حمدى حامد
حمدى حامد


كلمات عابرة

تراث سيد إبراهيم فقدَ حارسه الأمين!

الأخبار

الثلاثاء، 27 يونيو 2023 - 07:42 م

على مدار ثلاثين عاما منذ رحيل الفنان والشاعر والأديب سيد إبراهيم عميد الخط العربى وحتى الأسبوع الماضى كان تراثه العظيم فى مأمن من الضياع والإهمال؛ إذ قيض الله له ابنه الأمين (خالد) الذى ظل وفيا ومخلصا لهذا التراث أشد الإخلاص حتى وافته المنية الأسبوع الماضى..

كان خالد سيد إبراهيم قد حوَّل شقته إلى متحف فنى جمع لوحات والده الأصلية النادرة وما جمعه من لوحات لدى الغير ومقتنياته من لوحات عظماء الخطاطين التى كانوا يُهدونها إليه، وكان يستقبل ضيوفه من مصر والعالم من المهتمين بفن الخط العربى وتلاميذ والده للاستمتاع بهذه الكنوز التى لا تقدر بثمن ويقدم لهم واجب الضيافة وحسن الاستقبال على نفقته الخاصة، وكان ـ رحمه الله - شديد الاعتزاز بهذا التراث النادر ويأبى التفريط فيه مهما كان الثمن لدرجة أن حكى لى الفنان إبراهيم بدر أن أحد أثرياء العرب منحه شيكا على بياض ليكتب فيه أى مبلغ يريده مقابل إحدى اللوحات الأصلية إلا أنه رفض رغم الإلحاح، فأعطاه الشيك ومنحه أسبوعا لإعادة التفكير، وبعد الأسبوع أتاه ليفاجأ به يرد الشيك معتذرًا..

كان يأمل أن تبنى أى جهة ثقافية رسمية اقتناء وعرض أعمال والده فى متحف يليق به وبها، ورغم بعض العروض التى جاءته فإنه رفضها حين علم أنها ستكون للعرض الموسمى فقط فرفض قائلا إن أعمال سيد إبراهيم لا يليق أن تعرض فى المواسم ثم تلقى فى المخازن تحت وطأة الإهمال.

ومن حكاياته الشائقة أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كان فى زيارة إلى الهند واصطحبه الرئيس نهرو لزيارة مسجد جاما (المسجد الجامع) أكبر مساجد الهند فى دلهى فأعلن عبد الناصر تبرعه بالسجاجيد للمسجد، فإذا بالمسلمين هناك يطلبون منه أن تكون هدية مصر هى خط سيد إبراهيم بدلاً من السجاجيد!!

وكان سيد إبراهيم وقتها يعانى من مرض بعينه يحتاج إلى عملية نادرة بالخارج فاعتذر، فإذا بهم يستضيفونه ويتكفلون بإجراء العملية له حتى يُشفى ثم يقوم بكتابة خطوط المسجد، وبعد شفائه قام بكتابة الآيات القرآنية التى تزين المسجد حتى اليوم، وكانت من أحب أعماله إليه خاصة سورة الجمعة التى كتبها كاملة فى صحن المسجد على ارتفاع سبعة أمتار بالإضافة إلى حوالى 20 قطعة من الثلث الجلى.

أتمنى أن تتولى الجهات الرسمية فى مصر وعلى رأسها وزارة الثقافة ومكتبة الإسكندرية الحفاظ على تراث سيد إبراهيم الفنى والأدبى وعرضه فى متحف يحمل اسمه وبشكل يليق بهذا الفنان العظيم الذى ساهم فى انتشار المدرسة المصرية للخط العربى فى أنحاء العالم من خلال تلاميذه المنتشرين فى كل بقاع العالم واستكمالا للمهمة التى نذر خالد سيد إبراهيم حياته لها..

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة