريجى التعليم الفنى فى عام 2027 سوف يكونون خريجين طبقا لمنهجية الجدارات خلال كل سنوات دراستهم .


ماهى فرص الاستثمار بوجود تعليم فنى خاص حالياً ؟
أرى أن المدارس الخاصة الفنية سوف يتجه إليها طبقة من المجتمع غالبا من الطبقة المتوسطة ويجب أن تكون مصروفاتها أيضا متوسطة وليس مغالى فيها ، لدينا دراسات حاليا فى ذلك ، وبعض المستثمرين الذين قاموا بالشراكة مع الوزارة وانشاء مدارس تكنولوجيا تطبيقية يطالبون بوضع مصروفات دراسية.


هل معنى ذلك أن مدارس التكنولوجيا التطبيقية فى الاتجاه لإقرار مصروفات لها ؟
ندرس الوضع حاليا وبالنسبة للطلبة الموجودين بالفعل لن يطبق عليهم ولكن التفكير فى الدفعات الجديدة ومن جانبنا نقيم الفكرة حتى لا تكون المصروفات سببا فى العزوف عن دخول مدارس التكنولوجيا التطبيقية ، مازلنا ندرس الوضع حاليا .


هل هناك تفكير فى رقمنة التعليم الفنى للتغلب على نقص المدرسين؟
ندرس كل الأفكار وخاصة تجربة السويد التى خطت خطوات كبيرة فى هذا المجال ، واستخدام التكنولوجيا والأهم بالنسبة لنا نقيس النتائج ومدى ملائمتها لوضعنا ، والتكنولوجيا لايمكن أن تكون بديلا عن الجانب العملى فى التعليم الفنى ، ولكن ما يناسبنا هو استخدام الذكاء الاصطناعى فى تعليم اللغات .


تطوير التعليم الفنى 
ما هى أهم الدول التى نتعاون معها فى تطوير التعليم الفنى ؟
نتعاون بشكل منفتح مع الجميع ولكن بالأخص ألمانيا والصين لدينا تعاون كبير معهم فى تطوير التعليم الفنى ، الألمان قدموا لنا مساعدات كبيرة عن طريق هيئة GIZ الألمانية فى تأسيس هيئة جودة التعليم الفنى وأكاديمية المعلمين الفنيين وأيضا فى تطوير المناهج ، ولدينا تعاون مميز مع الصين عبر ورشة «لوبان» وهو نظام تعليم يخلد اسم مخترع صينى عاش منذ 2500 سنة ولديهم 27 مركزا على مستوى العالم ، من بينهم 16 مركزا فى أفريقيا وحدها ، ومصرالدولة الوحيدة التى بها مركزان لورشة لوبان الأول فى مدرسة تكنولوجيا الصيانة بالقاهرة والثانى بكلية هندسة عين شمس ، وفعليا لدينا شركات صينية فى السويس والعين السخنة ، تعمل فى مجالات السيارات الكهربائية ومجالات أخرى كثيرة ، عرضوا تشغيل طلاب ورشة لوبان فى هذه الشركات خاصة أن هؤلاء الطلاب يتعلمون اللغة الصينية .


ماذا حققت الوزارة فى خطط تحسين الصورة الذهنية لدى المجتمع عن طلاب التعليم الفنى ؟
أعتقد أن تحسين مخرجات التعليم الفنى وتطويره بما يرتقى للمستوى المطلوب هو أساس تحسين الصورة الذهنية لدى المجتمع عن التعليم الفنى لأن ما يلمسونه ويرونه بأنفسهم هو ما يؤثر فى المجتمع بشكل ايجابى ، ولكن لدينا تعاون بالفعل مع مؤسسة GIZ الألمانية ، وهيئة USAID الأمريكية ، لتحسين الصورة الذهنية ، ولكن تركيزنا الأكبر هو تحسين مخرجات التعليم الفنى بشكل حقيقى وملموس .

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة