جلال عارف
جلال عارف


في الصميم

جلال عارف يكتب: رسالة التمرد الروسي.. بوتين أو الفوضى.!!

جلال عارف

الأربعاء، 28 يونيو 2023 - 10:01 م

التقارير الغربية تقول إن عدد جنود «فاجنر» الذين ساروا إلى قرب موسكو مع قائدهم «بريجوچين» كان خمسة آلاف مقاتل مع عرباتهم ومدرعاتهم الخفيفة، بعد أن بقى خمسة آلاف آخرون يؤمِّنون مدينة «روستوف» التى اتخذها قائد «فاجنر» مقراً لقيادته.

والسؤال هنا: هل من المنطقى أن تعجز قوات الجيش الروسى النظامى عن القضاء عليها وهى تسير فى طريق مكشوف لما يزيد على ١٨ ساعة من «روستوف» إلى قُرب موسكو؟!.

قائد «فاجنر» المنفى يُبدى استغرابه من الفراغ الأمنى الذى واجه قواته، بينما الرئيس «بوتين» يُبرر الأمر بأنه رفض من البداية الاقتتال بين المقاتلين الروس فى الجيش أو «فاجنر».. لكن هذه التبريرات تترك أسئلة عديدة بلا إجابات، فترك الأوضاع معلقة يوماً وبعض يوم هو مغامرة خطيرة، وسير المتمردين لمئات الكيلو مترات بلا أى مقاومة لهم، أمر يثير الدهشة فى دولة عُظمى يزيد عدد جنود جيشها على المليون، خاصة إذا كان «التمرد» يأتى ضد قيادة الجيش العُليا، والاتهامات توجه لها من المتمردين بالفشل فى مهمتهم!!.

مفهوم أن يسعى «بوتين» لعدم الاقتتال الداخلى، وللحفاظ على جنود «فاجنر» وعدم تحميلهم مسئولية التمرد التى تقع على قائدهم وحده، خاصة أن آلافاً منهم مازالوا ضمن قوة القتال فى أوكرانيا، أو فى دول أفريقية عديدة يؤدون مهام لصالح النظام الروسى.. لكن السماح بوصول قوات التمرد إلى قُرب موسكو يبقى لغزاً، وبقاء الأوضاع فى دولة مثل روسيا لأكثر من يوم وسط أحاديث الحرب الأهلية والصدام الدموى، يظل علامة استفهام كبيرة تنتظر إجابة لن تأتى إلا بعد الكشف عن أسرار ما وقع.. لكن الثابت أن يوماً من متابعة العالم كله لتمرد «فاجنر» أوصل لدول التحالف الغربى رسالة واضحة بأن إضعاف روسيا لا يعنى إلا الفوضى الشاملة، وأن البديل عن «بوتين» لن يكون إلا من أمثال «بريجوچين» الأكثر تشدداً فى معاداة الغرب، الذى لا يتمنى بالتأكيد أن يرى السلاح النووى الروسى فى قبضة رجل مثل «بريجوچين» مهما كانت الأسباب وإلى أى حد يصل العداء!!.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة