الإثنين، 26 يونيو 2023 - 06:54 م

دول الغرب عموماً لا تخفى عداءها للرئيس الروسي «بوتين» ولا رغبتها فى إضعاف روسيا.. خاصة بعد اشتعال الحرب في أوكرانيا. ومع ذلك كان الشعور السائد فى العواصم الغربية حين فوجئت بأخبار التمرد في روسيا هو القلق والانزعاج الشديد.

وكان رد الفعل الأول هو إعلان حالة الاستنفار العسكرى والسياسى ومحاولة فهم ما يجرى فى موسكو وماذا وراءه وإلى أين يأخذ روسيا والعالم «!!» فالعداء مع بوتين والرغبة فى إضعاف روسيا شىء، واحتمال سقوط هذه القوة الدولية الكبرى فى حالة فوضى واقتتال داخلى شىء آخر تعرف الدول الغربية خطورته المباشرة عليها وليس على روسيا فقط.  والحديث عن سقوط بوتين قد يكون أمنية عند البعض، لكن ماذا عندما يكون التمرد بقيادة «بريجوجين»وتكون الإشارة واضحة إلا أن البديل إذا أتى سيكون أكثر شراسة فى العداء للغرب وأشد خطورة وهو ينتقل من عالم الميليشيات إلى التعامل مع تحديات تهدد بالصدام النووى!!

الآن.. وقد انتهى التمرد وإن بقيت آثاره العسكرية والسياسية التى ستظل فاعلة لزمن طويل، يبدو أن الأطراف جميعاً تحتاج لمراجعة الموقف بدقة حتى لا تقود الحسابات الخاطئة إلى المزيد من التدهور فى الصدام بين روسيا والغرب. وفى ردود الفعل السريعة يؤكد بوتين أن الحرب فى أوكرانيا ماضية كما كان مخططاً لها.. على الجانب الآخر تتصاعد التوقعات الغربية بأن تتوالى الأزمات داخل روسيا لتكشف عن المزيد من ضعف النظام أو»تصدعه» كما قال وزير الخارجية الأمريكي، والسؤال هو: إلى أين يؤدى ذلك؟!

هناك تيار بالطبع يريد استغلال ما يصفه بـ»التصدع» السياسى والعسكرى فى روسيا بالمزيد من الضغوط الغربية والدعم العسكرى لأوكرانيا.

وهو ما يعنى زياد التصعيد الذى سترد عليه موسكو بالمثل.. وهناك تيار يرى أن تجربة التمرد ينبغى أن تقرأ بعناية وحكمة، وأن بوتين مازال هو القادر على عقد صفقة تضمن مصالح كل الأطراف، وأن الفرصة الآن مواتية لفتح أبواب التفاوض المغلقة، خاصة بعد فشل الهجوم الأوكرانى المضاد فى تحقيق أى نتائج ملموسة حتى الآن وهو ما يؤكد أن استمرار الحرب سيكون عبئاً على الجميع وبدون انتصار حاسم كما قال كل الخبراء.. فى كل الأحوال نرجو أن ينتصر العقل هذه المرة!!