يوسف القعيد
يوسف القعيد


يحدث فى مصر الآن

9 ملايين أجنبى يعيشون فى مصر

يوسف القعيد

الخميس، 22 يونيو 2023 - 07:33 م

طوال عمرها سواء ما قبل التاريخ أو ما بعده كانت ملاذاً لكل من يشكو الحياة ببلده. لذلك كنت تجد ضيوفها وهذا هو التعبير الذى يفضل المصريون استخدامه. يُعدَّون بالملايين.

وحسب ما نشر المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية مقالاً للكاتب أحمد بيومى يؤكد فيه أن مصر تحتضن نحو 9 ملايين ضيف بأراضيها. وهذا الرقم يُمثِّل 8% من أعداد اللاجئين عالمياً.

ويُحمِّل الاقتصاد المصرى أعباء إضافية فى وقتٍ يُعانى العالم فيه أزمة مالية خانقة وأزمة حياة.. هؤلاء الضيوف يعيشون وسط المصريين كأنهم جُزءٍ منهم.

يتمتعون بالخدمات التى تُقدَّم للمواطن المصرى. ولا ينظر لهم المصريون باعتبارهم لاجئين. رغم ضخامة رقمهم الذى يُمثِّل 9% من سُكَّان مصر. و8% من اللاجئين عالمياً. ولابد من القول أن هُناك دُولاً فى إفريقيا والشرق الأوسط يبلغ تعداد سكانها أقل من ضيوف مصر.

ففى مصر الرئيس السيسى - هنا والآن- 5 ملايين سودانى، ومليون ونصف المليون سورى، ومليون ليبى. وعراقيون وجنسيات أخرى. ومن المؤكد أن تكلفة استضافة اللاجئ الواحد تُقارب 19.2 ألف دولار سنوياً. وهى لا تختلف عن التكلفة فى أمريكا.

إن تلك التكلفة يبلغ متوسطها نحو 24 ألف دولار أمريكى سنوياً. وإن كان هذا الرقم يعود إلى 2015. وهو ما يعنى أن هناك 7 سنوات من التضخم أُضيفت إلى هذا الرقم حسب ما نشرته جريدة الشروق فى العدد الصادر يوم الأربعاء الماضى.

صحيح أن الدولة المصرية تتحمل العبء الأكبر. ولكن المصريين كُرماء بطبعهم. وكل مصرى مضياف حسب نشأته وتربيته وما يتعلمه من قيم الحياة. لذلك لا يشعر الغريب أنه فى مصر يعيش حياة الغرباء. كما أن الدولة المصرية تتحمل تلك الفاتورة وترفض أن تغلق أبوابها ضد الأجانب من الأشقاء العرب. بل وتُصر على تحمل مسئوليتها كدولة كبيرة فى المنطقة. وهو ما حمَّل فاتورة الاقتصاد المصرى تكاليف إضافية فى وقت يمر به العالم بأزمات ضخمة وغير عادية ولم تحدث من قبل.

ومصر تفتح أبوابها للهجرة غير الشرعية منذ سنوات. ولا تُعامل هؤلاء الغُرباء إلا باعتبارهم ضيوفاً عليها. ولا تتصور أنهم يقيمون فى القاهرة والإسكندرية فقط. بل إن البعض منهم وصل للإقامة حتى القرية المصرية. والمصرى بطبعه يتعلم كرم الضيافة للغريب حتى لو كان أجنبياً مهما كانت ظروفه الاقتصادية. ومهما تضخَّم الرقم وأصبح لدينا ما يُمثِّل 9% من سكان مصر الغرباء.

بل إن بعض الدول الأفريقية لا يصل تعداد سكانها إلى عدد الضيوف الذين تُرحِّب بهم مصر مهما كانت الظروف صعبة. وأنا لا أقول أننا ندفع لهم كذا وكذا. فذلك دور مصر باعتبارها دولة إقليمية عُظمى. تُعد من دول العالم الأساسية والجوهرية اليوم.

وهذا ليس سلوك الدولة المصرية وحدها. بل إنه يُشكِّل مُجمل موقف المصريين لشعبٍ صاحب حضارة عريقة. بل ربما كانت أهم حضارة على ظهر الأرض. ولذلك يفتح أبوابه لكل الأجانب، ويعتبرهم ضيوفاً عليه أن يُقدِّم لهم كل ما يقدر عليه من كرم الضيافة مهما كانت ظروفنا الداخلية صعبة فى بعض الأحيان. فإكرام الضيف واجبٌ على كل مصرى.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة