الأحد، 25 يونيو 2023 - 09:19 م

أدلى الناخبون اليونانيون بأصواتهم أمس فى انتخابات عامة جديدة هى الثانية فى خمسة أسابيع، ويسعى خلالها رئيس الوزراء السابق المحافظ كيرياكوس ميتسوتاكيس لتعزيز مكاسبه وانتزاع غالبية مطلقة تتيح له تشكيل «حكومة مستقرة».

ويسعى ميتسوتاكيس (55 عاما) المتخرج من جامعة هارفارد الأمريكية المرموقة، الى ولاية ثانية من أربعة أعوام، معوّلا على تمكنه من قيادة البلاد للخروج من تبعات الجائحة وتحقيق نموّ اقتصادى قوى فى العامين الماضيين وقال ميتسوتاكيس بعد الإدلاء بصوته إن اليونانيين «يقترعون للمرة الثانية فى غضون أسابيع قليلة من أجل الحصول على حكومة مستقرة وفاعلة».

اقرأ ايضاً| فيضانات عارمة فى تشيلى وموجة حر تضرب الصين

وفاز رئيس الوزراء المنتهية ولايته فى الانتخابات التى أجريت فى 21 مايو، لكنه لم يحصد غالبية كافية تتيح له تشكيل الحكومة الجديدة من دون عقد تحالفات، ما دفعه للاحتكام مجددا الى صناديق الاقتراع ودعوة 9٫8 ملايين ناخب للإدلاء بأصواتهم.

وحاز حزب الديموقراطية الجديدة الحاكم منذ أربع سنوات 40٫8% من الأصوات، متقدمًا على حزب سيريزا اليسارى بزعامة رئيس الحكومة السابق أليكسيس تسيبراس والذى حاز 20% من الأصوات. وحل ثالثا حزب باسوك كينال الاشتراكى محققا 11٫5% من الأصوات.

ولم تمنح هذه النتيجة ميتسوتاكيس سوى 146 من أصل 300 مقعد فى مجلس النواب، فى حين عليه الفوز بـ151 مقعدا لتشكيل حكومة دون التحالف مع أى طرف.من جهته، اعتبر تسيبراس أمس أن الاقتراع سيحدد «ما اذا كنا سنحظى بحكومة خارج السيطرة، أو نحقق توازنا فى ديموقراطيتنا ونظامنا السياسي».

وجرت عملية الاقتراع أمس وفق نظام انتخابى مختلف يراهن عليه ميتسوتاكيس، اذ سينال الحزب الفائز فى هذا الاقتراع مكافأة تصل إلى خمسين مقعدا إضافيا، ما يؤمن له غالبية مستقرة بحال حافظ على تفوّقه، وهو ما ترجّحه بشكل واسع استطلاعات الرأي.

لكن السياسى المحافظ يخشى أن يحجم الناخبون عن الإدلاء بأصواتهم فى ظل تراجع حدة المنافسة بين المرشحين.
وفى مسعى لحضّ مواطنيه على التصويت، أعاد ميتسوتاكيس التلويح هذا الأسبوع بإجراء دورة ثالثة فى حال لم يحصل على الغالبية الكافية بنتيجة.
وقال الجمعة قبيل بدء فترة الصمت الانتخابى «آمل فى ألا نضطر للالتقاء مجددا مطلع أغسطس»، مؤكدا أن ذلك «ليس على سبيل المزاح... يجب تعزيز ومواصلة كل المكاسب التى حققناها».

وسبق لميتسوتاكيس، وهو وريث عائلة سياسية كبرى وابن رئيس وزراء سابق، أن لوّح بإجراء انتخابات فى وسط العطلة الصيفية بحال لم يحقق أهدافه، ما لقى تنديد المعارضة ووسائل إعلام اعتبرته محاولة «ابتزاز» للناخبين.
وحقق ميتسوتاكيس فوزًا ساحقًا على تسيبراس فى انتخابات 2019، وتولى منصب رئاسة الوزراء متعهدا بوضع حدّ لأزمة اقتصادية امتدت عقدا من الزمن.

وكانت تلك الانتخابات الأولى التى تجريها اليونان فى حقبة ما بعد خطة الانقاذ الأوروبية، وأتت بينما كان العمال والشركات على السواء يعانون من عبء الضرائب التى فرضها تسيبراس وحزبه بضغط من المانحين الدوليين لتحقيق فائض فى الميزانية.

وتخيم على الانتخابات كارثة تحطم سفينة قبل أكثر من أسبوع، مخلفة مئات القتلى والمهاجرين المفقودين قبالة السواحل الجنوبية لليونان. لكن من غير المرجح أن تؤثر الكارثة بشكل كبير على النتيجة الإجمالية للانتخابات، حيث يتوقع أن يركز اليونانيون على القضايا الاقتصادية المحلية.