الأحد، 25 يونيو 2023 - 08:10 م

أتصور أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين يعانى الآن من الندم الشديد ! فهو الذى شجع «بائع النقانق» يفجينى بريغوجين على تكوين ميليشيات خاصة بعيدا عن القوات المسلحة النظامية الروسية. الندم ليس فى تشكيل هذه الميليشيات المسلحة فقط، إنما فى الفخ الذى أوقع نفسه فيه ووصل الى ان يقتل جندى روسى روسيًّا آخر فى ساحة قتال يجب أن تكون متحدة الهدف. والندم لأنه كرجل مخابرات سابق لم يقرأ النتائج بشكل صحيح !

لم تكن هذه أول واقعة فى التاريخ المعاصر، بل ربما بدأتها الولايات المتحدة والدول الغربية حين أنشأت الجماعات المسلحة فى دول أخرى تحت وهم السيطرة عليها. وهو ما شاهدناه فى تنظيم القاعدة وأيضا طالبان أفغانستان، ثم داعش وجماعة النصرة إلى أن وصلنا الى حميدتى والدعم السريع بالسودان. إضافة الى جماعات أخرى بدول افريقيا والعالم الثالث. ومن المعلوم أن أمريكا مثلا استهدفت سياسة معلنة تشجع ما أسمته «الفوضى الخلاقة»، وتستهدف تفتيت الدول وتشريد شعوبها ! ومن المعلوم بالضرورة أن كيان الدول وأمنها واستقرارها لا يستقيم الا بقوات مسلحة نظامية واحدة للدفاع عنها خارجيا ضد أى تهديد لأمنها القومى، وقوات شرطة تحافظ على الأمن الداخلى للدولة. وذلك فى اطار النظام العام للدولة، ودستورها وقيادتها.

لهذا رأينا أعمال تدمير وتخريب لعدد من الدول تنتشر داخلها الميليشيات المسلحة. هذا ما نشاهده الآن فى اليمن وليبيا والسودان والصومال وسوريا ولبنان، وفلسطين. وهو ما شاهدناه فى العراق من قبل. ولهذا أقول ان بوتين رغم ندمه تصرف بحكمة ، قبل ان يستفحل الأمر ، وطلب تدخل لوكاشينكو رئيس بيلاروسيا المحنك، الذى أقنع قائد ميليشيات فاجنر بالتراجع وسحب قواته من موسكو، وقبل ان يعيش فى بيلاروسيا، وفعلا تم التوصل الى اتفاق لحقن الدماء، ولو مرحليا حتى يتم تفرغ القوات الروسية لحربها مع أوكرانيا والغرب. وللحديث بقية غدا بإذن الله.
دعاء: اللهم احفظ مصر وشعبها وقائدها .